12 10 2018

باستثمارات 101 مليون دولار والإنجاز في 22 شهراً

أكد موسى بيحي عبدي، رئيس جمهورية أرض الصومال، أن بلاده تتمتع بعلاقات تاريخية مميزة مع الإمارات ولا يزال لديها دور مؤثر وفعّال في دفع حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى الأمام.

جاء ذلك خلال كلمته أمام احتفالية توقيع عقد أعمال البناء بمشروع توسعة ميناء بربرة الذي تطوره موانئ دبي العالمية، التي عُقدت بالقصر الرئاسي بمدينة هرجيسا عاصمة أرض الصومال، حيث تبلغ التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى لعملية التوسعة نحو 101 مليون دولار، فيما تبلغ فترة إنجازها 22 شهراً.

وقال إن العلاقات التاريخية مع الإمارات حكومة وشعباً تعود إلى العصور القديمة، وذلك بالتبادلات التجارية والثقافية والدينية المبكرة بين تجار المنطقتين والشعبين.

فتح الأبواب

وأضاف رئيس جمهورية أرض الصومال أن الإمارات عملت على توطيد هذه العلاقة بمساعدة بلاده في استعادة استقلاله، وبناء البنى التحتية والمساعدة في انفتاح البلاد على العالم الخارجي، وذلك بجلب الاستثمارات المختلفة على أرض الواقع، مؤكداً فتح جميع الأبواب أمام استثمارات الإمارات الحكومية والخاصة.

وقال إن هذا اليوم يعد يوماً تاريخياً، حيث نضع حجرَ أساسٍ معلَماً رئيساً لتطوير الاقتصاد الوطني والاستثمار في البنية التحتية للبلاد، وهناك قدرة على مواصلة النمو من أجل مصلحة أرض الصومال، والإقليم، والدول العربية، لافتاً إلى أن التواصل التجاري مع المنطقة سيعزز العلاقة القوية القائمة حالياً ويجعل من بلدنا لاعباً مهماً في التكامل الاقتصادي والنمو في المنطقة.

خلق الفرص

وأضاف موسى بيحي عبدي أن أهمية ميناء بربرة كونه بوابة للبحر الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أصبح الآن حقيقة، ما يفتح إمكانات البلاد كمركز تجاري وخلق فرص العمل في جميع أنحاء البلاد.

موضحاً أن أعمال التوسعة الجديدة تعد أكبر مشروع في البنية التحتية في أرض الصومال جنباً إلى جنب مع المنطقة الحرة في بربرة والمطار والطريق السريع بين بربرة ووجالي، ويعد كل هذا جزءاً أساسياً من التنمية الاقتصادية في البلاد، ويرتبط بشكل مباشر مع النمو والتنمية الاقتصادية للمنطقة ككل.

وأضاف أن هذا المرفق سيسهم في زيادة حجم التجارة الدولية بين أرض الصومال والعالم، ويخلق فرص عمل للشباب، ويرفع مستوى المعيشة، فضلاً عن تحسين القدرة التنافسية للدولة عن طريق تحويلها إلى مركز تجاري إقليمي، بما يخلق تنمية مستدامة للأجيال المقبلة، وسيسهم بشكل مباشر في مجالات إنمائية أخرى كالسياحة والصناعة.

بيئة الاستثمار

وأكد موسى بيحي عبدي أن السلام والاستقرار في أرض الصومال وموقعها الاستراتيجي قد جذب الإمارات وشركة موانئ دبي العالمية للاستثمار في الميناء، مؤكداً أن مشروع التطوير سيجذب الاستثمارات الأجنبية مباشرة، لا سيما في ظل استمرار الحكومة في استثمار الكثير من الوقت والجهد لخلق بيئة مواتية للاستثمار.

وأضاف عبدي في تصريحات خاصة لـ «البيان الاقتصادي» على هامش الاحتفالية، أن مشروع تطوير وتوسعة ميناء بربرة يتمتع بأهمية استراتيجية لأرض الصومال بشكل خاص.

حيث يسهم في دفع عجلة التنمية وتوفير فرص العمل لآلاف الأشخاص نتيجة أعمال التطوير عبر فتح آفاق جديدة أوسع في مجالات التجارة، مؤكداً أن الميناء سيسهم في تعزيز حركة التجارة في المنطقة ككل، وهو ما دفع إثيوبيا للمبادرة في الدخول طرفاً ثالثاً مع الإمارات.

