19 03 2017


اعتبر دبلوماسيون وسياسيون عرب، أن جولة خادم الحرمين الشريفين الآسيوية والتي شملت ماليزيا والصين وإندونيسيا واليابان وبروناي دار السلام، تعكس رؤية وتطلعات المملكة نحو المستقبل، حيث أن آسيا تضم ثلثي سكان العالم ونصف اقتصاده، معتبرين أن هذه الشراكات مع تلك الدول لابد وأن تنمو، وأن يكون هناك علاقات شراكة ثنائية ومتبادلة بينها. كما أوضح السياسيون أن المملكة في رؤيتها 2030 تخطط لمرحلة ما بعد النفط، ما يجعل توقيت الجولة مناسب لعرض رؤوية المملكة على تلك الدول الصديقة. واجمع الدبلوماسيون على ان اجتماعات الملك سلمان مع قادة تلك الدول قد تناولت مجريات الاحداث في المنطقة والبؤر الساخنة وكيفية الوصول الى حلول للمشكلات والازمات الراهنة بما يحفظ الامن والسلم العالمي ويعيد الهدوء والاستقرار بردع القوى الشريرة التي لا تريد الخير للمنطقة.

ارتكزت آراء الخبراء على أن:

• مستقبل واعد للشراكة الاستراتيجية الجديدة بين الرياض وآسيا

• طفرة كبيرة في العلاقات الاقتصادية من خلال مشروعات اقتصادية تزيد على 200 مليار دولار

• تصب في صالح رؤية 2030 التي تحتاج لتنويع الاستثمارات لتحقيق أهدافها

بيومي: عكست أهمية التحول في ميزان القوى الاقتصادية

ثمن السفير جمال بيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب جولة خادم الحرمين الشريفين إلى آسيا، ووصفها بالمحورية، مؤكدا أنها تؤسس لشراكة مهمة في مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المملكة ودول شرق آسيا، وقال: إن المملكة تسعى خلال الفترة المقبلة إلى تسويق رؤية 2030 لإحداث طفرة اقتصادية جديدة، والتحرك نحو الاستفادة من دول شرق آسيا لجذب الاستثمارات، وخلق أسواق جديدة للاستثمارات السعودية.

ولفت إلى أن الجولة في مجملها تدعم توجهات القيادة السياسية في مرحلة ما بعد النفط، وتنعش استثمارات مشتركة بحوالي 200 مليار دولار على أقل تقدير في 5 دول حققت نهضة اقتصادية وتنموية كبرى متسلحة بسلاحي التعليم والصناعة بالدرجة الأولى رغم أنها بدأت متأخرة مقارنة بكثير من التجارب السابقة.

عثمان: إضافة لرؤية المملكة 2030

عول الخبير الاقتصادي د. محمد موسى عثمان، على نتائج جولة خادم الحرمين الشريفين الآسيوية في إحداث طفرة كبيرة في العلاقات الاقتصادية بين المملكة ونمور آسيا، خاصة على مستوى التعاون المشترك في الصفقات الكبيرة التي تم عقدها خلال الجولة وتدفق الاستثمارات بين الدول الآسيوية والمملكة، وهو ما يصب في صالح رؤية 2030 التي تحتاج لتنويع الاستثمارات لمواجهة تداعيات مرحلة ما بعد النفط، وقال «موسى عثمان»: إن الجولة الناجحة لخادم الحرمين الشريفين تشكل نقلة نوعية في حجم العلاقات الاقتصادية خاصة على مستوى المستثمرين السعوديين الذين ينظرون إلى الزيارة باهتمام شديد، حيث تفتح لهم أسواقا عديدة للاستثمار كما أنها تشكل جذبا لكبرى الشركات الآسيوية خاصة في مجال الطاقة، لافتا أن الزيارة ستنعكس بشكل إيجابي وسريع على رفع معدلات الاستثمارات بين الدول الآسيوية والمملكة.

منصور: تقارب آسيوي يكبح الإرهاب

قال الخبير الاستراتيجي اللواء محمد منصور: إن الجولة الآسيوية لخادم الحرمين الشريفين لها أهميتها القصوى في توحيد الرؤى الاستراتيجية تجاه قضايا المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي، كما تكتسب أهمية قصوى وتؤسس لخارطة جديدة في الشرق الأوسط ومستقبل واعد للشراكة الاستراتيجية الجديدة بين الرياض ونمور آسيا في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط المتأزمة خاصة على مستوى سوريا واليمن والعراق.

