26 05 2016

من فيليب بوليلا

روما (رويترز) - بالنسبة إلى نور عيسى وهي واحدة من اللاجئين السوريين الذين اصطحبهم البابا فرنسيس على طائرته لدى مغادرته ليسبوس الأسبوع الماضي كان هذا خيارا بطعم الصدمة والفرح والحزن وكان يجب القيام به على الفور.

تتذكر نور بينما جلست على مقعد إلى جوار زوجها حسن زاهدة وابنهما رياض الذي يبلغ عمره عامين في فناء مدرسة "سألوني ‭‭‭'‬‬هل أنتم مستعدون للمغادرة إلى إيطاليا غدا؟ ستكونون على نفس الطائرة مع البابا. يجب أن تعطونا ردكم الآن."

وقالت نور البالغة من العمر 30 عاما في مقابلة مع رويترز بينما كانت تستعد هي وزوجها لبدء دروس في اللغة الإيطالية "صُدمنا".

جاءهما العرض نحو التاسعة من مساء يوم الجمعة الماضي. بعد أقل من 18 ساعة كانوا بصحبة تسعة لاجئين سوريين آخرين جميعهم من المسلمين على طائرة البابا المتجهة إلى روما. بالنسبة للبعض ومن بينهم زاهدة كانت هذه المرة الأولى التي يركبون فيها طائرة على الإطلاق.

كانت من طرحت الأسئلة وطلبت إجابات سريعة بمخيم كارا تيبي للاجئين بالجزيرة اليونانية في تلك الليلة هي دانييلا بومبي من جمعية سانت إجيديو وهي مؤسسة خيرية وجماعة مسيحية داعية للسلام مقرها روما.

قالت بومبي لرويترز "كان الوقت ضيقا جدا... كل شيء كان يتطور بسرعة."

طرح مساعد للبابا فرنسيس الفكرة قبل أسبوع من الزيارة. وسيرعى الفاتيكان اللاجئين بينما تتولى جمعية سانت إجيديو التفاصيل بما في ذلك السكن في روما. واتفق المسؤولون من الفاتيكان وإيطاليا واليونان على التزام السرية.

وقالت بومبي إنه كانت هناك ثلاثة شروط مسبقة أساسية على رأسها أن يكون من يقع الاختيار عليهم قد وصلوا إلى اليونان قبل الاتفاق الذي أبرم في 20 مارس آذار بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة الذي يقضي بإعادة الوافدين الجدد إلى تركيا.

* "شعرنا أننا سجناء"

أُعطيت الأولوية للأسر وكذلك لمن دمرت منازلهم في سوريا وتعين أن يكون معهم جميعا الوثائق اللازمة.

قالت بومبي إن 80 في المئة من اللاجئين في كارا تيبي وصلوا بعد اتفاق 20 مارس آذار الذي أدى لاستبعادهم تلقائيا. أما من وقع الاختيار عليهم في نهاية المطاف ففحصتهم السلطات اليونانية ووكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس).

ولقي المئات حتفهم خلال رحلة العبور القصيرة المحفوفة بالمخاطر من تركيا إلى الجزر اليونانية في قوارب مطاطية. وتنتشر في ليسبوس قبور لا تحمل أي علامات مميزة.

وقالت بومبي إنها بدأت إجراء مقابلات مع اللاجئين المحتملين قبل يومين فقط من السفر إلى روما لكنها لم تبلغهم بالسبب.

وأضافت "من المؤكد أن القيام بالاختيارات انطوى على بعض الحزن." وأضافت "كلهم... بالطبع كلهم أخبرونا أنهم يشعرون بأنهم سجناء بالجزيرة."

كانت نور المتخصصة في الأحياء الدقيقة وزاهدة وهو مصمم حدائق يعيشان على بعد نحو 35 كيلومترا خارج دمشق. دمر منزلهما في القتال بين القوات الحكومية السورية والجيش السوري الحر.

قالت نور إنهما سيفتقدان الأهل والأصدقاء وأضافت أنها لا تتوقع أن تكون حياتهما الجديدة سهلة. ومضت تقول بينما كان رياض يلعب في الفناء بالحجارة "من الصعب العيش في دولة جديدة. تشعر بأن ذكرياتك سرقت منك."

ويأمل الزوجان العثور على فرص عمل في مجالي تخصصهما بعد تعلم الإيطالية لكنهما ذكرا أنهما سيقبلان بأي شيء في البداية. ويقيمان في شقة قريبة مع لاجئين آخرين.

كان رامي الشكرجي مدرس التاريخ السابق البالغ من العمر 51 عاما وهو لاجئ آخر يعيش مع زوجته وأبنائهما الثلاثة في محافظة دير الزور بشرق سوريا التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية.

قال الشكرجي من خلال مترجم "الصبيان في سن المراهقة. كانوا سيجبرون على الانضمام للجيش. كانوا سيُقتلون أو يقتلون وأنا لم أكن أريد ذلك."

ولدى سؤالها عما تود أن تقوله للبابا أجابت نور "شكرا لأنك منحت ابني مستقبلا جميلا. أنت رجل طيب جدا. أنت أفضل من زعمائنا العرب ومن رجال الدين لدينا. نحبك."

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

© Reuters 2016