صالح السلمي: يجب العمل على توطين الاستثمارات الأجنبية التي دخلت السوق كأموال ساخنة

عبدالله الملا: الاستثمارات التي دخلت البورصة ليست كلها أجنبية والمستثمر المحلي يعود تدريجياً 

جاسم زينل: أسعار الأسهم مغرية للشراء وتفوق عائد العقار وتشجع البنوك عودتها كضمانات للاقتراض

يحيى كمشاد: السيولة التي دخلت البورصة الخميس الماضي «حقيقية» وركزت على الأسهم القيادية

قال رئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات المالية الدولية «ايفا» صالح السلمي: إن عملية ترقية البورصة ستعطي رسالة ثقة لجميع المستثمرين والمراقبين بقوة السوق الكويتي، مؤكدا على ضرورة وأهمية العمل على توطين الاستثمارات الأجنبية المباشرة وجذبها كخيار افضل واهم من السيولة الساخنة التي تجوب الأسواق المالية سريعا باحثة عن فرص وعوائد جيدة.

وأوضح السلمي أن اللاعب الرئيسي في سوق الكويت للأوراق المالية خلال الفترة الماضية هو الصناديق الأجنبية وسيولة مستثمرين من الخارج يجوبون أسواق المنطقة بحثا عن فرص، وهو أمر ايجابي وجيد للسوق. وشدد السلمي على أهمية المستثمر المحلي ودوره المستدام، معتبرا انه الحزام الأول للسوق، وعليه يجب النظر إلى إعادة تحفيزه ومعالجة المعوقات والعقبات التي يواجهها وإجراء دراسة عميقة لمشاكله.

إنجاز كبير

وقال نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة ارزان المالية للتمويل والاستثمار جاسم زينل ان سوق الكويت للأوراق المالية بات اكثر تنظيما وترتيبا من الناحية التشريعية والتنظيمية وأصبح يملك الأساسات والمقومات المحفزة على الاستثمار، معتبرا انه خطا خطوات كبيرة وإيجابية نحو تكريس وتعزيز الشفافية وبالتالي كل هذه الأمور تنعكس على جذب السيولة والمستثمرين خاصة بعد الترقية المزمعة خلال الاسبوع الجاري. واعتبر زينل ان دخول بورصة الكويت ضمن مؤشر فوتسي يعد انجازا كبيرا وإيجابيا سينعكس على جذب مستثمرين وسيولة جديدة، حيث ان المستثمرين يبحثون عن الأسواق المنظمة تشريعيا والمصنفة حيث تعطي اطمئنانا اكبر.

وذكر زينل ان مستويات الأسعار مغرية للشراء والاستثمار وهي من ابرز الدوافع التي تجذب السيولة مقارنة بالقطاع العقاري الذي يشهد حالة تشبع حاليا، وتعتبر البورصة والعقار هما اهم وابرز القنوات في الكويت، وبالتالي يستفيد السوق من عملية الترتيب والتنظيم وإعادة تقييم عوائده وأرباح الشركات عند المستويات الحالية.

في السياق ذاته، كشف زينل ان البنوك حاليا باتت تميل نحو ضمانات الأسهم بعد الدخول في تطبيقات بازل 3 حيث انه مع ارتفاع الأفضلية للأسهم ستزيد من السيولة، لاسيما ان الضمانات العقارية حسب بازل باتت مكلفة على المصارف.

فرص استثمارية

من جانب آخر توقع عضو غرفة التجارة والصناعة الكويت عبدالله الملا استمرار حالة الانتعاش الجارية في سوق الكويت للأوراق المالية خلال الفترة المقبلة، إذا لم تكن هناك أي أخبار سلبية تؤثر على مجريات التداول، سواء اقتصادية أو سياسية. وقال الملا إن مستويات السيولة، التي ارتفعت في السوق نهاية الاسبوع الماضي، جرت نتيجة دخول بعض المستثمرين المحليين الى السوق مجددا، بعد ابتعادهم عن السوق نتيجة بعض العوامل السلبية التي كانت السبب الرئيسي وراء حالة التذبذب، وتدني مستوى السيولة خلال تلك الفترة، مضيفا أن هذه السيولة محلية وليست أجنبية.

