24 02 2019

عمليات تصحيح محدودة تتخلل المكاسب لجني الأرباح

قال محللون وخبراء أسواق مال: إن الأسواق المحلية مرشحة لتحقيق مزيد من المكاسب خلال الأسابيع القادمة بشرط استمرار الشركات في الإعلان عن توزيعات سنوية جيدة، فضلاً عن ظهور مزيد من المحفزات الإيجابية.

وأضاف المحللون والخبراء، الذين استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم، إن الأسواق شهدت خلال الجلسات الماضية حالة من التفاؤل لم تشهدها منذ أشهر مع سيطرة الإيجابية على المعنويات بدفع من التوزيعات السنوية للشركات لا سيما في قطاعي العقار والبنوك.

وربحت الأسواق المحلية ما يناهز 16 مليار درهم في تداولات الأسبوع الماضي وخلال 5 أيام من العمل والجلسات وصعد سوق دبي بنسبة 3.95% وهي أكبر مكاسب أسبوعية منذ يوليو 2017، ليغلق عند 2633.64 نقطة مدفوعاً بمكاسب أسهم العقار والبنوك والاستثمار، فيما زاد سوق أبوظبي 1.23% إلى 5098.11 نقطة مع ارتفاع أسهم البنوك والعقار والاتصالات.

وأشار المحللون والخبراء إلى أن الأسبوعين القادمين سيشهدان إقرار عموميات عدة شركات وبنوك للتوزيعات السنوية وهو ما سيعطي الأسواق مزيداً من الزخم لا سيما بعدما عمد الأجانب والمؤسسات في الجلسات الماضية على زيادة وتيرة مشترياتهم لاقتناص الفرص.

وصادقت الجمعية العمومية لبنك «الإمارات دبي الوطني» الأسبوع الماضي على توزيع أرباح نقدية للمساهمين بنسبة 40% من رأس المال وبإجمالي 2.22 مليار درهم، فيما أقرت عمومية «دبي التجاري» توزيع 20.7% من رأس المال بإجمالي 580.2 مليون درهم، وذلك عن عام 2018.

ومن المقرر أن يعقد «أبوظبي الأول» اجتماع الجمعية العمومية غداً لبحث توزيع 74% من رأس المال بإجمالي 8.06 مليارات درهم، فيما ستعقد عمومية «بنك المشرق» الثلاثاء للنظر في توزيع 40% من رأس المال بإجمالي 710.1 ملايين درهم.

أسعار مغرية

وتوقع المحللون والخبراء أن يواصل الأجانب والمؤسسات بناء مراكز مالية جديدة في الأسواق المحلية خصوصاً أن أسعار غالبية الأسهم تتداول عند مستويات مغرية مقارنة بنظائرها في المنطقة، فضلاً عن التوزيعات السخية لغالبية الشركات والبنوك المقيدة.

ووفق رصد «البيان الاقتصادي»، اتجهت المحافظ والمؤسسات الاستثمارية نحو الشراء خلال الأسبوع الماضي بصافي استثمار 177.7 مليون درهم، موزعة بواقع 133.85 مليون درهم في دبي، و43.8 مليون درهم في أبوظبي، فيما مال المستثمرون الأفراد نحو التسييل، بصافي استثمار 177.7 مليون درهم، منها 133.85 مليون درهم في دبي، و43.8 مليون درهم في أبوظبي.

محفزات جيدة

وقال عصام قصابية محلل مالي أول لدى «مينا كورب» للخدمات المالية، إن الأسواق حققت نتائج جيد في الأسبوع الماضي مدعومة بعدة محفزات إيجابية في مقدمتها قيام مؤسسة مورجان ستانلي برفع تقييم أسهم الإمارات إلى «نشط».

وأضاف قصابية أن رفع التقييم عزز معنويات المستثمرين خصوصاً بعد ظهور نتائج «إعمار العقارية» وشركاتها التابعة والتي منحت الأسواق بعض الإيجابية وأثبتت للجميع أن دبي سوق عقاري مربح، إلى جانب نتائج البنوك واستحواذاتها الخارجية ومساعيها لزيادة رأس المال وهو ما عزز التفاؤل وزاد وتيرة الاستثمار في الأسواق.

