زاوية عربي

من عبدالقادر رمضان الصحفي في موقع زاوية عربي

تلقى الجنيه المصري دعم أمام الدولار من عودة استثمارات الأجانب لأدوات الدين الحكومية والتمويلات الأجنبية التي حصلت عليها مصر لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، بحسب عاكف المغربي، نائب رئيس بنك مصر، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة.

وخلال تعاملات اليوم الثلاثاء واصل الجنيه ارتفاعه أمام الدولار ليصل إلى أقوى مستوى له في أكثر من شهر، وبلغ سعر الدولار 16.01 جنيه للشراء و 16.11 جنيه للبيع في بنكي الأهلي المصري ومصر، وهما أكبر البنوك الحكومية في البلاد، بحسب الموقع الإلكتروني لكل منهما.

وبلغ سعر الدولار 15.99 جنيه للشراء و 16.09 جنيه للبيع في بنك القاهرة الحكومي، وهي المرة الأولى التي يهبط فيها سعر الشراء لأقل من 16 جنيه منذ حوالي 5 أسابيع.

وسعر شراء الدولار هو الذي تشتري به البنوك من العملاء وسعر البيع هو الذي تبيع به.

أسباب ارتفاع الجنيه

بحسب تصريحات عاكف المغربي لزاوية عربي من القاهرة، عودة الأجانب للاستثمار في أدوات الدين المصرية بقوة ساهم في زيادة المعروض من الدولار وأدى لارتفاع الجنيه.

"نرى دخول ملحوظ للأجانب في أدوات الدين وتدفقات للعملة الصعبة مع عودة الحياة الاقتصادية في مصر وهذا ساهم في ارتفاع الجنيه،" بحسب ما قاله عاكف.

وتوقع عاكف استمرار ارتفاع الجنيه في الفترة المقبلة مع عودة الأجانب للسوق المصري، "عادة الأجانب لما بيرجعوا بيكملوا.. ونتوقع مزيد من تدفقات العملة الصعبة في الفترة المقبلة".

واعتمدت مصر منذ تعويم الجنيه على الأموال الساخنة بشكل كبير في دعم عملتها لكن أزمة كورونا أدت إلى نزوح جزء كبير من هذه الأموال.

ما هي الأموال الساخنة؟

الأموال الساخنة هي الاستثمارات غير المباشرة التي تضخها صناديق الاستثمار الأجنبية في المحافظ المالية، مثل أدوات الدين الحكومية من أذون وسندات خزانة. وتثير هذه الأموال مخاوف من الاعتماد عليها في دعم العملة المحلية، إذ أنها سريعة الخروج في أوقات الأزمات أو الاضطرابات السياسية أو الاقتصادية، الداخلية والخارجية. 

وقال رامي أبوالنجا نائب محافظ البنك المركزي في تصريحات على قناة صدى البلد المصرية في مايو الماضي، إن حجم المحافظ الأجنبية التي خرجت من مصر بسبب أزمة فيروس كورونا بلغت 17 مليار دولار.

وقال مسؤول مصرفي لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أمس الاثنين - لم تذكر الوكالة اسمه -  إن صناديق الاستثمار الدولية ضخت 440 مليون دولار في أدوات الدين المصرية بالأمس، "في عودة قوية للمحافظ المالية والمستثمرين الأجانب للسوق المصري". 

خلفية عن تطور سعر الجنيه

كان سعر صرف الجنيه المصري قد انخفض بشكل ملحوظ منذ منتصف مايو الماضي، بعد فترة من الاستقرار، تحت ضغط من تراجع موارد مصر من العملة الصعبة بسبب تداعيات فيروس كورونا التي أدت لانهيار إيرادات السياحة وأضرت بالأنشطة الاقتصادية للبلاد، وبالتزامن مع توقيع اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي للحصول على حزمة تمويلية لمواجهة كورونا.

وسجل الجنيه أقل مستوى له في سبعة أشهر عندما وصل إلى حوالي 16.27 جنيه أمام الدولار في الأسبوع الأول من يونيو الماضي، قبل أن يبدأ في الانخفاض مجددا بشكل تدريجي.

وعلى مدار العام الماضي ارتفع الجنيه المصري أكثر من 10% أمام الدولار الأمريكي بدعم من زيادة تدفقات العملة الصعبة وخاصة من استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية.

وكان الجنيه المصري فقد ما يقرب من نصف قيمته بعد التعويم في نوفمبر 2016، لكنه استرد جزء من قيمته بشكل تدريجي وصولا إلى أقوى مستوياته منذ التعويم، خلال الأسبوع الثالث من شهر فبراير 2020، بحسب بيانات البنك المركزي.

خلفية عن الحالة المالية لمصر الآن 

الاحتياطي النقدي

أعلن البنك المركزي المصري اليوم الثلاثاء عن ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي في يونيو الماضي إلى حوالي 38.2 مليار دولار، بزيادة 2.2 مليار دولار عن شهر مايو.

وكان احتياطي النقد الأجنبي خسر ما يقرب من 9.5 مليار دولار في الفترة من مارس وحتى نهاية مايو على خلفية تداعيات فيروس كورونا.

تمويلات أجنبية

وتمكنت مصر من تأمين حوالي 13 مليار دولار تمويلات وقروض أجنبية من صندوق النقد وسندات دولية خلال الشهرين الماضيين من أجل مواجهة تداعيات فيروس كورونا.  

فقد حصلت مصر في مايو الماضي على تمويل طارئ من صندوق النقد الدولي بقيمة 2.77 مليار دولار، ضمن حزمة تمويلية طلبتها من الصندوق تشمل قرض آخر بقيمة 5.2 مليار دولار، تمت الموافقة عليه أيضا يوم 26 يوليو الماضي، بحسب بيانات سابقة من صندوق النقد الدولي.

وباعت مصر سندات دولية بقيمة 5 مليارات دولار في مايو الماضي لتوفير جزء من التمويلات المطلوبة للعام المالي المقبل 2020- 2021 الذي بدأ أول يوليو الجاري، بحسب بيان سابق من وزارة المالية.

(ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا