دبي/جنيف - أعلن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا (الصندوق العالمي) خلال المؤتمر الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28) في دبي أن أكثر من 70 في المائة من تمويلاته - أكثر من 9 مليارات دولار أمريكي على مدى السنوات الثلاثة المقبلة - ستُخصص للبلدان الخمسين الأكثر عرضة للمخاطر المناخية من أجل دعم البرامج الصحية التي يلزمها التعامل أيضًا مع الأزمات المناخية.

وفي هذا الصدد قال بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي: "إن مكافحة الأمراض المعدية الفتاكة يجب أن تواكبها الاستجابة لتغير المناخ. ومعلوم أن الأزمات المناخية تؤثر بشكل أكبر على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تنهكها الأعباء الصحية، وتعاني من ضعف أنظمتها الصحية، وتشهد سياقات سياسية هشة أو نزاعات، مما يعرض المجتمعات - التي لم تساهم إلا بقدر يسير في انبعاثات الكربون العالمية – لمخاطر كبيرة."

ومن بين الأمراض الثلاثة التي تشكل جوهر مهمة الصندوق العالمي، تعد الملاريا الأكثر تأثرا بتغير المناخ. وتتركز سبعة وثمانون في المائة من الأعباء والموارد التي يتحملها الصندوق العالمي لمواجهة الملاريا في العالم في البلدان الخمسين نفسها الأكثر عرضة لتغير المناخ. ويشكل تغير المناخ، بالإضافة إلى مقاومة الأدوية والمبيدات الحشرية والصراعات، تهديدا عاجلا لجهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها.

كما أن تغير المناخ يقوض مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والسل. ويؤدي تأثيره على الأمن الغذائي، فضلاً عن الظواهر الجوية المتطرفة، إلى نزوح السكان، مما يزيد من تعرض المجتمعات للأمراض. كما تعيق الفيضانات والأعاصير والكوارث المناخية الأخرى الوصول إلى الرعاية الصحية.

ويقدم الصندوق العالمي دعمًا سريعًا ومرنًا في حالات الطوارئ للبلدان التي توجد في المقدمة أمام الكوارث المناخية. كما سيستثمر أكثر من 2.9 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات الثلاث المقبلة في البلدان الخمسين الأكثر عرضة للمناخ من أجل تعزيز النظم الصحية لتكون أكثر قدرة على الصمود أمام تغير المناخ وأكثر استعدادًا لمواجهة تهديدات الأوبئة.

ونظرًا لتقاطع التعرض للأمراض مع أسوأ آثار تغير المناخ، سيدعم الصندوق العالمي البلدان عبر برامجه، بدءًا من الاستجابة للآثار المحددة التي تخلفها الأمراض، مثل ظهور الملاريا في الارتفاعات العالية، إلى بناء أنظمة صحية قادرة على التكيف مع المناخ، بما في ذلك على سبيل المثال، رقمنة السجلات الصحية بحيث لا يمكن أن تجرفها الأعاصير أو الفيضانات. وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة، سيشمل ذلك التمويل المصمم للحد من المخاطر الناجمة عن تغير المناخ، مثل:

  • تخصيص ما لا يقل عن 200 مليون دولار أمريكي لدعم الوقاية الكيميائية من الملاريا الموسمية، وهي فعالة للغاية من حيث التكلفة في الوقاية من الملاريا عند تقديمها قبل موسم الأمطار. وستكون الاستراتيجيات الموسمية مثل الوقاية من الملاريا مهمة لحماية الفئات السكانية الضعيفة من الملاريا في المناطق التي يوجد فيها تقلب في العدوى الموسمية بسبب تغير هطول الأمطار وأنماط الطقس الناجمة عن تغير المناخ.
  • تخصيص أكثر من 295 مليون دولار أمريكي لتعزيز رصد الأمراض وأنظمة الإنذار المبكر، مما يسمح بإدماج البيانات المناخية بشكل أفضل واكتشاف وإدارة تفشي الأمراض الحساسة للمناخ وحالات الطوارئ الصحية بشكل أفضل.
  • تخصيص 12 مليون دولار أمريكي لصندوق الطوارئ الذي سيتيح تمويلًا سريعًا ومرنًا للاستجابة لحالات الطوارئ المرتبطة بالمناخ والتي تؤثر على تقديم الرعاية الصحية للفئات السكانية الرئيسية والمجتمعات الضعيفة.

وقالت بيانس جاواناس، نائبة رئيس مجلس إدارة الصندوق العالمي: "علينا أن نعمل على الحد من آثار تغير المناخ: فحياتنا تعتمد عليه. إن التخفيف من معدل وحجم تغير المناخ أمر لا بد منه، ولكننا بحاجة أيضًا إلى التعامل مع تزايد العواقب على الصحة حاليا. تلك العواقب تقع بالفعل على كاهل الفقراء، ومعظمهم من النساء والأطفال، والذين لم يساهموا إلا بقدر يسير في تغير المناخ. ويمثل مؤتمر كوب28 ويوم الصحة فرصة حقيقية لنا للتعرف على أوجه عدم المساواة الناجمة عن الأزمة والاستجابة لها."

#بياناتشركات
- انتهى -

نبذة عن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا

الصندوق العالمي عبارة عن شراكة عالمية للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا وضمان مستقبل أكثر صحة وأمانًا وإنصافًا للجميع. فنحن نجمع ونستثمر أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي سنويًا لمكافحة الأمراض المعدية الأكثر فتكًا، وتحدي الظلم الذي يغذيها، وتعزيز النظم الصحية والتأهب للأوبئة في أكثر من 100 بلدا من البلدان الأكثر تضرراً. فنحن نجمع قادة العالم والمجتمعات المحلية والمجتمع المدني والعاملين في مجال الصحة والقطاع الخاص لإيجاد حلول لها أكبر الأثر، ونعمل على توسيع نطاقها في جميع أنحاء العالم. ومنذ عام 2002، أنقذت شراكة الصندوق العالمي حياة 59 مليون شخص.