من المتوقع أن توفر صناعة الترفيه عوائد سنوية قد تصل إلى 90 مليار ريال بحلول العام 2030، ويستوعب القطاع لاستثمارات تصل إلى أكثر من 64 مليار دولار حتى 2030، وفقًا لما صرّح به خبراء متخصصون لزاوية.

" العوائد المتوقعة من صناعة الترفيه في حدودها الدنيا قد تصل إلى ما يقارب من 90 مليار ريال سنويًا بحلول عام 2030، وهو رقم ضخم يغطي جزءًا كبيرًا من المستهدف مساهمته من القطاعات غير النفطية وبما يعادل النصف (45%) تقريبًا حسب ميزانية 2017 وهذا المبلغ يساوي تقريبًا ما يزيد قليلاً على 17% من الإيرادات الإجمالية المحققة للسعودية العام الماضي، وتساوي تقريبًا نحو 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بالأسعار الجارية في عام 2017،" وفقًا لما صرّح به الدكتور باسم حشاد، الخبير الاقتصادي في السعودية والاستشاري الدولي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، لموقع زاوية عربي- في حوار عبر الهاتف.

كما أكد حشاد أنّ " العمل بالقطاع السينمائي سيحدث أثرًا اقتصاديًا يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامية، وتحفيز النمو والتنوع الاقتصادي من خلال المساهمة ليس فقط بالعوائد المشار إليها سابقًا، بل تمتد أيضًا لاستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030."

وأشار حشاد إلى أنّ من أهم الدعائم الإضافية لنجاح هذه الصناعة، هي الاستعانة بدور الخبرة وأعلام هذه الصناعة في أرجاء العالم، حيث أعلن صندوق الاستثمارات العامة - في وقت سابق - عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة " آي إم سي إنترتينمنت القابضة "، أكبر مزود ومشغل لدور السينما في العالم الأمر الذي يدعم أحد أهداف "رؤية 2030".

وهو الأمر الذي "سوف يساهم في زيادة إنفاق الأسر السعودية على الأنشطة الثقافية والترفيهية من 2.9 في المائة إلى 6 في المائة بحلول عام 2030،" بحسب قول حشاد.

خيارات الترفيه

" إنّ سوق قطاع الترفيه يحتاج إلى 267 مليار ريال من إجمالي الاستثمارات لبناء البنية التحتية الترفيهية في جميع مناطق المملكة،" بحسب ما أكد المهندس فيصل بافرط، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي (فبراير 2018)، في ورقة عمل بعنوان " الهيئة العامة للترفيه: إثراء الحياة من خلال خيارات الترفيه المتنوعة "،


وتوقع بافرط أن تبلغ الاستثمارات الكلية في البنية التحتية خلال الفترة 2017-2030 بنحو 18 مليار ريال في الناتج المحلي السعودي سنوياً، كما سيبلغ الإنفاق الاستهلاكي على الترفيه 36 مليار بحلول عام 2030، إلى جانب توفير القطاع أكثر من 114 ألف وظيفة مباشرة، و110 آلاف وظيفة غير مباشرة.

وقد أعلنت المملكة في فبراير الماضي أنّها ستستثمر 240 مليار ريال (نحو 64 مليار دولار) في قطاع الترفيه في السنوات العشر المقبلة، على أن يتم جمع هذه الأموال من الحكومة والقطاع الخاص.

وقال أحمد بن عقيل الخطيب، رئيس الهيئة العامة للترفيه الحكومية في مؤتمر صحافي في الرياض إن من بين المشاريع المرتبطة بقطاع الترفيه بناء دار للأوبرا، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية.

وتهدف الهيئة العامة للترفيه، التي تعد إحدى الجهات الداعمة لبرنامج جودة الحياة، إلى رسم الأهداف والاستراتيجيات التي تسهم في تحقيق بناء وتطوير صناعة الترفيه في المملكة، وذلك من خلال تنويع الفرص الاستثمارية وإيجاد قطاع يتسم بالتنوع والاستدامة، وفقًا للوكالة السعودية.

ديزني الشرق الأوسط

على الجانب الآخر، أعلنت المملكة عن نيتها في إنشاء أكبر مدينة ترفيهية في العالم، حيث

نقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية عن فهد بن عبد الله تونسي، الأمين العام للمجلس التأسيسي للمدينة الترفيهية العملاقة، أنّ "المشروع يعكس مساعي الحكومة الحثيثة لتطوير المشاريع العملاقة".

وأضاف تونسي - وهو مستشار بالديوان الملكي السعودي -  أنّ “من شأن مدينة القدية الترفيهية أن تساهم بشكل فاعل في تحقيق العديد من العوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة”.

وأكد الرئيس التنفيذي للمشروع مايكل رينيجر أنه يتوقع أن يساهم المشروع في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاعات الترفيه وغيرها، ولكن لم يحدد تكلفة المشروع.

من جهتها، قالت لينا القحطاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة أتقن السعودية في تصريح هاتفي لموقع زاوية " إنّ الآثار الاقتصادية بلا شك إيجابية، نظرًا لما ستحققه الانشطة الترفيهية من دخل عالي، حيث أنها تجذب شريحة عالية من المجتمع اجتماعياً."

وأكدت القحطاني أن الترفيه وسيلة وأداة تساعد جدًا على الانسجام مع العالم، ومدخل للتعرف على كل الثقافات الخارجية؛ يتواءم ذلك مع رؤية 2030، من حيث تحقيق بيئة مناسبة لأن تكون المملكة وجهة للعالم...ورفع اقتصادها وانسجامها مع كافة الأديان والثقافات والجنسيات باختلافها.

أضافت القحطاني "إنّ الفن المسرحي والسينمائي سيلعب دور كبير في بروز مواهب سعودية وهي مجال مهم يتبعه خدمات تفتح آفاق كبيرة للتوظيف، مما يساعد على انخفاض البطالة، وبالتالي ستنعكس برفع الانتاجية لدى فئة كبيرة من المجتمع يتأثر انتاجهم بالعامل النفسي".


ردود أفعال إيجابية

افتتح وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور عواد العواد-  منتصف الشهر الماضي- أول دار عرض سينمائي في المملكة، وقال العواد: "كلنا سعداء في هذا اليوم التاريخي كونه يشهد أول عرض سينمائي في المملكة، في مجمع مجهز بكافة التقنيات والتجهيزات التي توفر المتعة للأسرة"، مشيراً إلى أن ما تحقق اليوم هو نتاج جهد مشترك، ولم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم توجيهات ودعم سمو ولي العهد، وبإذن الله سيرى المواطنون والمقيمون المزيد من دور العرض التي تمنحهم خيارات ترفيهية جديدة في كافة مناطق المملكة"، وفقًا للعربية نت.

وأكد العواد: "إنّ السينما في المملكة ستكون صناعة كاملة الأركان، مدعومة بكوادر مميزة وإمكانيات ضخمة وقاعدة جماهيرية عريضة تواكب محتوى ثريًا وإنتاجًا قويًا تقتحم به المملكة السوق السينمائي العالمي، إضافة إلى الانعكاسات الإيجابية التي تشمل محاور ثقافية وفنية وتنموية مع توفير فرص وظيفية متعددة في هذه الصناعة، وفقًا لرؤية 2030".

وبعد أول عرض سينمائي داخل السعودية عبر العديد من السعوديين عن بالغ فرحتهم بالمشهد الجديد، والتغيرات التي تنذر بإقبال شديد من كافة الطبقات بالسعودية.

فقد عبرت وكيلة الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان – عبر حساب تويتر- عن سعادتها لمشاهدتها فيلماً سينمائياً في السعودية برفقة ابنها، مشيرة إلى أن السعوديون يعيشون الآن لحظة تاريخية.

وقال   سعد الدوسري‏  الكاتب السعودي عبر حسابه الرسمي في تويتر أيضًا :

" بشوق شديد، تتوجه العائلات السعودية مساء اليوم لصالات السينما، التي ستشكل لهم رافداً ترفيهياً وثقافياً. هناك من لن يهتم بذلك المتنفس الجديد، هذا طبيعي، ويحدث في كل أنحاء العالم. هل كل الناس تقرأ الروايات؟! هل كل الناس تستمع للموسيقى؟!

من جهته، يقول عضو الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام في مكة المكرمة -سابقاً- عبد العزيز الموسي ، أنّه" لا تحريم إلا بنص شرعي، ومن زعم تحريم السينما السعودية فعليه بالدليل، فليس في صريح القرآن وصحيح السنة ما يحرمها، والفتاوى والآراء والأقوال ليست ملزمة، ومن زعم التحريم فعليه الدليل."

كتبت/ أسماء عبد الظاهر

تحرير /جنى سلوم

© ZAWYA 2018