سياسيون يمنيون: دعمت الشرعية اليمنية

قال نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع: إنّ دور المملكة مهم جدًا بالمنطقة والعالم وكانت لزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى إندونيسيا وماليزيا واليابان والصين أثرها الكبير اذ أخذت القضية اليمنية حيزًا كبيرًا في مباحثات الملك سلمان بن عبدالعزيز مع المسؤولين في هذه الدول وقطعت الطريق على الانقلابيين الذين باتوا الآن محاصرين عسكريًا ودبلوماسيًا، وأكد لخشع أن نتائج الجولة الناجحة تعتبر تحضيرًا جيدًا للقمة العربية التي من المقرر عقدها في العاصمة الأردنية عمان بهدف إطلاع الرأي العربي والدولي على القضية اليمنية والعمل على استعادة الدولة المختطفة من قبل مليشيا الحوثي الأداة الإيرانية بالمنطقة التي تريد التوسع بها من خلال اليمن. وأشاد اللواء علي لخشع بدور المملكة وخادم الحرمين الشريفين في دعم إخوانه اليمنيين لإنقاذهم من بطش المليشيات الحوثية الانقلابية.

ارتكزت على المحددات الأساسية

رأى المحلل السياسي اليمني نجيب غلاب أن الزيارة ارتكزت على المحددات الأساسية التي تحكم سياسات المملكة في هذه المرحلة الاقتصاد والأمن بمفهومه الشامل واليمن، و الزيارة الآسيوية تأتي في وقت تقود فيه السعودية تحالف استعادة الشرعية ومكافحة التمرد والإرهاب الذي يهدد الدولة والمجتمع فى بلادنا وهذا سيجعل الملف اليمني حاضرًا وبقوة وسيمكّن الشرعية من الحصول على التأييد والدعم من الدول التي زارها الملك حفظه الله.

تعتبر دبلوماسية القمم مع زعماء العالم أقوى أداة للتواصل بين القيادات وحسم الملفات النافعة للبلدان وحيوية خادم الحرمين الشريفين وتحركه البناء وجولته الآسيوية في هذا الظرف المهم ستعود بالخير والمنفعة للسعودية والعرب عمومًا، و تتوّج زيارة الملك بالقمة العربية والمملكة قائدة الركب العربي و تحظى في ذات الوقت بتأييد دولي وإقليمي لدورها المركزي في حماية الدولة اليمنية ومساعدة ابنائه لتحرير دولتهم من الاختطاف، كل هذا سيجعل القمة العربية أكثر حسمًا لإسقاط الانقلاب.

آل سرور: تعزيز وتنويع للشراكات الاقتصادية

أشاد ياسين آل سرور رئيس غرفة التجارة الدولية السعودية بمجلس الغرف السعودية، بالجولة الآسيوية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لكل من ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين، وما حققته من نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي وتعزيز الشراكات والتحالفات. وأكد آل سرور، على أهمية الجولة من الناحية الاقتصادية بالنسبة للمملكة وهي تتطلع لتحقيق رؤية 2030م وما تتضمنه من محاور لتنويع القاعدة الاقتصادية وتقليل الاعتماد على النفط وجذب الاستثمارات الأجنبية، مضيفًا أن الدول الآسيوية التي شملتها الجولة الملكية يمكن أن تكون شريكًا مهمًا في تحقيق رؤية المملكة بما يتوافر لدى تلك الدول من قدرات مالية واقتصادية وطاقات بشرية وما توفره أسواقها من فرص للمستثمرين السعوديين.

ولفت إلى أن المملكة تتجه لتعزيز تحالفاتها الاقتصادية وتنويع شراكاتها خاصة مع اللاعبين الرئيسين في خارطة الاقتصاد العالمي كدول شرق آسيا، وذلك لتوسيع قاعدتها الاقتصادية وزيادة حجم تبادلاتها التجارية، فضلًا عن تأكيد موقعها كدولة فاعلة ومؤثرة في مسار الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن جولة خادم الحرمين الشريفين لهذه الدول وحجم الوفد من قطاع الأعمال المشارك فيها، يعكس اهتمام الدولة بقطاع الأعمال السعودي وحرصها على توفير بيئة داعمة ومحفزة له لإقامة شراكات تجارية مع نظرائه في تلك الدول، كما أنها تبعث برسائل للشركاء عن حجم الدعم والتأييد الذي يحظى به القطاع الخاص في المملكة من قبل الدولة.

ودعا « آل سرور» شركات القطاع الخاص في المملكة للاستفادة من الاتفاقيات والتفاهمات التي أسفرت عنها الجولة والعمل على إقامة علاقات تعاون ومشروعات مشتركة تساعد في نقل وتوطين التقنيات المتقدمة في مختلف القطاعات وتوفير فرص العمل والتدريب والتأهيل للكوادر الوطنية.

شهد ملتقى الاستثمار السعودي الصيني عددا من الاتفاقيات التجارية بين البلدين ابرزها توقيع اتفاقية بين مجموعة الاقتصاد والأعمال العربية ويمثلها رئيس غرفة التجارة الدولية السعودية بمجلس الغرف السعودية ياسين آل سرور، مع ذراع التقنية لوكالة ناسا الصينية لإنشاء أول مركز عالمي في المملكة للتعريف عن عالم الفضاء باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.

© Al Madina 2017