واشنطن 16 أبريل نيسان (رويترز) - أطلقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا 105 صواريخ يوم السبت استهدفت ما قال البنتاجون إنها ثلاث منشآت للأسلحة الكيماوية في سوريا ردا على ما يعتقد أنه هجوم بالغاز السام في مدينة دوما السورية في السابع من ابريل نيسان.

وفيما يلي المعلومات التي تقول الدول الثلاث إنها جمعتها عن الهجوم.:

* الولايات المتحدة

في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين يوم السبت قال مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن لديهم كما ضخما من المعلومات الواضحة والمقنعة عن استخدام الأسلحة الكيماوية وعن تحمل الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن الهجوم.

وقال مسؤول "المعلومات التي لدينا تشير إلى استخدام الغازين الكلور والسارين وكلاهما من الأسلحة الكيماوية".

وقال المسؤولون إن لديهم لقطات مصورة بالفيديو وصور لبقايا قنبلتين برميليتين على الأقل لغاز الكلور بخصائص تتفق مع قنابل الكلور البرميلية من اعتداءات سابقة. وأضاف المسؤولون أن الصور ولقطات الفيديو توثق حالات ضحايا يعانون من أعراض تتفق مع التعرض لكيماويات سامة مثل الاختناق والرغاوى على الفم.

وأوضح المسؤولون أن شهود عيان أفادوا بتحليق عدة طائرات هليكوبتر حكومية فوق دوما في السابع من ابريل نيسان وأن هذه الطائرات ألقت قنابل برميلية. وقالوا إن القوات الوحيدة التي لديها طائرات هليكوبتر في سوريا تابعة للحكومة السورية.

ونقل المسؤولون عن أطباء ومنظمات إغاثة على الأرض تقارير عن انتشار رائحة كلور نفاذة ووصف أعراض تتفق مع التعرض لغاز السارين.

وقال المسؤولون إنه في حين أن المعلومات المتاحة أكبر كثيرا فيما يتعلق باستخدام غاز الكلور فإن لديهم أيضا معلومات ليست هينة تشير إلى استخدام غاز السارين وهو من غازات الأعصاب.

وأضافوا أن أعراضا مثل التشنجات بالإضافة إلى تقارير عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين تشير إلى استخدام السارين وهو سلاح أشد فتكا.

ويوم السبت قال مسؤولون في وزارة الدفاع إنهم يقدرون وجود مواد كيماوية وغازات أعصاب على الأرجح في الأهداف التي قصفتها القوات الأمريكية بضربات صاروخية لكنهم أضافوا أنهم نجحوا في التخفيف من أثرها بالطريقة التي نفذوا بها الهجوم.

* فرنسا

أوضح تقرير للمخابرات الفرنسية رفعت السلطات صفة السرية عنه يوم السبت أن فرنسا خلصت بعد التحليل التقني لمصادر متاحة للجمهور و"استخبارات موثوقة" إلى أن هجوما كيماويا وقع على دوما في السابع من ابريل نيسان نفذته القوات الحكومية السورية.

وقال التقرير "على أساس هذا التقييم الشامل والمعلومات التي جمعتها أجهزتنا، ومع عدم وجود تاريخ للعينات الكيماوية التي حللتها مختبراتنا، فإن فرنسا تعتبر: (أ) وبدون أدنى شك أن هجوما كيماويا استهدف المدنيين في دوما في السابع من أبريل نيسان 2018، و(ب) أنه ما من سيناريو منطقي بخلاف أن القوات المسلحة السورية نفذت هجوما في إطار حملة أوسع في الجيب الواقع بالغوطة الشرقية".

وأضاف "بعد فحص مقاطع الفيديو وصور الضحايا التي نشرت على الإنترنت تمكنت الأجهزة من أن تستنتج، وبدرجة عالية من الثقة، أن الأغلبية العظمى حديثة وليست ملفقة".

وقال إنه لم تظهر أي حالات وفاة نتيجة إصابات ناجمة عن عنف بدني وإن كل الأعراض تتفق مع أعراض التعرض لهجوم بالأسلحة الكيماوية خاصة المواد المسببة للاختناق وعناصر فوسفورية عضوية أو حمض سيانيد الهيدروجين.

وأضاف "تشير معلومات مخابراتية موثوق بها إلى أن المسؤولين العسكريين السوريين نسقوا ما بدا أنه استخدام أسلحة كيماوية تحتوي على الكلور في دوما في السابع من أبريل" نيسان.

ولم يذكر التقرير أي تفاصيل أخرى عن الاستخبارات.

* وماذا بعد؟

يعمل مسؤولون دوليون لمحاولة التحقق من وقوع هجوم بالغاز السام في دوما. ومن المقرر أن يزور مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذا الأسبوع المواقع التي يعتقد أن هجوما بالغاز السام حدث فيها في مدينة دوما.

والتقى المفتشون بنائب وزير الخارجية السوري في حضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري كبير.

ورغم اتفاق أمريكي روسي للتخلص بالكامل من برنامج الأسلحة الكيماوية السوري بعد مقتل المئات بغاز السارين في الغوطة في 21 أغسطس آب 2013 فقد عجزت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن التحقق من تدمير جميع منشآت التصنيع والتخزين والأبحاث.

وتتركز مهمة المنظمة في البت فيما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت دون تحديد الطرف المسؤول عنها.

كما بحثت آلية تحقيق مشتركة من الأمم المتحدة والمنظمة في المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيماوية وخلصت إلى أن القوات السورية استخدمت غاز الكلور عدة مرات في 2016 كسلاح كيماوي وفي 2017 حملت الآلية حكومة الأسد المسؤولية عن هجوم بغاز السارين. كما حملت تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن استخدام غاز الخردل.

غير أن عمل آلية التحقيق المشتركة انتهى في نوفمبر تشرين الثاني 2017 بعد أن عطلت روسيا مرارا محاولات تجديد تفويضها. ووصل مجلس الأمن إلى طريق مسدود فيما يتعلق بكيفية بدء آلية جديد تحل محلها.

وقد حثت نحو 45 منظمة من منظمات حقوق الإنسان والإغاثة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الجمعة على تعيين فريق من المحققين المستقلين لتحديد المسؤولية عن هجمات الغاز السام في سوريا.

ووزعت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا مشروع قرار في مجلس الأمن مساء يوم السبت يهدف لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة جديدة لتحديد الطرف المسؤول عن الهجمات الكيماوية في سوريا.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)