قال مدير الإدارة الاقتصادية منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) عبدالفتاح دندي نتيجة لتسارع النمو في استهلاك الطاقة في الكويت بوتيرة تجاوزت النمو السكاني فقد ترتب على ذلك ارتفاع في حصة الفرد من استهلاك الطاقة من 52 برميل نفط مكافئ عام 1995 إلى 58 برميل نفط مكافئ عام 2018.

وأضاف دندي خلال الحلقة النقاشية بعنوان «الواقع والآفاق المستقبلية لاستهلاك الطاقة في دولة الكويت» ان التسارع الملحوظ في استهلاك الطاقة مقارنة بحجم إنتاجها قد أدى الى ارتفاع حصة الاستهلاك المحلي من الطاقة إلى إجمالي إمداداتها من 12% في عام 1995 إلى 21% في عام 2018، وذلك على حساب الصادرات.

وقال إنه على الرغم من إيلاء الكويت اهتماما متزايدا لمجال تحسين كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها، إلا أن تسارع النمو في استهلاك الطاقة فيها خلال الفترة (1995 - 2018) بوتيرة تجاوزت النمو في الناتج المحلي الإجمالي المقاس بتعادل القوة الشرائية، أدى إلى بقاء مؤشر كثافة الطاقة في الكويت عند حدود المتوسط العالمي وهو 0.9 برميل نفط مكافئ لكل ألف دولار من الناتج.

واستعرض دندي المحور الأول اتجاهات وأنماط استهلاك مصادر الطاقة الأولية في الكويت، وبيان سماته الرئيسية خلال الفترة (1995-2018)، والعوامل الرئيسية المؤثرة على مستويات الاستهلاك كالنمو الاقتصادي والسكاني والأسعار المحلية للطاقة، أما المحور الثاني، فتطرق إلى تقدير الاستهلاك المستقبلي المتوقع لمصادر الطاقة الأولية في الكويت حتى عام 2040.

وأفاد بأن من أهم السمات الرئيسية للاستهلاك المحلي من الطاقة في الكويت هو الاعتماد شبه الكامل على النفط والغاز الطبيعي في مزيج الطاقة المستهلكة، واستحواذ قطاع توليد الكهرباء وتحلية المياه على أكثر من نصف إجمالي الطاقة المستهلكة.

وأضاف أن أسعار المنتجات النفطية والغاز الطبيعي في الأسواق المحلية للدول المنتجة والمصدرة للنفط ومن ضمنها الكويت تعد منخفضة نسبيا إذا ما قورنت بنظيراتها على المستوى العالمي، مما ساهم في ارتفاع استهلاك الطاقة وبالتالي خفض في كفاءة استخدامها، كما ساهم في تقليل تنافسية الطاقة المتجددة التي تمتلك الكويت والدول العربية الأخرى على مصادر وفيرة منها، وساهم في أحيان كثيرة في الضغط على الموازنة العامة بسبب التقلبات في أسعار النفط العالمية.

كما يتوقع سيناريو الإشارة أن ترتفع حصة استهلاك الفرد في الكويت من 58 برمينفط مكافئ عام 2018 إلى 68 برميل نفط مكافئ عام 2040، ومن المتوقع أن تستمر هيمنة النفط والغاز الطبيعي على مزيج الطاقة المستهلكة في الكويت خلال الفترة الممتدة من عام 2018 حتى عام 2040 بحسب سيناريو الإشارة، بالرغم من تراجع حصتهما إلى 94.3% عام 2040، مقارنة بحصة بلغت نحو 99.7% عام 2018، بينما ترتفع حصة الطاقات المتجددة إلى نحو 5.6% عام 2040 مقارنة بنحو 0.3% عام 2018.

© Al Anba 2018