حضر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في قمة بغداد السبت الماضي، إلا أنها لم تشهد دلائل قوية على تغييرات محتملة في العلاقات المتوترة بين السعودية وإيران.

وحضر القمة أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وملك الأردن عبد الله الثاني.

وقد تكون القمة قد أعطت دفعة لدور العراق الإقليمي كما يأمل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لكنها لم تعظم من دوره كوسيط في الصراع النووي.

"أمر مستبعد" 

يعتقد جويل وينج المحلل والباحث المعني بالشأن العراقي، وهو مقيم في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وصاحب مدونة ناطقة بالانجليزية تحت اسم "تأملات على العراق"، أن فرص العراق لكي يلعب دور الوساطة في الشأن النووي الإيراني ضئيلة.

وقال لموقع زاوية عربي "يسعى العراق الى أن يلعب دور الوسيط بين إيران والغرب، ولكنه أمر مستبعد. الأمر أكثر بساطة للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية حين يتفاوضون بشكل مباشر مع طهران. هم ليسوا في حاجة إلى العراق للتوسط".

ولا يعتقد وينج أيضا أن هناك فرصة كبيرة للعراق لكي يلعب دور الوساطة بين السعودية وإيران في المستقبل القريب، معللا ذلك بأن الخلافات بين البلدين أعمق من أن يتحقق فيها أي تقدم من خلال قمة واحدة.

ويظن سيف اسلام، محلل سياسي في S-RM وهي شركة استشارية في مجال الاستخبارات والأمن السيبراني، ومقرها لندن، أن بالرغم من استضافة العراق لبعض جولات المحادثات المباشرة بين السعودية وإيران، أبرزها في أبريل الماضي، إلا أن "أي تحسن في العلاقات بين السعودية وإيران سيكون ناتج عن تحول في مصالحهما الاستراتيجية" وليس تأثير العراق على أي منهما.

وكانت صحيفة فاينانشال تايمز اللندنية قد نقلت أن وفدان إيراني وسعودي قد التقيا أبريل الماضي في بغداد، بعد قطيعة بين البلدين استمرت 4 سنوات عقب اندلاع حرب اليمن والتي يصفها المراقبون بأنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

وتسعى بغداد إلى تهدئة التوتر بين الجارين الشيعي في الشرق (ايران) والسني في الجنوب (السعودية)، حيث يرى المراقبون ان العراق سيكون من أكبر المستفيدين من تخفيض حدة التوتر بين البلدين.

استعادة الوضع الإقليمي 

ويظن إسلام من شركة الاستخبارات والأمن السيبراني اللندنية أن تحسين العراق لعلاقاته في المنطقة من شأنه أن يعزز علاقته بإيران وأن يعود عليه بفوائد اقتصادية، وهي نفس أسباب التقارب الأخير مع مصر والأردن.

وكان السيسي قد شارك في قمة ثلاثية في بغداد في يونيو الماضي مع الكاظمي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وكانت أول زيارة لرئيس مصري منذ غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت عام 1990.

وفي أكتوبر 2020، وقعت مصر والعراق 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في قطاعات مختلفة، مثل الطرق والإسكان والصناعة. وفي ديسمبر الماضي، وافق مجلس الوزراء العراقي على تجديد عقد إمداد مصر بالنفط للعام الجاري، والذي يشمل 12 مليون برميل من خام البصرة الخفيف.

يقول إسلام أن التقليل من حدة التوتر الإقليمي "قد ينعكس بالإيجاب على الوضع الأمني الداخلي للعراق".

واضاف "لدى العراق أهمية استراتيجية عظيمة، تحديدا لأنها تمثل خط اتصال مفتوح بين دول مختصمة في المنطقة".

وقد هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة العراقية على استضافة قمة بغداد، واصفا اياها بانها "ناجحة".

من جانبه، يعتقد وينج صاحب مدونة "تأملات على العراق" أن قمة بغداد هي استكمال لجهود العراق في استعادة مكانته في المنطقة. وأضاف: "بعد احتلال عام 2003، تم تجاهل العراق من قبل الدول المجاورة له".    

 

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز)  

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام