تعتزم شركة رويال داتش شل العالمية البدء في تنفيذ المرحلة 9 بي من بمشروع ويست دلتا ديب مارين خلال الربع الثاني من العام الجاري 2018، وفقًا لما صرّح به الرئيس التنفيذي للشركة سامي إسكندر، يوم الأربعاء الماضي، في المؤتمر التاسع للبترول لدول حوض البحر المتوسط (موك 2018) المنعقد في مدينة الإسكندرية 17 ، 18 إبريل الجاري.

وقد نفى إسكندر امتلاك الشركة لأعمال تطوير داخل حقل ظهر المصري في الوقت الحاضر، كم أكّد أن الشركة قد قررت العودة من جديد إلى التنقيب والبحث عن الغاز والنفط في مصر بالمياه العميقة في البحر المتوسط ،  وأنها ماضية قدماً في المرحلة التالية من تنمية امتياز غرب دلتا النيل بالمياه العميقة.

" إنّ قوة مصر تتمركز في مواردها البشرية والطبيعية وهي الأساس لبناء مستقبل مزدهر ، كما تعمل الحكومة المصرية جاهدة لتحقيق ذلك بإصلاحات اقتصادية على الرغم من صعوبتها إلا أنها ضرورية وهامة، كما تُعد تنمية موارد الثروات الطبيعية من البترول والغاز أحد العوامل الرئيسية في تحقيق الإصلاح الاقتصادي، حيث تلبي الطلب المحلي على الطاقة وتوفر فرص عمل وتحقق عائدات اقتصادية،" قال سامي إسكندر.

وأضاف أنّ لشل خبرة عالمية بمصر تمتد إلى أكثر من 100 عام واستثماراتها في مصر زادت عام 2016 بعد الاستحواذ على "بي جي" ما جعلها من كبار منتجي البترول والغاز بمصر، وأكد إسكندر نجاح الشركة في زيادة الإنتاج بنسبة 20% وأنها طبقت ذلك في مشروعاتها بخليج المكسيك وهو ما تنوي تنفيذه في كافة المشروعات المقبلة.  

كما أوضح إسكندر أنه من المقرر أن تبدأ تنمية مشروع المرحلة "9 ب"، التي تمت الموافقة عليها من قبل الشركاء في الامتياز شل مصر و بتروناس، خلال الربع الثاني من هذا العام، وإضافة كميات جديدة من الغاز بنهاية 2018 مما يعكس التزام شل بتعزيز استثماراتها في مصر

وحول التحديات التي قد تواجه الشركة، تحدّث إسكندر عن أن هناك تحديات عالمية متوقعة، منها حالة عدم الاستقرار والقلق في الأسواق، فوفقاً لتوقعات الوكالة الدولية للطاقة، يبدو أن عام 2018 سيشهد زيادات ضخمة في الإمدادات، كما تجاوز النمو الأمريكي التوقعات، بعد عودة صناعة الغاز الصخري بقوة ،كما أصبح إنتاج الولايات المتحدة من الزيت الخام في أعلى معدلاته منذ 50 عاماً، وقد يتخطى خلال عام 2018، إنتاج السعودية وروسيا، وأظهرت توقعات الوكالة الدولية للطاقة لعام 2018 أن الطلب سينخفض خلال العام، بالمقارنة بعام 2017.

ونوّه إسكندر إلى أن شركته قادرة على ضبط استراتيجياتها وتنفيذ برنامج للبحث والاستكشاف يسمى "جاهزون للمستقبل" لتشغيل المشروعات بشكل أكثر أماناً وثقة ومنخفض التكاليف وأن مبادراتها للتغيير ساعدتها فى تقليل النفقات بنسبة 20% منذ عام 2015

كما نوّه أيضًا عن أهمية المؤتمر لكونه رابط رئيسي للدول البترولية العاملة على حوض البحر المتوسط كما يعكس تمثيل القطاعين الحكومي و الخاص استقرار الأوضاع الاقتصادية داخل مصر، ويبعث رسائل ثقة للشركات الأجنبية الراغبة في ضخ استثمارات في مجال الطاقة.

إكتشافات ومشاريع البترول في مصر

من جانبه أكد وزير البترول المصري طارق الملا، أنّ بلاده ستوقع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل في مجالات الغاز والبترول والكهرباء، في إطار مساعي مصر إلى التحول مركزاً رئيسياً للطاقة في المنطقة من خلال تسييل الغاز وإعادة تصديره،

ووصف الملا عودة شل العالمية للعمل داخل مصر، شهادة ثقة عالمية بتعافي الاقتصاد المصري.