وأوضح قصابية أن هناك عدة شركات مثل «الدار» و«تبريد» حققت أيضاً نتائج جيدة مع قدرتهم على دفع توزيعات مرتفعة للمساهمين، مشيراً إلى أنه عند مقارنة أداء سوق دبي بالأسواق العالمية خلال العام الماضي فقد تراجع بنحو كبير وبالتالي حان وقت «الشراء» واقتناص الفرص بالأسهم المحلية.

وأوضح المحلل المالي الأول لدى «مينا كورب» أن الأسواق تشهد أيضاً زيادة في وتيرة الاستثمارات الأجنبية خصوصاً على أسهم البنوك والأسهم القيادية مثل «إعمار»، متوقعاً أن تتعرض الأسواق لعمليات تصحيح محدودة في تداولات الأسبوع الحالي نتيجة للتوزيعات على أن تعاود الارتداد بعد ذلك.

تحسّن المعنويات

وقال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذي لشركة «الصفوة مباشر» للخدمات المالية، إن أداء الأسواق في الأسبوعين الماضين كان الأفضل منذ عدة أشهر مدعوماً بتحسن معنويات المستثمرين بعد النتائج القوية للشركات عن العام الماضي إضافة إلى الإعلان عن مقترحات بتوزيعات سخية لغالبية الشركات والبنوك المدرجة.

وأضاف: إن الأسواق مؤهلة لاستكمال مسيرة المكاسب خلال الأسبوعين القادمين مع استمرار الشركات في الإعلان عن مقترحات التوزيعات وأيضاً بدء ماراثون الجمعيات العمومية لإقرار هذه التوزيعات، مشيراً إلى أن المكاسب قد يتخللها عمليات تصحيح لجني الأرباح وهو أمر صحي وطبيعي.

وأوضح إيهاب رشاد أن الأسواق المحلية تزخر في الوقت الراهن بالعديد من الفرص الاستثمارية خصوصاً أن أسعارها هي الأفضل في المنطقة بعدما وصل مكرر ربحيتها إلى 12.1 مرة، مشيراً إلى أن الأسواق ينتظرها أداء جيد خلال العام الجاري بما يساعدها على تعويض خسائر العام الماضي خاصة بالنسبة لسوق دبي.

وأضاف أن توالي تأكيدات المؤسسات العالمية والمحلية عن قوة ومتانة الاقتصاد الوطني بمثابة عامل محفز قوي نتوقع معه أن يعطي مزيداً من الدفع للأسهم المحلية لا سيما بعد التأكيدات الأخيرة للمصرف المركزي بأن الاقتصاد في وضع جيد وصحي.

اختراقات إيجابية

وقال المحلل المالي حسام الحسيني، إن التوقعات للأسواق في التداولات القادمة لا تزال إيجابية لا سيما أن الأداء المحقق في الأسبوع الماضي كان الأفضل منذ عدة أشهر ويشجع على ضخ مزيد من الاستثمارات خصوصاً مع عودة الارتفاع في قيم وأحجام التداولات.

وأوضح أن الأسواق نجحت خلال الأسبوع الماضي في تحقيق اختراقات إيجابية لمستويات مهمة وسط نشاط كبير على الأسهم القيادية بالتزامن مع إعلانات الشركات عن نتائج وتوزيعات إيجابية، وهو ما عزز روح التفاؤل في الأسواق.

وذكر حسام الحسيني أن عودة تداول المؤسسات الأجنبية أعطي أيضاً مزيداً من الزخم وبالتالي من المتوقع أن تواصل الأسواق أداءها الإيجابي خلال الأسبوع الحالي إذا استمر الزخم والعمق المحقق خلال الجلسات القليلة الماضية خصوصاً مع اقتراب مواعيد التوزيعات النقدية وهو ما يؤدي إلى نشاط إضافي مع دخول مؤسساتي للاستفادة من هذه التوزيعات.

© البيان 2019