PHOTO
-
أكثر من 12 ألف طالب وطالبة من مدارس جيمس الـ44 في الإمارات وقطر شاركوا في استبيان حول قضايا المناخ
-
شارك الشباب من عمر 10 سنوات وما فوق أفكارهم وعبروا عن مخاوفهم حول تغيّر المناخ وكوب 28
-
وجهوا رسائل قوية إلى القادة المجتمعين مطالبين إياهم ببذل المزيد من الجهود واتخاذ الإجراءات الصارمة حالاً
دبي، الإمارات العربية المتحدة: أعلنت مجموعة جيمس للتعليم عن نتائج الاستطلاع الذي أجرته خلال شهر نوفمبر 2023 لاستقصاء وجهات النظر المختلفة حول قضايا تغيّر المناخ، حيث شارك فيه 12019 ألف طالب وطالبة في سن العاشرة وما فوق من 44 مدرسة تابعة لجيمس في جميع الإمارات العربية المتحدة وقطر.
واعتبر نحو ثلثي المستطلعين أنه لم يتم بذل ما يكفي لمواجهة قضية تغيّر المناخ، في حين لا يثق واحد من كل اثنين منهم بأن العالم سيكون قادراً على إيقاف تغيّر المناخ، في المقابل عبّر أقل من النصف عن شعورهم بالتفاؤل بشأن المستقبل. في حين اعتبرت الأغلبية أن دولة الإمارات تقوم بما يكفي على المستوى الوطني.
ويتزامن الاستطلاع مع استعدادات دبي لاستقبال المندوبين من جميع أنحاء العالم لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ كوب 28، وقد تضمنت نتائجه رسالة صريحة وواضحة وجهها الشباب في المنطقة ومفادها: نطالب قادة العالم بالقيام بعملٍ أفضل وفعال أكثر واتخاذ الإجراءات الفورية وإيجاد الحلول الجذرية.
وقالت آشا ألكسندر، المديرة التنفيذية لشؤون تغيّر المناخ في مجموعة جيمس للتعليم: "يكتسب دور الشباب في قضية تغيّر المناخ أهمية بارزة، حيث نجدهم في طليعة الأنشطة والحراك الدائر حول هذه القضية، وليس مستغرباً أن يطالب الطلاب في مدارس جيمس القادة بالقيام بعملٍ أفضل وأن يفعلوا ذلك الآن. لقد سلط الاستطلاع الضوء على حالة عدم اليقين التي يشعر بها طلابنا بشأن ما إذا كانت الدول والقادة سيتخذون الخيارات الصحيحة. وعندما يناقش الأطفال المواضيع المتعلقة بتغيّر المناخ، فمن الواضح أنهم يشعرون بالقلق إزاء التقاعس الحاصل وعدم اتخاذ الإجراءات الفعالة، لأنهم في نهاية الأمر هم جيل المستقبل الذي سيتحمل العبء الكبير الناتج عن مشكلة تغيّر المناخ".
دور التعليم البارز
يشدد الاستطلاع على دور التعليم البارز في رفع وتعزيز مستوى الوعي حول تغيّر المناخ واعتباره مصدر إلهام للقيام بإجراءات فعالة.وقال 25.9% من الطلاب المستطلعين إن المدرسة هي المصدر الرئيسي للمعلومات حول تغيّر المناخ، فيما ذكر 37.7% منهم أن وسائل التواصل الاجتماعي تُشكل المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة لهم.
ويعتقد 78.5% من المشاركين أن تغيّر المناخ هو من صنع الإنسان، في حين لم يحسم 18.3% هذه النقطة حيث قالوا أنهم غير متأكدين من هذه المقولة. واعتبرت أغلبية المستطلعين بنسبة 87.6%، أنه ينبغي تدريس قضايا ومشكلات تغيّر المناخ في المدارس، في حين عبّر 61.4% عن رضاهم تجاه ما يتعلمونه في المدرسة باعتباره كافياً لتعزيز معرفتهم حول تغيّر المناخ. هذا وطالب نحو 29% بإعطاء المزيد من الدروس حول هذا الموضوع، فيما يفضل 9.6% أن يكون التدريس بهذا الشأن أقل.
وجاءت إجابة الطلاب مشجعة، عندما سُئلوا عما إذا كانوا قد غيّروا سلوكهم أو اتخذوا إجراءات لمكافحة تغيّر المناخ بناء على ما تعلّموه في المدرسة، حيث أجاب نحو 61.6 % إيجاباً. وتنعكس جهود الاستدامة الفعالة التي تبذلها مدارس مجموعة جيمس للتعليم على آراء الطلاب وبشكلٍ واسع النطاق، حيث أشار أربعة من كل خمسة طلاب إلى أنهم شاركوا بنشاط في الأنشطة المتعلقة بالاستدامة في مدارسهم.
