20 07 2016

المحكمة برئاسة المستشار محمد الدعيج أجلت قضية الخلية الداعشية إلى جلسة 26 يوليو

أبو تراب: ندمت على انضمامي لـ«داعش».. لم أحمل السلاح وعدت إلى الكويت طواعية

الدواعش سجنوني بحقل نفطي يقصفه التحالف للتخلص مني

أبلغت التنظيم برغبتي في العودة إلى الكويت فوضعوني في سجن بحقل نفطي

لقب «الجزراوي» يطلق على الداعشيين المنتمين إلى شبه الجزيرة العربية

أجلت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد الدعيج قضية محاكمة الداعشي المدعو أبو تراب ووالدته حصة عبدالله إلى جلسة 26 يوليو الجاري للاطلاع، ورفضت إخلاء سبيلهما بعد جلسة ماراثونية دامت ساعتين ونصف الساعة تخللتها محاكمة سرية.

رجعت وندمت

وخلال الجلسة، سأل القاضي الأم عن علاقتها بتنظيم داعش، فقالت: «أعوذ بالله من داعش.. ذهبت إلى سورية لأعيد ابنى فقط»، اما المدعو أبو تراب فقال أمام المحكمة: «شاركت مع داعش، لكنني لم أحمل السلاح ورجعت إلى الكويت لأنني ندمت، وبعض رجال الدين في الكويت بثوا في داخلي الحماس بنداءاتهم بضرورة الجهاد».

وتابع أبو تراب: «ما كنت مطوع وأشوف أفلام وأروح سينما عادي.. بس الحسابات الوهمية بتويتر شوشت عقلي».

أكد أبو تراب أن اعترافاته جاءت بمحض إرادته سواء أمام النيابة أو المحكمة لأنه شعر بتأنيب الضمير وأنه أخطأ وأن تفجير مسجد الامام الصادق وتفجير المصلين في السعودية جعل في يقينه، أن الدواعش بعيدين عن الاسلام ولا يمتون له بصلة.

محاسب ومشرف

قال أبو تراب أنه حاول الهروب من داعش في يناير من العام الحالي وبسبب حقول الالغام لم يتمكن من السفر إلا أنه نجح في شهر يونيو الفائت، واضاف انه عمل محاسبا ثم مشرفا على حقول النفط في سورية التابعة لتنظيم داعش لمدة 9 شهور، مشيرا الى ان هناك مهندسين سوريين وخليجيين يعملون في حقول النفط السورية والاشراف على بيعها لمدنيين، وان مرض ابنه كان سببا رئيسيا لعودته إلى الكويت عبر تركيا، مؤكدا ان ضميره يؤنبه وانه نادم على الانضمام لداعش وان والدته ليست لها علاقة بداعش.

وأوضح انه قرأ فتاوى حجاج وشافي العجمي بالجهاد في سورية ماليا وكان يرى أنها فتاوى لجهاد ناقص لأنه يكتمل بالمال والقتال بالنفس، وأكد ان رجل دين كويتيا افتاه بجواز الجهاد والقتال في سورية مع داعش.

فتاوى شافي والعجمي

وقال أبو تراب:أبلغت داعش برغبتي في العودة إلى الكويت فوضعوني في سجن في حقل نفطي يتعرض لقصف الأميركان حتى يتم التخلص مني وكذبت عليهم بعدها بأنني سأبقى معهم، مشيرا الى ان داعش تعاقب المدخنين وحليقي اللحى بوضعهم في اقفاص لمدة يوم في الاسواق، وهذا لا يمت للاسلام بصلة.

وأوضح ان لقب الجزراوي لأعضاء داعش يعود إلى المنتمين إلى شبه الجزيرة، والسعوديين الدواعش لايفضلون مناداتهم باسم بلدهم، واعترف بالانضمام إلى داعش لضعف الجيش الحر في مواجهة الطاغية بشار الاسد، ومؤكدا تأثره بفتاوى شافي وحجاج العجمي بدعم الشعب السوري ماليا.

ثم أمرت المحكمة بتحويل الجلسة إلى «سرية» بناء على طلب المتهم ليجيب عن بعض الأسئلة.

