(لتصحيح المعنى في الفقرة رقم 18)

من محمد اليماني

جسر الجمرات (السعودية) 21 أغسطس آب (رويترز) - تدفق أكثر من مليوني حاج من 165 دولة على جسر الجمرات يوم الثلاثاء لرمي جمرة العقبة الكبرى.

كانت السعودية أقامت جسر الجمرات المؤلف من ثلاثة طوابق لتسهيل على الحجاج رمي الجمرات وتخفيف التكدس بعد حوادث تدافع سابقة أسفرت عن وفاة المئات قبل ثلاثة أعوام.

وتحت إشراف السلطات السعودية حمل الحجيج المظلات للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة بعد أن تجاوزت درجات الحرارة خلال النهار 40 درجة مئوية.

وسيعود الحجاج إلى الجسر خلال اليومين المقبلين للمزيد من رمي الجمرات قبل أن يعودوا إلى مكة لاستكمال الشعائر.

ونشرت المملكة أكثر من 130 ألفا من قوات الأمن والمسعفين كما تستخدم التكنولوجيا الحديثة بما في ذلك طائرات المراقبة المسيرة للحفاظ على النظام.

وقال الأردني فراس الخشاني البالغ من العمر 33 عاما "الحمد لله ربك من علينا بالحج. ما شاء الله كل إشي كان ميسر. القطار فكرة رائعة. المساعدات، الشرطة، الخدمات كله فوق العادة. الحمد لله مبسوط جدا وإن شاء الله ربنا يطعمنا إياها مرة أخرى".

كانت واقعة التدافع عام 2015 قد أسفرت عن مقتل نحو 800 حاج، وفق ما ذكرته السلطات السعودية، عندما وصلت مجموعتان كبيرتان من الحجاج معا إلى مفترق طرق يؤدي إلى جسر الجمرات.

لكن إحصاءات أعلنتها الدول التي استعادت جثث حجاجها أوضحت وفاة أكثر من ألفي شخص بينهم أكثر من 400 إيراني. وقاطعت إيران الحج في العام التالي. وكانت تلك أسوأ كارثة خلال ربع قرن على الأقل.

وقالت السلطات السعودية آنذاك إن الحادث ربما سببه حجاج لم يلتزموا بقواعد تنظيم التجمعات، وأمر الملك سلمان بإجراء تحقيق إلا أن نتائجه لم تعلن قط.

ويحج هذا العام نحو 86 ألف إيراني وسط خلاف دبلوماسي بين طهران والرياض اللتين تتنافسان على الهيمنة الإقليمية. وفاقمت واقعة التدافع عام 2015 الخلاف بينهما.

وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أن حجاج هذا العام يلتزمون بجدول زمني صارم للحد من التكدس. وأعلنت وزارة الصحة خلو موسم الحج من أي تفش للأمراض حتى الآن.

 

"شعور جميل"

يؤدي أكثر من 2.37 مليون حاج معظمهم من خارج السعودية شعيرة الحج هذا العام.

وقال الحاج المصري حازم درويش (31 عاما) "شعوري لا يوصف صراحة. الحج ركن من أركان الإسلام. لذة الحج في مشقته. يعني أنت بتقرب من ربنا أكثر. شيء جميل. شعور جميل".

ووصل الملك سلمان إلى منى شرقي مكة مساء أمس الاثنين قبل عيد الأضحى.

وقال الملك سلمان في تغريدة "إن الشرف الأكبر الذي أكرم الله بلادنا هو خدمتها لضيوف الرحمن، ومع عيد الأضحى المبارك، أدعوه سبحانه أن يتمم للحجاج حجهم، وأن يديم الخير والسلام على أمتنا وسائر البلاد".

وتقبل الملك سلمان وابنه ولي العهد الأمير محمد التهاني بعيد الأضحى في قصر في منى اليوم الثلاثاء.

وحثت السلطات السعودية الحجاج على أن ينأوا بأنفسهم عن السياسة خلال الحج غير أن العنف في الشرق الأوسط بما في ذلك الحروب في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من البقاع الساخنة في أنحاء العالم ظلت عالقة في أذهان الكثيرين.

وانتقد حجاج ما وصفوه بانقسام الحكام العرب باعتباره السبب في اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بعد اعترافه بها عاصمة لإسرائيل.

ويمثل الحج أيضا الركن الرئيسي في خطة لتنمية حركة السياحة في إطار حملة لتنويع الموارد الاقتصادية في المملكة بدلا من الاعتماد على النفط. ويدر الحج والعمرة عائدات بمليارات الدولارات من خلال إسكان الحجاج والمعتمرين الوافدين من الخارج وانتقالاتهم ومشترياتهم من الهدايا.

ويهدف المسؤولون لزيادة عدد المعتمرين والحجاج إلى 15 مليونا وخمسة ملايين على الترتيب بحلول العام 2020 كما يأملون في مضاعفة عدد المعتمرين مرة أخرى إلى 30 مليونا بحلول العام 2030.

وعبر حاج باكستاني يدعى فايز شهيد (30 عاما) عن شعوره بالارتياح قائلا "أدعو الله أن يتقبل الحج مني ويمن على الجميع بفرصة أداء الحج".

 

 

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية)