22 03 2018

القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالرياض في حوار خاص لـ اليوم

أكد مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الأمريكية أن هناك محادثات جادة بين واشنطن والرياض لإقامة تحالفات اقتصادية مشتركة تسهم اسهاما مباشرا في دعم القطاعات الواعدة في رؤية السعودية 2030 فيما يستمر التواصل مع المؤسسات الحكومية والشركات المحلية والغرف التجارية.

وكشف القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالرياض السيد كريستوفر هينزيل خلال حواره الاقتصادي مع «اليوم» أن رؤية السعودية 2030 تتعهد بتوفير العديد من الفرص الجديدة لتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في عدة قطاعات منها صناعة الترفيه والطاقة المتجددة وقطاع التكنولوجيا المتقدمة والمشاريع الضخمة للمنتجعات السياحية والتعدين والطيران وغيرها من المجالات.

وأشار السيد كريستوفر هينزيل الى أن رأس المال البشري أحد الموارد الأكثر قيمة في المملكة العربية السعودية ولهذا السبب يلعب التعليم دورا هاما في استراتيجية التحول في رؤية السعودية 2030. (ونحن لا نزال ملتزمين بالعمل مع المملكة العربية السعودية في هذا المجال).

وحول التعاون السعودي الأمريكي في المجالات الاقتصادية التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030 أوضح القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالرياض ان رؤية السعودية 2030 تركز على التعليم المرتبط بالنمو الاقتصادي وتماشيا مع هذه الرؤية فإننا نشجع الشراكات بين الجامعات الأمريكية والسعودية بما في ذلك برامج تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب من خلال برنامج فولبرايت وبرامج التبادل الأخرى وتتمتع الولايات المتحدة بخبرة عالمية في عدة قطاعات لذا يمكننا المساعدة في إقامة علاقات بين الخبراء الأمريكيين ونظرائهم السعوديين وتعزيز التعاون فيما بينهم لتطوير القطاعات بينما تقوم الشركات الأمريكية بمشاريع مشتركة وشراكات مع الشركات السعودية لتطوير هذه القطاعات ودعم الاقتصاد السعودي. وبين السيد كريستوفر هينزيل ان حجم التجارة الثنائية بالنسبة للبضائع بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بلغ أكثر من 35 مليار دولار في عام 2017م ويعد هذا مؤشرا على العلاقة الاقتصادية والتجارية القوية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية (ونحن ملتزمون بتعميق هذه العلاقة من خلال تشجيع المزيد من التجارة الثنائية وتنظيم المزيد من زيارات الوفود التجارية بين بلدينا).

■ في البداية حدثنا عن تاريخ التعاون الثنائي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والذي يعود إلى ما يقرب من 85 عاما؟

■■ الولايات المتحدة لديها علاقة قوية مع المملكة العربية السعودية صمدت عبر مختلف الأزمنة واستندت على العديد من المصالح المشتركة، تتمثل أولوياتنا في المملكة العربية السعودية في تعزيز علاقتنا الأمنية الوثيقة لتحقيق الأهداف المشتركة ودعم الأنشطة الاقتصادية والتجارية التي تفيد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على حد سواء، وبناء روابط ثقافية وتعليمية قوية بين بلدينا. نحن نعمل سويًا لدحر المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما نتطلع إلى ضمان استمرار الشركات الأمريكية في المشاركة مع المملكة العربية السعودية في جهودها الرامية لتنفيذ رؤية السعودية 2030.

■ لقد استندت الشراكة القوية بين البلدين على المصالح والرؤى المشتركة، كيف تنظرون لمستقبل هذه العلاقة في ضوء زيارة سمو ولي العهد الحالية إلى الولايات المتحدة؟

■■ تتمتع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بعلاقة ثنائية قوية، تعززت بزيارة الرئيس ترامب في شهر مايو 2017م إلى الرياض والتوقيع على إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة التي ركزت على تعزيز أهدافنا الأمنية الدولية المتبادلة وتعميق الروابط الاقتصادية والاستثمارية، نحن ندعم المملكة العربية السعودية في سعيها نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني السعودي، وسوف نواصل العمل مع المملكة العربية السعودية في شراكتنا الاستراتيجية.

العديد من الشركات الأمريكية لديها بالفعل أعمال مهمة في المملكة العربية السعودية والعديد منها يقوم بتطوير فرص جديدة، نحن نبحث كذلك عن وسائل تجعل من السهل على الأمريكيين زيارة المملكة والقيام بأعمال تجارية فيها، والتي من بينها تعزيز الشفافية في القواعد والأنظمة المتعلقة بممارسة الأعمال التجارية في المملكة واستشارة الشركات الأمريكية كشركاء في جهود الحكومة السعودية لتحسين بيئة الأعمال.

■ ما توقعاتكم عن أبرز الاتفاقات الاقتصادية التي قد تميز الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد منذ توليه والتي تعزز من التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين؟

■■ تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية مع المملكة العربية السعودية، فهي أكبر شريك تجاري لنا في الشرق الأوسط، ونحن على تواصل مستمر مع المؤسسات الحكومية والشركات المحلية والغرف التجارية لتحسين العلاقات التجارية بين البلدين ولإقامة علاقات ذات منفعة متبادلة بين الشركات الأمريكية والسعودية وتتعهد رؤية السعودية 2030 بتوفير العديد من الفرص الجديدة لتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا في عدة مجالات منها صناعة الترفيه والطاقة المتجددة وقطاع التكنولوجيا المتقدمة والمشاريع الضخمة للمنتجعات السياحية والتعدين والطيران وغيرها من المجالات.

■ تركز رؤية السعودية 2030 على جذب المستثمرين الدوليين لبرامجها الاقتصادية.. هل يرغب المستثمرون الأمريكيون في الدخول إلى السوق السعودية والاستثمار فيها؟

■■ يدعم القطاع الخاص الأمريكي رؤية السعودية 2030، وقد أعلنت العديد من الشركات الرائدة والمصنفة ضمن قائمة أكبر 500 شركة في العالم «فورتشن 500» في الولايات المتحدة عن توجهها لزيادة استثماراتها في المملكة العربية السعودية منذ أن أعلن ولي العهد محمد بن سلمان عن رؤية السعودية 2030. هناك بالفعل العديد من الشركات الأمريكية التي تعمل بشكل كبير في المملكة العربية السعودية؛ ونحن نعمل مع القطاع الخاص الأمريكي والحكومة السعودية لضمان قيام الشركات الأمريكية بدور نشط في دعم رؤية السعودية 2030 وتتواصل سفارتنا في الرياض مع الوزارات بشكل منتظم سعيا لتحسين مناخ الأعمال وتعزيز الاستثمار.

© Alyaum newspaper 2018