منطقة حرة

وأضاف رئيس جمهورية أرض الصومال أن إجمالي الاستثمارات المقدرة في ميناء بربرة سيصل إلى 400 مليون دولار مع انتهاء العمل من مرحلتي التوسعة والتطوير في ميناء بربرة، إضافة إلى إنشاء منطقة اقتصادية حرة محتملة تتكامل مع المشروع، ليصبح ميناءً محورياً ومعبراً لمختلف البضائع المستوردة من الأسواق الإقليمية والعالمية.

ولفت إلى أن فوز موانئ دبي بهذا المشروع الضخم جاء بعد منافسة مع أربع شركات عالمية، منها شركتان من بريطانيا وفرنسا، وفي ظل وجود رغبة قوية في إيجاد حلول مبتكرة لتحفيز النمو التجاري لأرض الصومال وربطها بالأسواق العالمية.

تطور

وتوقّع أن تشهد العلاقات التجارية والاستثمارية مع الإمارات تطوراً أكبر بعد اكتمال تطوير ميناء ومطار بربرة، لا سيما في ظل وجود رحلات نقل جوي لكل من شركتي فلاي دبي والعربية للطيران.

ووجود مكتب لشركة طيران الإمارات منذ أكثر من عام ونصف العام في العاصمة هرجيسا، علاوة على قيام أحد المستثمرين الإماراتيين بإنشاء مزرعة لتربية الدجاج وأول مصنع لإنتاج لحوم الدواجن المعد للتجارة في البلاد.

وأوضح أن هناك العديد من الفرص الأخرى لتطوير موانئ جديدة في أرض الصومال في المستقبل القريب، لا سيما أن التركيز حالياً على بربرة.

خطوة جيدة

ولفت رئيس جمهورية أرض الصومال إلى أن افتتاح مكتب تمثيل تجاري لبلاده في الإمارات وذلك في إمارة دبي خلال مارس الماضي، مثّل خطوة جيدة في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين التي تمتد لسنوات طويلة، ليساعد أيضاً في تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في التجارة والاستثمار، متوقعاً أن تقفز تجارة السلع والخدمات بين البلدين بشكل كبير عن المستوى الحالي الذي يبلغ حجمه نحو 400 مليون دولار.

توفير البيانات

وقال إن أرض الصومال تحتاج إلى مزيد من التعاون في المجالات الاستثمارية مع الإمارات، وكذلك في مجالات التدريب المهني والصحة والمستشفيات، وإن الحكومة ستعمل على توفير كل البيانات والمعلومات التي تتضمن الفرص والمشاريع المتوافرة في أرض الصومال لمن يرغب في الاطلاع عليها من المستثمرين.

ورداً على سؤال عن إجمالي حجم الاستثمارات الإماراتية في بلاده بعد مشروع بربرة، قال إنه من الصعب تحديد ذلك في الوقت الراهن، خصوصاً في ظل وجود مناقشات حالية مع عدة مؤسسات وشركات من الإمارات للاستثمار في قطاعات التعدين والأغذية والثروة الحيوانية والأسماك.

ولفت موسى بيحي عبدي إلى أن بلاده تتطلع إلى جذب المزيد من الاستثمارات من دولة الإمارات في مجالات البنية التحتية والمشاريع التنموية بعد نجاحها في استقطاب موانئ دبي لتطوير ميناء بربرة والمنطقة الاقتصادية المصاحبة للميناء. ووعد رئيس أرض الصومال بالعمل على تقديم كل التسهيلات للمستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين.

علامة فارقة

ومن جهته قال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «موانئ دبي العالمية»: إن انطلاق أعمال البناء في ميناء بربرة يعد علامة فارقة في تاريخ أرض الصومال وموانئ دبي، ومن المتوقع أن نشهد خلال السنوات القليلة المقبلة تحولاً واضحاً في الطاقة الاستيعابية لهذا الميناء، ما سيخدم الدولة والقرن الأفريقي، حيث سيوفر لهم بوابة بديلة للأسواق العالمية ويوفر للسكان فرص العمل.

وأوضح أن المشروع يعد جزءاً من رؤية «موانئ دبي» في أن تكون شركة فاعلة في مجال التجارة العالمية، إضافة إلى تشجيع التنمية والنمو ومساعدة الدول الأفريقية على تطوير اقتصاداتها وتسهيل وصولها إلى الأسواق العالمية.

وأضاف سلطان بن سليم أن الاستثمار في هذا الميناء بمياهه العميقة سيحقق نمواً للدولة وللمنطقة، ويوفر الكثير من فرص العمل، خاصة أننا، إضافة إلى تطوير الموارد المادية، نركز على تطوير الموارد البشرية من خلال التدريب وتطوير المهارات.

بوابة للنمو

وأكد أن الموانئ تعد بمثابة بوابة رئيسة للنمو الاقتصادي في أي دولة، وبالتالي فإن توسعة وتطوير مطار بربرة الذي له ماضٍ عريق ويعد من أكثر الموانئ أهمية في المنطقة، يعزز من جذب الاستثمارات الأجنبية وقطاعات أعمال جديدة، خصوصاً مع وجود ترحيب وتعاون كبيرين من جانب مسؤولي الحكومة لتنفيذ خطط ومشاريع التطوير المستقبلية المستهدفة.

وأشار سلطان بن سليّم إلى أن تنفيذ المرحلة الأولى من التوسعة سيضاعف الطاقة الاستيعابية بنسبة كبيرة، مؤكداً في رده على استفسار لـ «البيان الاقتصادي» أنه من الصعب تحديد تفاصيل المرحلة الثانية من مشروع التوسعة أو تعيين توقيت محدد لها، إذ إنها تعتمد على الاحتياجات الفعلية قبل تنفيذها.

وبموجب الاتفاقية تحتفظ موانئ دبي العالمية بحصة 51% في المشروع، وهيئة الموانئ في أرض الصومال بحصة 30%، في حين تستثمر إثيوبيا في تطوير البنى التحتية لمشروع الممر التجاري.

إضاءة

*«بربرة» يعتبر ميناءً بحرياً عميقاً انتهى بناؤه عام 1969، ولا يزال المركز التجاري الأكبر لأرض الصومال، ويعد أهم مصدر للدخل في البلاد.

* يعتبر الميناء الوحيد الموجود في الساحل الجنوبي من خليج عدن.

* في مطلع مارس الجاري وقعت «موانئ دبي العالمية» وكل من حكومة أرض الصومال وحكومة إثيوبيا اتفاقية لتطوير مشروع منطقة اقتصادية حرة تتكامل مع مشروع تطوير ميناء بربرة.

«موانئ دبي» تحقق قفزات نوعية منذ تسلّم إدارة الميناء

قال عدنان العبار، نائب رئيس مجموعة «موانئ دبي العالمية» للتخطيط وإدارة المشاريع، إن المجموعة حققت قفزات نوعية منذ أن تسلمت إدارة الميناء في مارس 2017 من خلال تعزيز إنتاجيته وتطويره ليصبح ميناء إقليمياً محورياً ومعبراً رئيساً للتجارة في المنطقة.

وبيّن للصحافيين على هامش مراسم حفل الافتتاح لتوسعة وتطوير ميناء بربرة الأربعاء الماضي، أن المرحلة الأولى تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية للميناء إلى 450 ألف حاوية من 150 ألف حاوية حالياً.

ولفت إلى أن أعمال التوسعة تشمل بناء مرسى إضافي في الميناء وتزويده بمعدات ورافعات جديدة تعزز من فعالية عملياته وإنتاجيته، إضافة إلى ترقية المرافق القائمة بما يدعم قدرة الميناء على استيعاب كميات أكبر للحاويات من مختلف الدولة، ويعزز من الخدمات المقدمة لحركة التجارة في المنطقة.

وأشار إلى أن حجم التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى لعملية التوسعة يصل إلى نحو 101 مليون دولار، فيما تبلغ فترة إنجازها بالكامل 22 شهراً، موضحاً أن المجموعة تخطط لبدء العمل في مرحلة توسعة ثانية في المستقبل القريب، ولكن سيتم تحديد تفاصيلها خلال فترة لاحقة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.

وأشار إلى أن بدء العمل في تطوير ميناء بربرة أسهم في تدعيم عمل الميناء كونه محوراً إقليمياً ومعبراً رئيساً لمختلف عمليات التجارة واستيراد البضائع بما يساعد على جذب المستثمرين وتعزيز تنويع اقتصاد جمهورية أرض الصومال، وتوفير المئات من فرص العمل.