وحدد الاسباب الرئيسية وراء ارتفاع قيم السيولة في البورصة خلال الأسبوع الماضي، والتي تمثلت في استعداد ترقية البورصة ودخولها لمؤشر الاسواق الناشئة بالمرحلة الاولى، فضلا عن استمرار تزايد أسعار النفط وتحسنها عن السنوات الماضية، وانخفاض العجز الحاصل في الميزانية العامة للدولة، إضافة إلى إجراءات البورصة التي ساعدت في استقرار السوق وتحسنه، مثل تقسيم السوق والتعديلات الجديدة على آليات التداول.

قوة شرائية

بدوره، اعتبر يحيى كمشاد، مدير إدارة الأصول في شركة الشرق للاستثمار ارتفاع مستويات السيولة خلال الايام الماضية أمرا حقيقيا وغير مصطنع، لاسيما أن هذه السيولة تتركز على أسهم الشركات القيادية، وبالتالي هناك قوة شرائية ترغب في اقتناء هذه الأسهم والاستثمار فيها.

وارجع كمشاد أسباب ارتفاع السيولة خلال تلك الفترة الى الاستعداد لترقية البورصة خلال منتصف الأسبوع الجاري والاستقرار السياسي الموجود حاليا بين السلطتين، وارتفاع أسعار النفط وانعكاسه على الميزانية العامة للدولة، وإنجاز الحكومة بعض المشاريع مؤخرا، الأمر الذي سينعكس إيجابا على سوق الأوراق المالية.

وعن تقسيم السوق، قال كمشاد إن هذا الأمر له مرود إيجابي، كونه أعطى توجها لدى المستثمرين، وحدد لهم الأسهم القيادية ذات الأداء التشغيلي والعوائد الجيدة، وخير دليل على ذلك أن جزءا كبيرا من السيولة المستثمرة في سوق الأوراق المالية يركز على الاستثمار في هذه الأسهم، الأمر الذي أعطى مؤشرا للمستثمرين للأسهم التي يمكن الاستثمار فيها.دخل سوق الكويت للأوراق المالية في مرحلة العد العكسي لترقيته المرتقبة إلى مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة غدا الاثنين 24 سبتمبر، وهي المرحلة الأولى من الترقية. ويأتي ذلك في الوقت الذي تدفقت فيه إلى البورصة نحو نصف مليار دولار في جلسة تداول تاريخية يوم الخميس الماضي لتعيد إلى الأذهان أرقاما غابت منذ أمد بعيد، حيث قفزت السيولة في آخر جلسات أسبوع بنسبة تزيد على 560% ببلوغها بنهاية تعاملات أمس 167.3 مليون دينار ارتفاعا من 25 مليون دينار في جلسة الأربعاء الماضي.

ومع ترقية البورصة توقع خبراء وقيادات في سوق المال الكويتي أن يتم ضخ اكثر من مليار دولار في البورصة الكويتية ما بين شهري سبتمبر ويناير المقبل، عندما تتم المرحلة الثانية من الترقية، وهو ما يتفق مع غالبية توقعات الشركات العالمية.

وأجمع الخبراء على ان تراجع أسعار العديد من الأسهم جعل هناك فرصة حقيقية تشجع المستثمر المحلي والأجنبي على الدخول إلى السوق الكويتي والاستثمار خلال الفترة المقبلة، إلى جانب جهود كل من هيئة أسواق المال، وشركة بورصة الكويت، اللتين دفعتا إلى وضع الكويت في محل ريادة البورصات العالمية والمحلية من خلال القرارات والأنشطة التي قاموا بها على مدار الأشهر الماضية

© Al Anba 2018