كشف رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين الناصر ان أرامكو ستبدأ استخدام تقنية مبتكرة تمكنها من تحويل 70% إلى 80% من برميل النفط لمنتجات كيميائية، مشيرا إلى ان ذلك سيسهم في رفع القيمة السوقية لبرميل النفط الذي تنتجه الشركة.

وفي رده على سؤال (اليوم)، خلال مؤتمر صحفي على هامش توقيع اتفاقية ثلاثية الأطراف أمس بين شركة أرامكو السعودية للتقنيات المملوكة بالكامل لأرامكو، وشركتي «سي بي أند آي»، وشيفرون لوماس غلوبال الامريكيتين، لتعزيز تقنية تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية بالتكسير الحراري وكذلك تسويقها، ذكر م. الناصر، ان العمل يبدأ بالاتفاقية بشكل فوري، وتنتهي عملية التجارب في كاليفورنيا بنهاية 2019، وبعد الانتهاء سيتم تطوير المعامل والعمل على التقنية.

وذكر م. الناصر ان الشريكين، يملكان إضافات تقنية تساعدنا بشكل كبير لتطوير التقنية التي تعود ملكيتها بشكل كامل لأرامكو، وتعود الفائدة للمملكة وشركة أرامكو في تنويع الدخل وتعزز القيمة المضافة لبرميل النفط.

وأوضح م. الناصر أن أرامكو بينها اتفاقية مع سابك لتحويل 400 الف برميل من النفط الخام إلى مواد كيميائية بنسبة 45%، ومن خلال توقيع الاتفاقية ستتمكن أرامكو من زيادة النسبة إلى حوالي 70% وأكثر، وتقدر قيمة اتفاقية التجارب بـ40 مليون دولار.

وبين م. الناصر ان التقنية تتميز في حال نجاحها بإلغاء جزء كبير من المنشآت في عمليات التقطير ومنشآت عديدة مصاحبة لها وتوفر ما يقارب 30% من تكلفة إنشاء المعامل.

وفيما يخص إجراء الطرح العام الأولي للشركة قال م. الناصر، إنه لا يزال بنفس الوقت المقرر في النصف الثاني من 2018، مضيفا ان هناك لجنة مشكلة لدراسة الأمر، كما ان الشركة مستعدة للتنفيذ وقتما يُتخذ القرار، ونريد أن نرى ما إذا كان هناك إدراج في اسواق أخرى بالإضافة إلى السوق السعودي.

وذكر م. الناصر أن أرامكو تسعى من خلال علمائها وباحثيها في منظومة مراكز البحوث والتطوير في المملكة وحول العالم بالتعاون مع المهندسين العاملين في المعامل وفي قطاعات الشركة المختلفة إلى تحقيق ابتكارات علمية وصناعية وتقنية لم يسبقها إليها أحد على مستوى العالم، وتكون في خدمة أهدافها الإستراتيجية لاستثمار الثروة الهيدروكربونية في المملكة بالمستوى الأمثل. مبينا أن اتفاقية التطوير المشترك التي توقعها أرامكو هي اتفاقية تقنية في المقام الأول، وتهدف إلى تمكين الشركة من زيادة قيمة كل برميل تنتجه من النفط الخام في المستقبل بحيث لا يكون سوق النفط الرئيس في قطاع النقل فقط بل أيضا في قطاع المواد.

ونجح مركز البحوث والتطوير في أرامكو في تكريس جهوده خلال السنوات القليلة الماضية عبر تحقيق عددٍ من براءات الاختراع لابتكار هذه التقنية المتطورة من أجل تعزيز إنتاج الكيميائيات بكميات أكبر عن ذي قبل.

وقال كبير الإداريين التقنيين في أرامكو، أحمد الخويطر: في الواقع، نسعد بالتعاون مع هؤلاء الشركاء في سبيل تحقيق الإمكانات الهائلة التي تنطوي عليها هذه التقنية الفريدة، مضيفا: هذه الشراكة سوف تساعدنا على تسخير مواطن القوة التي تتمتع بها الشركات الثلاث لتعزيز هذه التقنية وتنفيذها بشكل آمن خلال فترة وجيزة، بل وسوف تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة في طليعة الدول المنتجة للنفط الخام والمنتجات البترولية على مستوى العالم.

وأوضح الخويطر أن هذه الشراكة ستعزز أيضا جهود المملكة الرامية إلى تنويع المنتجات الصناعية، وخلق فرص العمل، وتحقيق الريادة في مجال التقنيات عبر الصناعات التحويلية لإنتاج الكيميائيات.

وتسهم هذه التقنية المبتكرة، التي تعتبر قفزة علمية في التخلي عن خطوات التكرير التقليدية عبر استخدام عملية تحويل مباشر خاصة بأعمالها، كما أنها تمثل طفرة تقنية كبيرة تعزِز تنفيذ مشاريع أرامكو التقليدية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات.

وتؤدي كلتا الطريقتين المبتكرة والتقليدية إلى زيادة إنتاج الشركة من الكيميائيات، ودفع عجلة النمو في قطاع الكيميائيات بالشركة.

وقال رئيس شركة «سي بي آند آي» وكبير إدارييها التنفيذيين، باتريك كيه مولين: إنه لشرف لنا أن نتعاون مع أرامكو في تطوير تقنية أكثر تنافسية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات. وأضاف مولين: هذا في الحقيقة تكامل فريد للعمليات التقنية المتطورة لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية عالية القيمة، وليس أفضل من هذه الشراكة الثلاثية لتحقيق هذه الغاية.

من جهته، قال العضو المنتدب في شركة شيفرون لوميناس غلوبال، ليون دو بروين: ستتحد تقنيات المعالجة الهيدروجينية التي تجلبها شركتنا «سي إل جي» مع تقنية تكسير الإيثيلين التي تجلبها شركة «سي بي آند آي» وتقنية أرامكو لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري، لتمثل جميعها أساسا قويا للتطوير المشترك الذي تثمر عنه هذه الاتفاقية.

وأكد بروين أنهم مسرورون بالتعاون مع أرامكو، ويتطلعون إلى تحقيق أثر إيجابي في قطاع الكيميائيات بفضل تطبيق هذه التقنية الفريدة المبتكرة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات.