من محمد مخشف

عدن 27 يونيو حزيران (رويترز) - اجتمع مبعوث خاص من الأمم المتحدة مع الرئيس اليمني اليوم الأربعاء في إطار جهود لإيجاد حل سياسي يحول دون شن هجوم شامل على مدينة الحديدة حيث يوجد الميناء الرئيسي في البلاد الأمر الذي تقول الأمم المتحدة إنه قد يتسبب في مجاعة.

وشن تحالف تقوده السعودية والإمارات هجوما يوم 12 يونيو حزيران لإخراج جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من الحديدة المدينة الساحلية التي تضم ميناء يعتبر شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون خطر الموت جوعا.

وقالت مصادر غربية لرويترز إن الحوثيين أشاروا إلى استعدادهم لتسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة وحثت واشنطن التحالف على قبول مثل هذا الاتفاق.

لكن مسؤولا إماراتيا قال أمس الثلاثاء إنه يتعين على الحوثيين الانسحاب من مدينة الحديدة الساحلية كشرط لأي اتفاق سلام.

ويقاتل التحالف منذ 2015 لإعادة الحكومة التي طردها من صنعاء الحوثيون وهم شيعة يرى جيران اليمن أنهم عملاء لإيران. ويسيطر الحوثيون الآن على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في اليمن بالإضافة إلى العاصمة. وينفون العمل لصالح إيران قائلين إنهم يدافعون عن البلاد من غزاة أجانب.

واجتمع مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن بجنوب البلاد وهي المقر المؤقت للحكومة اليمنية. وكان جريفيث عقد اجتماعات بالفعل مع الحوثيين.

وفي بيان بعد الاجتماع قال خالد اليماني وزير خارجية هادي إن الرئيس رحب بجهود الأمم المتحدة التي تستند إلى "مبادرة الحديدة" المطروحة منذ 31 مايو أيار.

* شرط حاسم

أضاف الوزير في البيان أن "المبادرة هي حزمة متكاملة تقوم في الأساس على مبدأ الانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة ودخول قوات من وزارة الداخلية إلى المنطقة".

ونقلت قناة العربية التلفزيونية المملوكة للسعودية اليوم عن مصادر قولها إن جريفيث أبلغ هادي بأن الحوثيين وافقوا على تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة لكن هادي أكد على ضرورة انسحاب الحوثيين بالكامل من المدينة.

وهدأ القتال في الأسبوع الماضي منذ أن سيطرت قوات تقودها الإمارات على مطار الحديدة. لكن الأمم المتحدة تخشى أن تشمل المرحلة الثانية من المعركة هجوم التحالف على وسط المدينة وتقدمها إلى الميناء مما قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بالمدينة نفسها وإطلاق كارثة إنسانية إذا انقطعت الإمدادات عن بقية أرجاء البلاد.

وأسقطت الحرب أكثر من عشرة آلاف قتيل وخلقت أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم إذ يعتمد نحو 22 مليون شخص على المساعدات منهم 8.4 مليون مهددون بالموت جوعا.

وتقول دول التحالف إنها تسعى للسيطرة على الحديدة لحرمان الحوثيين من مصدر دخلهم الرئيسي ومنعهم من تهريب السلاح.

وتؤيد البلدان الغربية ضمنيا دول التحالف العربية في الصراع، وتبيع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أسلحة بمليارات الدولارات سنويا لتلك الدول. لكن احتمالات تسبب هجوم كبير في كارثة إنسانية دفع الدول الغربية لحث التحالف على توخي الحذر.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)