تدعم محفزات الطلب وتوسعات قطاعات السياحة والأعمال في السعودية نمو قطاع تأجير السيارات بالمملكة ما قد يحفز انتعاش أعمال وربحية شركة شري لتأجير السيارات بعد طرحها العام الأولي المرتقب في البورصة، وفق محللين تحدثوا لزاوية عربي.

حددت الشركة التي تطرح 9 مليون سهم تمثل 30% من أسهمها في السوق الرئيسية، النطاق السعري بين 27 و 28 ريال ( 7.2- 7.5 دولار) هادفة جمع ما بين 243 - 252 مليون ريال. خلال فترة بناء سجل الأوامر 26 -  30 أكتوبر، يتبعها اكتتاب الأفراد يومي 12 و13 نوفمبر 2025.

توقعات التغطية

يتداول في السوق الرئيسية بالبورصة السعودية 8 شركات في قطاع النقل، أما في النشاط المشابه لشركة شري، فنجد 3 شركات رائدة بالقطاع في السوق الرئيسي وهي: شركة لومي لتأجير السيارات والمدرجة في 2023، ذيب لتأجير السيارات المدرجة في 2021، والشركة المتحدة الدولية للمواصلات "بدجت" المدرجة في 2007.

"تتداول الشركات النظيرة حاليا عند مكررات ربحية جاذبة.. وعليه، فإن أي تسعير للطرح بخصم ملموس عن متوسط هذه المكررات سيشكل حافز قوي للطلب،" وفق جوزيف ضاهرية كبير استراتيجي السوق في Tickmill العالمية للتداول والتي تعمل أيضا في الإمارات، لزاوية عربي.

ووفق المحلل، يبلغ مكرر شركة ذيب حوالي 14.65 مرة، بينما يتداول كل من لومي وبدجت السعودية عند مكررات أعلى تقارب 17.17 و 17.10 مرة على التوالي. وحسب بيانات السوق الخميس، تتداول أسهم بدجت عند 73.6 ريال، ذيب عند 65.3 ريال، وشركة لومي عند 62.5 ريال، فيما يبلغ النطاق السعري لشري بين 27 و 28 ريال.

"من المرجح أن يحظى اكتتاب شري للتجارة بتغطية قوية مدفوع بزخم الإدراجات في 2025 وتحسن شهية المخاطر عالميا في الربع الثالث 2025 مع تعافي نشاط الطروحات، ما يدعم التسعير والتنفيذ،" وفق ميلاد عزار محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA للتداول.

استقبلت السوق السعودية، منذ بداية العام الحالي 32 طرح عام أولي، 9 في السوق الرئيسية و21 في نمو بالإضافة لطرح يتم حاليا + إدراج مباشر واحد خلال العام. يأتي هذا فيما تعاني السوق وخصوصا الرئيسي من ضعف في السيولة على خلفية تأثر أسواق أسهم الشركات بالحرب التجارية العالمية والتوترات في المنطقة.

وقال ضاهرية، إن توقعات الطلب القوي على الاكتتاب مدعومة بالسجل التاريخي الحافل لنجاحات قطاع النقل والزخم الاقتصادي الذي يوفره انتعاش قطاع السياحة ضمن برامج رؤية 2030.   

لكن وفق عزار "تبقى التغطية (لطرح شري) حساسة للتسعير النهائي، وتزاحم الطروحات في الجدول، وأي تذبذب مفاجئ في أسعار النفط أو المعنويات".

عن شري 

يعود نشاطها إلى عام 1980 وتعمل في التأجير لفترات قصيرة وطويلة وبيع السيارات المستعملة لديها، بأسطول يتخطى 15 ألف سيارة.

وقد مثل قطاع التأجير طويل الأجل للشركات والمؤسسات أكثر من 71% من إيراداتها العام 2024 بحصة سوقية للشركة 8.8% من هذا القطاع.

وبحسب رانيا جول  محللة أولى لأسواق المال في XS.com للتداول العالمية والتي لها مكاتب وتراخيص في عدة دول: "من وجهة نظري، الطرح يوفر إضافتين مهمتين: أولا، دخولها إلى سوق مدرجة يزيد شفافية الأداء ويمنحها قدرة أكبر على جذب مستثمرين مؤسسيين. ثانيا، بما أنها تملك حصة مئوية معتبرة في السوق.. فإن لديها بنية تشغيلية يمكن البناء عليها، وليس مجرد مشروع ناشئ بالكامل".

التوسعات وفق رؤية 2030  وتوقعات نمو اقتصاد المملكة وتزايد نفقات النقل المدفوعة بنمو السكان والسياحة ستدعم توقعات نمو قطاع التأجير طويل الأجل للمركبات بمعدل نمو سنوي مركب 12.8%  من حيث حجم الأسطول، وبنسبة 13.5% من حيث الإيرادات خلال الفترة بين 2025 - 2029، فق ما نقلته نشرة الطرح عن تقرير دراسة السوق.

"من المنطقي أن هذا القطاع يتغذى على زيادة سياحة الداخل والخارج، نمو المشاريع الكبرى، وتحول الشركات إلى حلول تنقل مؤسسية مما يجعل شركة شري في مكان مناسب للاستفادة،" وفق جول.

تتوسع السعودية في الإنفاق على قطاع السياحة ضمن خططها لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، ويمثل قطاع السياحة نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وتستهدف مضاعفة هذه النسبة خلال الخمس سنوات المقبلة مع خطط لجذب 150 مليون زيارة سنويا بحلول عام 2030.

بعد الإدراج

يتوقع المحللون أن يشهد سهم شري اهتمام أولي جيد عند الإدراج لاعتبارات الطرح والحصة السوقية الحالية، لكن استمرارية الزخم ستكون مرهونة بعدة اعتبارات أهمهما الأداء التشغيلي للشركة ونتائجها المالية.

"من المرجح على المدى القصير أن يسجل (السهم) قفزة سعرية أولية، مدفوعة بسعي السوق لتضييق فجوة التقييم مع النظراء في حال جاء التسعير جاذبا. غير أن استدامة هذا الزخم مرهونة بالنتائج المالية المستقبلية،" حسب ضاهرية.

سجلت الشركة انخفاض في صافي الربح بنحو 7% في النصف الأول من عام 2025 ليصل إلى 32 مليون ريال. وقال ضاهرية إن هذا التراجع يفرض على المستثمرين ضرورة المتابعة الدقيقة لهوامش الربحية وكفاءة إدارة الأسطول في سوق يتسم بالمنافسة الشديدة وتسارع وتيرة التحول الرقمي. 

المخاطر المتعلقة بهوامش الربحية تتضمن وفق جول، عدم ضمان النمو في ظل المنافسة القوية، وارتفاع تكاليف أسطول المركبات وصيانتها، إضافة لكون الطرح ليس لزيادة رأس مال مما يعني أن السيولة التي يصرفها المستثمرون ربما لا تذهب بالكامل لتوسع الشركة.

أما على المديين المتوسط والطويل توقعت جول أن ترتفع الحصة السوقية لشركة شري إلى ما يقرب من 10-12% من أكثر من 8% الآن إذا استمرت الشركة في التوسع من خلال زيادة حجم الأسطول، رفع معدل التأجير، تحسين العقود مع الكيانات المؤسسية.

وإذا نجحت شري في الاستفادة من نمو الطلب الداخلي والدولي على السياحة، المؤتمرات، والمشاريع الكبرى "يمكن أن تصبح أحد اللاعبين القياديين في قطاع تأجير السيارات بالمملكة،" وفق جول.

(إعداد: شيماء حفظي وأميرة الوسلاتي، تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلمطول

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية، سجل هنا