19 03 2017

أكد لـ"الاقتصادية" سلمان الأنصاري المحلل السياسي ورئيس لجنة العلاقات السعودية الأمريكية "سابراك" أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، نجح خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في رسم خارطة طريق للعلاقات السعودية - الأمريكية مستقبلا.

وبين أن واشنطن التقطت هذه الزيارة بذكاء لدرء المخاطر التي تواجه المنطقة والعالم جراء انفلات إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة، ومحاولاتها المستميتة في تحزيب الشارعين العربي والإسلامي، ما يهدد بصراعات طائفية خطرة تعود آثارها بالسلب على أمن واستقرار العالم.

وأضاف الأنصاري أن هناك جزئية مهمة في طبيعة العلاقات بين الرياض وواشنطن، يدركها صانع القرار الأمريكي أياً كان انتماؤه السياسي، هي أن المملكة العربية السعودية حليف وثيق للولايات المتحدة الأمريكية، حيث مرت طوال تاريخها باختبارات بعضها كان قاسيا إلا أنها أثبتت على الدوام موثوقية مواقفها، دون مزايدات أو ضجيج.

وأشار إلى أن الحليف الأمريكي يدرك جيداً أن السعودية هي مفتاح رئيس لحل كثير من القضايا السياسية والأمنية الإقليمية والدولية.

وذكر الأنصاري أن اللقاء كشف أيضا عن وجود تطابق كبير في وجهات النظر حيال ضرورة وقف النشاط الإيراني المهدد لأمن المنطقة والعالم، موضحا أن هذا التطابق سيسفر عن استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران في الفترة المقبلة، حيث إن الجانبين أبديا حرصاً شديداً خلال اللقاء على ضرورة وقف إيران، ودفعها إلى التخلي عن دعمها للميليشيات الإرهابية والطائفية التي باتت تتجاوز في دورها دور الحكومات في بعض الدول وهو أمر يتنافى مع أبسط قوانين السياسة الدولية.

من جهته، أوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور وحيد حمزة هاشم أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز، أن الزيارة تأتي في إطار الشراكة والعلاقة الاستراتيجية التي تربط المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية والممتدة منذ تأسيس السعودية، وهذه العلاقات تواصلت عبر الزمن نظرا لوجود المصالح الحيوية والاستراتيجية المتبادلة بين الدولتين سواء كانت على المستوى الاقتصادي والتجاري والسياسي أيضا وما هو أبعد من ذلك فهناك مثلا عشرات الآلاف من الطلاب المبتعثين الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرج فيها عشرات الآلاف أيضا.

وأشار هاشم إلى أن الزيارة تؤكد للعالم أجمع عمق هذه الروابط والعلاقة الاستراتيجية سواء في مكافحة الإرهاب والتطرف أو في كبح جماح المد الإيراني، مضيفا "إن أي إدارة سياسية تأتي إلى الحكم جمهورية أو ديمقراطية فإنها تواصل هذه العلاقات الاستراتيجية مع المملكة حكومة وشعبا".

وبين الدكتور وحيد أن هناك كثيرا من الملفات المفتوحة بين البلدين فيما يتعلق بإيران، أهمها الملف النووي والسوري واليمني، وكلها ملفات لها علاقة بطهران، متوقعا أن تسهم العلاقة بين البلدين في حل هذه الملفات.

© الاقتصادية 2017