ماذا دار في حوار رئيس المحكمة والمتهم الأول ووالدته؟

أبوتراب: «داعش» تنظيم سلفي جهادي ولم أقاتل في صفوفه

فيما يلي تفاصيل الحوار بين رئيس المحكمة وأبوتراب:

رئيس المحكمة: هل تقر بالانضمام الى تنظيم داعش؟

? ابوتراب: نعم.

رئيس المحكمة: هل قاتلت بالسلاح مع التنظيم في سورية؟

? المتهم: لم يحدث، والسلاح كان لحمايتي الشخصية.

رئيس المحكمة: ماذا تعرف عن داعش؟

? المتهم: يسعى لإقامة دولة إسلامية، وهو تنظيم سلفي جهادي يقوم على اقامة دولة.

المحكمة: ما أفكاره؟

? ابوتراب: يريد بناء دولة موحدة لجميع المسلمين وتكون دولة واحدة في العراق وسورية فقط، وتكون لجميع المسلمين.

المحكمة: ما حدود داعش؟

? المتهم: التنظيم اراد التوسع.

رئيس المحكمة للمتهمة: ما علاقتك بالتنظيم والقتال الي صفوفه؟

? المتهمة: ليس لي علاقة به مطلقا، اعوذ بالله أن انضم إلى داعش.

رئيس المحكمة: هل قدمت تسهيلات لولدك للانضمام إلى داعش؟

? المتهمة: ذهبت الي لبنان للسياحة وتوجهت الي تركيا للسياحة ولا اعلم ان ابني غادر للحاق بداعش.

ثم سمحت المحكمة للمتهم بالخروج من محبسه وقامت باستجوابه:

رئيس المحكمة: حدثنا عن خروجك من البلاد حتى عودتك مرة اخرى؟

? المتهم: كنت مبتعثا «ضابط ملاحة بحرية» عام 2009 وفي عام 2013 وتأثرت عبر وسائل الإعلام بما يحدث للشعب السوري والمآسي ووجدت هناك مشايخ واكاديميين تحدثوا في هذا القضية بإطلاق حملة للجهاد بالمال، ومنهم شافي العجمي وحجاج العجمي، وكانا يدعوان للجهاد في سورية عن طريق المال، وذلك لتجهيز 12 الف مقاتل.

ما صحة افتتاحك حسابات وهمية عبر وسائل التواصل؟

? المتهم: شعرت بالذنب لأنني لم اضح من اجل الجهاد، خاصة بعد سفر شقيقي عبدالله إلى سورية وكان يدرس في الولايات المتحدة الأميركية بعد عام 2009 وكان لديه صديق سعودي الجنسية، وهو الذي اقنعه بأن يجاهد في سورية، وأرسل لي شقيقي رسالة من اميركا بأنه يريد الرجوع إلى الكويت إلا أنه ذهب إلى سورية عام 2013 وأرسل لي رسائل يحثني فيها على اللحاق به للجهاد في سورية، وبعد فترة وردنا خبر وفاة شقيقي بأنه قتل هناك حيث ان هناك شخصين قاما بالاتصال على «عمتي» وابلغاها بخبر وفاة شقيقي.

«في هذا الأثناء تأثرت الأم حينما تذكرت وفاة ابنها، وأمر الدعيج بإخراجها من القاعة».