كما أعلن الملا خلال المؤتمر، عن طرح مزايدة عالمية للبحث عن البترول في 10 مناطق بالبحر المتوسط خلال الأسابيع المقبلة، موضِحًا أنّ البحر المتوسط شهد على مر التاريخ، العديد من الاكتشافات، وأنّ السنوات الأخيرة لعبت دوراً مهماً في كشف إمكاناته، وأن كشف حقل ظهر العملاق في المياه العميقة بالبحر المتوسط غير المشهد العالمي للغاز وجعل من منطقة البحر المتوسط «حوضا غازيًا من الطراز العالمي»، وأنّ تأثير حقل ظهر تخطى الحدود المصرية وفتح الباب لتكثيف أعمال البحث والاستكشاف وتحقيق اكتشافات جديدة متوقعة فى المياه العميقة بمناطق الامتياز المجاورة لحقل ظهر.

وأوضح الملا ان الوزارة تعمل حالياً على الوصول لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول نهاية عام 2018 ، مشيراً إلى أن قطاع البترول استطاع بنجاح تأمين الطلب المحلى على الطاقة لجميع القطاعات وعلى رأسها قطاع الكهرباء، ما أدى الى التغلب على نقص الطاقة الكهربائية.

من جانبه، أشار "إينوسينزو تيتوني" إلى أنّ الاكتشافات الأخيرة للغاز فى البحر المتوسط فتحت الباب أمام مصر لتكون مركزاً إقليمياً يدعمها امتلاكها لبنية أساسية قوية، وأنّ سيناريو الطاقة في المتوسط يتجه نحو الأفضل رغم بعض الصعوبات السياسية والاقتصادية، وتوقع استمرار أسعار البترول عند المستويات الحالية العامين القادمين، ولكنّ التنافسية تكمن في توفير إمدادات الطاقة وتكلفته.

إنّ إنتاج بلاده من النفط الخام، قال رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول، عابد عز الرجال، أنّه ارتفع إلى 657 ألف برميل يومياً حالياً، ليزيد بذلك نحو 4.3% عن مستواه عام 2017، كما ارتفع إنتاج مصر من الزيت  إلى 657 ألف برميل يومياً حالياً، مقابل 630 ألف برميل يومياً عام 2017.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "أيوك" التابعة لإيني الإيطالية،" فابيو كافانا"، إن شركته تستهدف رفع إنتاج حقل ظُهر للغاز بالبحر المتوسط في مصر إلى ملياري قدم مكعبة يومياً بنهاية 2018.

وأضاف "كافانا" أنّ شركته تستهدف رفع إنتاجها إلى "1.2 مليار قدم مكعبة يومياً في مايو، وملياري قدم مكعبة نهاية العام و2.7 مليار قدم مكعبة خلال 2019".

ويضم حقل ظُهر، الذي اكتشفته إيني عام 2015، احتياطيات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وسيساعد مصر على تجاوز النقص الحاد في إمدادات الطاقة ويوفر على البلاد مليارات الدولارات من العملة الصعبة التي كانت ستنفقها على الاستيراد.

توقيع عقود في مؤتمر موك 2018

وعلى هامش أعمال المؤتمر، شهد الوزير توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة الإسكندرية وشركة إنبي لإتاحة الفرصة أمام الدارسين لتطبيق بعض الدراسات النظرية، إلى جانب التدريب، فضلاً عن تمكين الباحثين من تنفيذ أبحاثهم.

كما شهد الوزير توقيع بروتوكول مع شركة تويوتا وشركتَي إيجاس وجنوب الوادي لعمل حفار بحري.

وأعلن الوزير عن تفاؤله خلال المرحلة المقبلة لحدوث طفرة جيدة في مجال استكشاف «الزيت» خاصة بعد توافر عوامل عديدة تؤتي ثمارها فى المستقبل القريب.

يذكر أنّ 2500 زائر من الضيوف الأجانب وخبراء البترول حضروا مؤتمر "موك 2018".

وقد وجه "اينوسينزو تيتوني"، رئيس الدورة القادمة من المؤتمر «موك 2019»، الدعوة للمشاركة في الدورة القادمة بمدينة رافينا الإيطالية.

© ZAWYA 2018