وكانت موانئ دبي وقّعت وكل من حكومة أرض الصومال وحكومة إثيوبيا مطلع مارس الماضي اتفاقية لتطوير مشروع منطقة اقتصادية حرة تتكامل مع مشروع تطوير ميناء بربرة.

وبموجب الاتفاقية تحتفظ موانئ دبي العالمية بحصة 51% في المشروع وهيئة الموانئ في أرض الصومال بحصة 30%، في حين تستثمر إثيوبيا في تطوير البنى التحتية لمشروع الممر التجاري.

وأوضح أن هناك تاريخاً قديماً للتعاون المشترك بين الإمارات وأبناء أرض الصومال، الذين لديهم خبرات على مر السنين في مجالات التجارة المختلفة.

كما أسهموا في تطور قطاعات مختلفة في دبي والإمارات وكان لدى مجموعة موانئ دبي العالمية كوادر بشرية من الجمهورية عززت من مسيرة عملها، علاوة على أن هناك جالية كبيرة من أرض الصومال تمارس أعمالاً في قطاعات تجارية متنوعة، ومن أبرزها قطاع تجارة الأغذية،.

وبالتالي يتم العمل والتعاون لتنمية أعمال ميناء بربرة في ظل ترحيب واسع من جانب مسؤولي حكومة أرض الصومال بالمساهمة الإماراتية في عملية توسعة وتطوير الميناء.

جذب شركات التخزين والخدمات اللوجستية

قال نائب رئيس جمهورية أرض الصومال عبد الرحمن عبدالله السيلعي: إن المشروع يستهدف جذب عدد كبير من الشركات العاملة في قطاعات متنوعة مثل التخزين، والخدمات اللوجستية والأعمال الأخرى ذات الصلة، ويجري بالتزامن مع إنشاء مطار جديد.

إضافة إلى مشروعات للبنية التحتية في بربرة، ما يوفر فرصاً استثمارية متنوعة أمام الشركات الإماراتية.وثمّن عبد الرحمن السيلعي دور الاستثمارات الإماراتية في أرض الصومال، خاصة مشروع تطوير ميناء بربرة وإنشاء السدود والآبار التي أنعشت العديد من المناطق الزراعية ودعمت عمليات التنمية في البلاد.

إجراءات قانونية لحفظ حقوق المجموعة في دوراليه

أكد سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ«موانئ دبي العالمية» أن المجموعة اتخذت كل الإجراءات القانونية اللازمة، بما يحفظ كافة حقوقها في النزاع القائم على محطة دوراليه في جيبوتي، لافتاً إلى أنه لا تعليق من جانب المجموعة، والأمر بيد محكمة التحكيم الدولية في لندن.

ولفت إلى أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية في قطاع الموانئ بأفريقيا لا سيما في كينيا والسودان وجيبوتي، مضيفاً أن شرق القارة وحده يحتاج إلى تطوير بين 10 إلى 12 ميناء بحرياً خلال الأعوام المقبلة لمواجهة حركة الطلب على الشحن البحري، علاوة على وجود أكثر من 150 مليون نسمة في تلك المنطقة، وفق أحدث الدراسات في هذا الشأن.

وأشار إلى أن المجموعة لديها مركز خدمات لوجستية جديد في العاصمة الرواندية «كيجالي».

رصيف بحري بطول 400 متر وساحة على 250 ألف متر مربع

تتضمن المرحلة الأولى من مشروع تطوير ميناء بربرة بناء رصيف بحري بطول 400 متر وساحة بمساحة 250 ألف متر، وكذلك بناء منطقة حرة لتكون مركزاً محورياً لتجارة المنطقة، حيث سيخدم مشروع «موانئ دبي بربره» أيضاً دول المنطقة التي لا تمتلك سواحل بحرية في القرن الأفريقي مثل إثيوبيا والتي تمتلك حصة 19% من المشروع.

وتتولى أعمال توسعة الميناء شركة شفا النهضة، ومقرها دبي التي لديها خبرة واسعة في المجال، فقد تولت أعمال توسعة ميناء داكار في السنغال وكذلك ميناء مابوتو في موزمبيق.

وخلال تصريحات للصحافيين على هامش الاحتفالية قال إن مستوى تقديم خدمات السفن تحسنت بنسبة 70% منذ تسلم المجموعة ميناء بربرة في مارس 2017، ما يؤكد الكفاءة الاستراتيجية العالية في مواكبة الزيادة في متطلبات المستهلكين.

© البيان 2018