شهدت مبيعات الذهب خلال الأيام الماضية قبل حلول إجازة العيد ارتفاعا مقارنة بالأيام العادية، مدعومة بمشتريات المعتمرين والمناسبات.


وأوضح تجار لـ"الاقتصادية" أن الإقبال على الذهب بالتزامن مع إجازة العيد يعد جيدا مقارنة بالأيام الماضية، مشيرين إلى أن انتعاش السوق والحركة الاقتصادية دفعتا القطاع إلى امتصاص انعكاسات المخاوف من تقلبات الأسعار.


وأوضحوا، أن المبيعات شهدت انتعاشا، خاصة مع انخفاض سعر جرام الذهب في الوقت الحالي، حيث مازال المعدن الأصفر يوصف على أنه الهدية الأفضل لكبيرات السن.


وقال أحمد الشريف، مالك ومدير عام مؤسسة للمجوهرات، إن السوق استطاعت امتصاص تبعات التنظيمات الجديدة للقطاع والمخاوف من تقلبات الأسعار، وهو ما يؤكد أن القطاع متين وحيوي قادر على مواجهة التغيرات.


وأشار إلى أن قطاع الذهب يواكب متطلبات السوق للحفاظ على عملائه، وعند تراجع الإقبال تتجه المصانع إلى تصميم مشغولات ذهبية خفيفة، حيث تجد إقبالا كبيرا، فتملك الذهب عادة متوارثة، إضافة إلى أنها تعد من الهدايا الثمينة التي يحرص أغلب المواطنين على تقديمها كهدايا في المواسم من الأعياد أو المناسبات.


من جانبه قال محمد مسفر، عضو لجنة المعادن والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية، إن موسم العيد من أفضل المواسم على قطاع الذهب، مضيفا أن ما تشهده السوق الآن من إقبال يأتي من الحرص على اقتناء الذهب وتقديمه كهدايا قيمة في الأعياد والمناسبات، وتعتمد نوعية المشغولات على القدرة الشرائية للعميل، مشيرا إلى أن العميل اليوم أكثر وعيا واطلاعا على البورصات العالمية للذهب، ولاقتناص فرص شراء الذهب عند أقل سعر.


وأضاف أن قطاع الذهب في منطقة نجران لم يتأثر بالقرارات التنظيمية للسوق (التوطين، وضريبة القيمة المضافة)، مؤكدا أن القطاع استطاع أن يتكيف مع الوضع الجديد بشكل سريع.


وقال أيمن العماد متعامل في الذهب، إن الذهب يعد عملة قياس، حيث يخضع لآلية العرض والطلب، ويتأثر عالميا بالبورصات العالمية، ومحليا باختلاف القدرة الشرائية للمتعاملين بالذهب.


وأشار إلى أن ثقافة شراء الذهب كملاذ آمن يعد هاجسا لدى كثير من المواطنين، حيث تزيد الرغبة لتملك الذهب وتقديمه كهدايا، لافتا إلى أن الإقبال على الذهب يختلف في المناطق المركزية للحرمين عن باقي مناطق المملكة، ليس كطلب فقط، بل كنوعية، فهناك أنواع معينة يستهدفها الحجاج، ويتميز بها الذهب السعودي، بينما المناطق الأخرى تهدف إلى اقتناء كل جديد من المشغولات المتواكبة مع الماركات العالمية.


من ناحيته، قال مبارك الغامدي عامل في محل ذهب منذ ستة أشهر، إنه وزملاءه أثبتوا قدرتهم على تحمل ضغوط العمل في فترة الذروة التي تسبق أيام عيد الفطر المبارك، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة تصل إلى نحو 70 في المائة.


وأشار إلى أن الذهب ما زال العيدية الأفضل لكبيرات السن، حيث يفضلن عيار 21 الأصفر، بينما تميل الفتيات لعيار 18 وللذهب الأبيض، بتصاميم متنوعة، مؤكدا أنه مع دخول العيد شهدت محال الذهب إقبالا كبيرا، ما زاد من المبيعات، التي لم تتأثر بقلة خبرة الموظفين أو بعدم تحملهم لضغوط العمل.


وطالب بوجود مفتش دائم من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لمتابعة المحال، حيث إن حملات التفتيش في كل فترة ليست كافية للقضاء على المخالفات أو لتحقيق التوطين بشكل كامل ومنع تحايل بعض المحال على قرار التوطين.


بدوره، اعتبر عبدالمحسن الكثيري عامل في القطاع، أن العمل في محال الذهب فرصة لاكتساب خبرة تمكنه من افتتاح محل للذهب مستقبلا، مبينا أن البيع لا يتطلب خبرة كبيرة، حيث استطاع معرفة أسرار البيع خلال شهرٍ واحد.


ونفى ما يشاع من أن عدم خبرة الشباب تسمح بالغش في الذهب ومعاييره، إذ إن التقنية الحديثة تساعد على اكتشاف الذهب الأصلي من المغشوش.


وأشار إلى أن شهر رمضان كان بمنزلة التجربة المهمة بالنسبة للشباب لما فيه من إقبال كبير، موضحا أن الذهب ما زال الخيار الأول لعيديات لكبيرات السن.


وقال، "استطاع الشباب السعودي إثبات جدارتهم وتحملهم ضغط العمل، ومقابلة عديد من العملاء، والتعامل معهم، حيث إن شهر رمضان يعد من أشهر الذروة، إذ تقبل الأسر لشراء هدايا الأعياد التي عادة ما تكون ذهبا بالنسبة لكبيرات السن من الأمهات".


وأفاد بأنه على الرغم من ساعات العمل الطويلة التي تستمر إلى الواحدة مساء، إلا أن الشباب السعودي استطاع إثبات نجاحهم في فترة الذروة، مبينا أن قرار توطين الذهب ساعده وزملاءه على إيجاد فرصة عمل في هذا القطاع براتب مناسب. من جهته، أكد محمد المصعبي أن التوطين زاد من الشفافية في عمليات البيع والشراء ووحد السعر بين محال الذهب، وذلك لثقة العملاء في الشباب السعودي.


ولفت إلى أن المجتمع كان محفزا لهم على العمل ودائما ما يثني عليهم بكلمات تشجيع وتحفيز للاستمرار بالعمل خاصة في شهر رمضان الذي ترتفع فيه المبيعات ويزداد ضغط العمل.


وأوضح أن الدور منوط الآن بعد نجاحهم في شهر الذروة باستمرار حملات التفتيش والمتابعة على محال الذهب لمنع التحايل على القرار، مشيرا إلى أن الشباب هم أمل الوطن في النهوض وتحقيق التنمية المستدامة.

© الاقتصادية 2018