نشر وتعزيز الوعي
أشار 97.4% من الطلاب المشاركين إلى إنهم على معرفة ودراية بمشكلة تغيّر المناخ بمستويات مختلفة، حيث قال 29.6% أنهم يعتبرون أنفسهم "واعون للغاية"، و45.4% صنّفوا أنفسهم بأنهم "واعون"، في حين اعتبر22.5% بأنهم "واعون إلى حد ما".
وأشار أكثر من نصف المشاركين 51.5% إلى أنهم يتحدثون عن مشكلة تغيّر المناخ مع أصدقائهم وأقرانهم، في حين اعتبر 4.7% أن هذه القضية تستحوذ على اهتمامهم "طوال الوقت" أما النسبة المتبقية 35.1% تتطرق إلى هذا الموضوع "أحياناً". غير أن الحديث حول هذا الموضوع لا يقتصر على المدرسة، حيث 56.1% يناقشون تغيّر المناخ مع العائلة بشكل متكرر، في حين 4.5% "طوال الوقت" و38.6% "في كثير من الأحيان".
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المستوى من الوعي والحوار حول التحديات البيئية التي تواجه العالم، كان له تأثيرات سلبية وتدعو للقلق، حيث أشار 28.2% من الطلاب الذين شملهم الاستطلاع إلى أن التفكير في قضايا تغيّر المناخ أثر سلبياً على صحتهم النفسية. وعندما سأل الطلاب عما إذا كانوا هم أو أحد أفراد أسرهم قد تأثروا بشكل مباشر بنتائج تغير المناخ، أجاب نحو 31.9% بـ "نعم".
تُشكل هذه النتائج، مادة بارزة للمدارس والمعلمين للتأمل والتفكير خلال سعيهم لتحقيق التوازن بين التعليم الذي تشتد الحاجة إليه بشأن تغير المناخ والدعم العاطفي وتعزيز جودة حياة الطلاب، أثناء تعاملهم مع التأثيرات الناتجة عن تغيّر المناخ وعواقبه المحتملة على المدى الطويل.
وشرحت ألكسندر هذه النقطة قائلة:"سيؤثر واقع ومشكلة تغّير المناخ، على الأماكن التي يقرر الطلاب العيش فيها، وكيفية استخدامهم لوسائل النقل أو مقدار سفرهم، وما يشترونه كمستهلكين. وانطلاقاً من موقعنا في جيمس، فإننا نعمل على دمج التثقيف المناخي في جميع مدارسنا في محاولةٍ لتحقيق تأثير إيجابي وتغيير الخيارات والسلوكيات الفردية".
وأضافت: "حتى الآن، حصل أكثر من 5000 معلم في جيمس، على شهادة تغيّر المناخ من خلال منبر الأمم المتحدة الموحد لخدمات التدريب، الأمر الذي ساهم في تمكينهم من تعليم طلابنا بشكل أفضل من خلال الفهم السليم والجيد لعلوم المناخ. ومن المهم أيضاً، الاعتراف بمشاعر القلق التي عبّر عنها الطلاب والتحقق من صحتها، وبناء على ذلك فإننا نعمل على رفع مستوى الوعي حول هذه القضايا لمساعدتهم على فهم مدى أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة".
طريق المستقبل
اختلفت آراء الطلاب حول العمل الجاري لمكافحة تغيّر المناخ، وفقاً للموقع الجغرافي والمنظور الكلي والجزئي. وعلى مستوى المجتمع المحلي، يشعر 50.4% من المشاركين أنه لم يتم بذل جهود كافية في هذا الإطار. ويتناقض هذا مع نسبة 67.1% التي تعتقد أن دولة الإمارات تقوم بما يكفي على المستوى الوطني. أما على مستوى المنظور العالمي، تصبح الصورة أقل إيجابية، حيث قال 64.5% من الطلاب إن العالم لا يفعل ما يكفي.
وعندما طُلب من المشاركين تحديد أكبر عقبة أمام مكافحة تغيّر المناخ، أتت الإجابات متباينة: حيث أشار 29.7% (الشريحة الأكبر) إلى "قطاع الوقود الأحفوري"، و28.7% إلى "انعدام الوعي"، في حين اعتبر 22.3% أن العقبة الأكبر تتمثل في "أسلوب الحياة العصري". من جهة ثانية، قال 13.2% إن معظم "الحكومات/السياسيين" يشكلون عقبة في وجه العمل المناخي.
وعلى الرغم من هذه النتائج، لم يفقد الشباب الأمل بعد. إذ أن 77.9% عبّروا عن درجات متفاوتة من الثقة حول مدى نجاح مؤتمر كوب 28 في إحداث تغيير إيجابي، في حين اعتبر 18.3% أنهم "واثقون للغاية"، و36.1 % "واثقون"، و23.5 % "واثقون إلى حد ما".
على نحو مماثل، قال 14.8% من الطلاب إنهم "واثقون جداً" من أن العالم سيكون قادراً على وقف تغيّر المناخ، في حين قال 28.8% أنهم "واثقون"، و33.5% "واثقون إلى حد ما". وعلى الرغم من ذلك، قال أكثر من 1500 مشارك (12.6%) إنهم "غير واثقين على الإطلاق" من قدرة البشرية على تغيير الأمور والواقع القائم.
كما أعرب عدد أكبر من الطلاب، عندما سألوا عن تقييمهم لمستقبلهم، عن التفاؤل أكثر من التشاؤم، حيث قال 43% إما "متفائل للغاية" (16.6%) أو "متفائل إلى حد ما" (26.4%)، مقابل 25.9% أعلنوا أنهم إما "متشائمون للغاية". (8.7%) أو "متشائم إلى حد ما" (17.2%). ومع ذلك، فضّلت الشريحة الأكبر بنسبة 31.1% الوقوف على الحياد، حيث لم تكن "متشائمة ولا متفائلة".
أصوات أجيال المستقبل
لم يتردد الطلاب الذين شملهم الاستطلاع في مشاركة رسائلهم مع قادة العالم المجتمعين في دبي لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ كوب 28. وأعرب البعض عن استيائهم وغضبهم إزاء عدم اتخاذ إجراءات بين الدول، وطرح آخرون حلولاً وقدموا التوصيات التالية.
وقال أحد الطلاب: "استمعوا إلى أصوات العلماء والناشطين والمجتمعات المتضررة بشكل مباشر من عواقب تغيّر المناخ. يجب العمل على تمكينهم وإشراكهم في عمليات صنع القرار، حيث أن أفكارهم ورؤيتهم وخبراتهم لا تقدر بثمن في صياغة سياسات واستراتيجيات فعالة".
من جهته، اعتبرطالب آخر: "المخاطرة بمستقبل هذا الكوكب من أجل تحقيق التنمية اليوم ليست مجرد حماقة، ولكنها فعل أناني تماماً. ستدفع الأجيال القادمة ثمن الأساليب غير المستدامة التي نستخدمها حالياً لتلبية احتياجاتنا. إن التنمية التي تأتي على حساب مستقبل مدمر هي تنمية مؤقتة فقط، إذ إن الآثار السلبية الناجمة عن تغيّر المناخ، ستطال كل ما تم تشييده من خلال حرق الوقود الأحفوري".
ووجه طالب آخر سؤالاً مفاده:" في مواجهة الأزمات المناخية التي تلوح في الأفق، هل أنتم كقادة ستتذكرون الذين واجهوا هذا التحدي بشجاعة وإيمان، أم ستذكرون هؤلاء الذين أضاعوا الفرصة للخلاص وتركوها تفلت من بين أيديهم؟ وقبضتهم؟".
وتوجه أحد الطلاب أيضاً برسالة ناشد فيها العالم قائلاً: "يتوجب القيام بالتغيير الفعلي ومحاسبة الشركات على جرائمها المناخية. توقفوا عن التركيز كثيراً على النمو الاقتصادي والمال، لأن ذلك لن يكون له أهمية إذا لم نتمكن حتى من العيش على كوكبنا!".
وفي رسالته، قال أحد طلاب: "توقفوا عن قطع الوعود والكلام. ابدأوا بالعمل"، في حين أشار طالب آخر: "نحن في بداية الانقراض الجماعي وكل ما يمكنكم التحدث عنه هو المال والقصص الخيالية عن النمو الاقتصادي".
من بين آلاف الإجابات والكلمات التي وردت على لسان الطلاب المستطلعين، برزت كلمتان، كررها الأطفال من جميع الأعمار، كلمتان بسيطتان، ولكن قويتان: "أبذلوا مزيداً من الجهد".
#بياناتشركات
- انتهى -