 وعاد المتهم ليسرد حديثه قائلا: عدت إلى الكويت من بريطانيا لاستخراج ال?يزا وتأثرت بدعوة شقيقي عبر الانترنت للجهاد مع داعش، حيث استشعرت أنه كان يوجه تلك الرسالة لي شخصيا وهذه وصيته لي، وهذه الوصية اثرت بي تأثيرا كبيرا، وتواصل معي شخص يسمى «ابوحذيفة الجزراوي»، ولقب الجزراوي يطلق على الأشخاص من شبه الجزيرة العربية السعوديين في داعش، حيث قال لي ان شقيقي كان صديقه، كما دعاني إلى الانضمام إلى تنظيم داعش، وكان سعودي الجنسية، فاتخذت قراري وتواصلت مع امي وابلغتها بنيتي «الانضمام إلى داعش» وقلت لها اذا كنت تريدين الذهاب معي فلنرحل معا، وهي من خوفها عليّ وحتى لا ألقى مصير شقيقي قالت لي «ما اخليك تروح بروحك»، وذهبت معي حيث انها لا تستطيع ان تفارقني، وقالت لي «ما راح أسمح بدفنك هناك وارجع»، حيث إنني ذهبت من بريطانيا إلى اسطنبول وامي ذهبت من لبنان إلى اسطنبول، وبعدها ذهبنا إلى سورية عبر عدد من البلدات، ومنها غازي عنتاب، وكان هناك شخص يرشدنا إلى التهريب من تركيا إلى سورية اســمه محـمد الشمالي، وذلك في ابريل عام 2013، وعند وصولنا اخذوا أمي إلى مضيافة النساء واخذوني إلى صفوف المقاتلين، وأخذوا جواز سفري وسألوني عن دراستي وألحقوني بالعمل في مجال النفط فوافقت على هذا العرض، وابلغت أمي التي رجعت إلى الكويت، ودفعت المبلغ وقدره 35 الف دينار إلى الشركة.

واضاف «ابو تراب» أن عملية انزال أميركية حصلت في الحقل وقتل المسؤول ابوعبدالرحمن المصري ونائبه وغيرهما وجاء بعد ذلك ابوسياف التونسي وقتل وكانت العملية مخصصة لقتله، وبعد ذلك ثار المسؤول عبدالرحمن الجزراوي، وكانت كل ولاية من ولايات داعش تأخذ حصتها من هذا الحقل، وكان أغلب وقتي في الصحراء.

واكد ان تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت كان له أثر كبير، حيث ايقن انهم على باطل، واعترفت وتواصلت مع امي وقالت لي تواصل مع جهاز أمن الدولة في الكويت عبر شقيقك انور، حيث ان الجهاز علم وقالوا سنساعدك وسيتم عرضك إلى القضاء الكويتي فوافقت، وعندها ذهبت إلى التنظيم وقلت لهم ان لدي ظروفا خاصة واريد ان اذهب إلى تركيا، فوافقوا وقالوا لي سيتم التحقيق معك وان سجن الحقل معروف ومستهدف من قبل القوات الأميركية وفي اول ليلة تم قصف الحقل 17 مرة، ومن هنا عرفت أنهم يريدون ان تقوم القوات الاميركية بقتلي من ثم يعلن التنظيم مقتلي على يد الاميركان، الامر الذي دعاني الى التحايل عليهم وفي نهار اليوم التالي تواصلت مع مسؤول السجن وقلت له انني غيرت رأيي واريد ان اذهب للعمل مع التنظيم، وعندما تم اطلاق سراحي، ذهبت إلى منزلي وأخذت أهلي وذهبت إلى منزل آخر هربا من داعش، وعندها تواصلت مع جهاز أمن الدولة وحاولنا الهروب إلى الأراضي التركية وعند وصولنا إلى الحدود قام الأمن التركي بردنا، ومكثت فترة طويلة في المنزل، وعند اعلان القوات الأميركية تحرير الرقة كان المدنيين خائفين ويريدون الفرار من المنطقة إلا ان التنظيم منعهم من ذلك، لكني مع أهلي استطعت الهروب من التنظيم عبر اللاجئين السوريين، وتم القبض علينا من قبل الجيش الحر حيث تم التحقيق معي من قبله وتواصلوا مع شقيقي.

رئيس المحكمة: هل هناك مشادة حدثت بينك وبين المشايخ في الكويت قبل الالتحاق بالتنظيم؟

? «تحفظ المتهم على الإجابة وطلب ان تكون في جلسة سرية».

رئيس المحكمة: هل والدتك عضو في التنظيم؟

? ابوتراب: ليس لها اي دور او صفة في التنظيم ورفضت الانتساب إلى التنظيم.

رئيس المحكمة: متى بايعت التنظيم؟

? بايعته عقب ايام من ذهابي، حيث حضر إلي «ابوسياف التونسي» وأجبرنا على البيعة.

© Al Anba 2016