كثف الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين جهود حشد دول الشرق الأوسط لمواجهة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل حيث يبدأ محادثات مع زعماء عرب تنطلق من القاهرة.

والتقى عباس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان وسيطا مهما في محادثات السلام الماضية مع إسرائيل وبين الفصائل الفلسطينية.

وقال بيان صادر عن الرئاسة المصرية ”اتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف واستغلال الزخم الدولي الرافض بالإجماع للقرار الأمريكي الأخير من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية“.

ونددت الدول العربية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس الأسبوع الماضي وتعهدت بالضغط على المنظمات الدولية للتحرك ضده دون الإعلان عن أي إجراءات ملموسة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن البرلمان العربي عقد اجتماعا طارئا بهذا الصدد في القاهرة يوم الاثنين.

وبعد لقاء منفصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور مصر حاليا قال السيسي إن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس سيكون له ”آثار خطيرة على مستقبل الأمن والسلم في المنطقة“.

وذكرت وسائل إعلام مصرية أن عباس التقى مع أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية في القاهرة يوم الاثنين. وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا استمر لعدة ساعات مطلع هذا الأسبوع وتعهدوا بالسعي لاستصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يرفض القرار الأمريكي. وذكر الوزراء بعض التفاصيل عن إجراءات أخرى سيجري اتخاذها.

ويأمل الفلسطينيون في اتخاذ إجراءات ملموسة.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس لوكالة الأنباء الفلسطينية ”المطلوب الآن قرارات فلسطينية وعربية جريئة في المرحلة المقبلة“.

ومن المقرر أن يتوجه عباس لاحقا إلى اسطنبول حيث سيلقي خطابا خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 20 سبتمبر أيلول 2017. تصوير: إدوارد مونوز - رويترز.

وحذرت القوى العالية من أن الخطوة الأمريكية ستعرقل جهود السلام في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي استمر عقودا مع انتشار الغضب في أنحاء المنطقة.

وتقول إدارة ترامب إنها لا تزال ملتزمة بعملية السلام.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يوم السبت إن عباس لن يلتقي مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أثناء زيارته للمنطقة الشهر الجاري.

كما رفض شيخ الأزهر وبابا الأقباط الأرثوذكس في مصر لقاء بنس أثناء زيارته.

ومصر حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة وساهمت بدور الوساطة في اتفاقات سلام سابقة ولها علاقات جيدة مع إسرائيل. وقالت إن القرار الأمريكي بشأن القدس يقوض جهود إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتوسطت مصر أيضا في جهود المصالحة بين حركة فتح التي يرأسها عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي دعت لانتفاضة جديدة ضد إسرائيل في الأسبوع الماضي.

وتأجل تسليم السلطة في غزة إلى السلطة الفلسطينية يوم الأحد وأشار مسؤول في فتح إلى أن السبب في ذلك وجود عقبات دون مزيد من التفاصيل.

وكانت إسرائيل شنت ضربات جوية على قطاع غزة يوم السبت ردا على صواريخ أطلقت من القطاع فيما قالت حماس إن اثنين من عناصرها قتلا في القصف.

وأطلق نشطاء فلسطينيون ثلاثة صواريخ على الأقل يوم الجمعة من القطاع الذي تسيطر عليه حماس وباتجاه بلدات إسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته ”استهدفت أربع منشآت تابعة لتنظيم حماس الإرهابي في قطاع غزة: موقعان لصنع السلاح ومخزن للأسلحة ومجمع عسكري“.

شارك في التغطية جون دافيسون ونادين عوض الله في القاهرة ونضال المغربي من غزة - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني

© Reuters News 2017