لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية 11 نادى للشركات وواحد منهم - غزل المحلة - في البورصة قريبا.

 تستحوذ أندية الشركات على 61 % من إجمالي عدد الأندية المشاركة في هذا الموسم، حيث يشارك 11 نادى تمتلكهم شركات استثمارية من بين 18 نادي هم مجموع أندية الدوري وهي البطولة الأكبر والأهم لأندية الكرة في مصر.

إذا ما الذى يدفع تلك الشركات إلى إنفاق ملايين الجنيهات على تلك الفرق على الرغم من أن طموح أغلبهم هو فقط استمرار بقاءهم في الدوري؟ ولماذا تتزايد نسب سيطرة تلك الأندية على الدوري عام بعد عام؟

يجمع خبراء الاقتصاد والاستثمار أن الدعاية هي السبب الحقيقي من وراء تواجد أندية تلك الشركات في دوري كرة القدم، نظرا لما تتمتع به تلك اللعبة من هوس المتابعة عبر الشاشات والسوشيال ميديا.

"ليه تدفع أكتر لما ممكن تدفع أقل ": جملة شهيرة استخدمها طارق نور خبير الإعلان والتسويق المصري في أحد حملاته الإعلانية الشهيرة في مصر. ويرى خبراء الاقتصاد أن تلك الجملة هي ما كانت تُطرح في اجتماعات مجالس إدارات تلك الشركات قبل التصويت على قرار إنشاء تلك الأندية تحت شركات خاصة بهم.

مباراة واحدة =  حملة إعلانية

قال سامى عبد العزيز أستاذ الدعاية والإعلان بجامعة القاهرة لزاوية عربي أن السبب الذى دفع شركة مثل الشرقية للدخان والتي غيرت اسمها لاحقا لإيسترن كومباني لمنح آلاف الدولارات للاعب البرازيل المعتزل رونالدينيو من أجل حضوره الأسبوع الماضي لمقر الشركة والتقاط صور معه هو نفسه سبب إنفاقهم على الكرة.

فالقائمين على تلك الشركات يعلمون جيدا أن كرة القدم تستحوذ على شغف واهتمام الجمهور لذا فربط أسم الشركة بكرة القدم هو نوع من أنواع الإعلان والدعاية لها .

ونادي إيسترن كومباني يتبع لشركة التبغ المصرية الشهيرة والتي - بما انها شركة تبغ - غير مصرح لها بعمل إعلانات. وقد قال الرئيس التنفيذي للشركة هاني أمان في مقابلة مع موقع زاوية عربي العام الماضي ان الشركة تدرس طرح النادي في البورصة. 

 

وبحسب  أستاذ الدعاية والإعلان عبدالعزيز فأنه إذا أنفقت شركة على نادي في موسم واحد قرابة ال 150 مليون جنيه (8 مليون دولار أو 7.5 مليون يورو)  فهذا لا يعادل قيمة 3 حملات إعلانية لأى شركة في التليفزيون، حيث  تصل تكلفة الحملة إلى 50 مليون جنيه لعرض إعلاناتها لمدة 20 أو 30 ثانية لخمس مرات في اليوم على مدار شهر واحد.

أما إذا لعب نادى تلك الشركة مباراة واحدة مدتها 90 دقيقة مع الأهلي أو الزمالك، أكبر فريقين لكرة القدم في مصر،  فملايين المتابعين يشاهدونها عبر التليفزيون والسوشيال ميديا وتنقل الصحف والمواقع مئات الأخبار ويكتبون اسم الشركة دون أن يُحتسب هذا إعلان في الصحيفة أو على الموقع الإلكتروني. ونجوم الكرة والشخصيات العامة وجمهور السوشيال ميديا يدونون طوال الوقت مُستخدمين أسم الشركة، كل هذا يصنع "ترند" لهم، يعنى حملة إعلانية في مباراة واحدة.

"استثمار بالترند"

" في مجال الدعاية والإعلان فالاستثمار والترند وجهان لعملة واحدة. فلكى تحقق الانتشار او الترند يجب أن تدفع الأموال وتستثمر في منتجك ،" بحسب عبد العزيز.

فيما يرى الخبير الاقتصادي أحمد مرتضى أن المصطلح الجديد الذي ظهر مؤخرا وهو "اقتصاد الترند" ينطبق تماما على استثمار الشركات في أندية كرة القدم، فالشركات تدفع الملايين في تلك الأندية مقابل أن يظل أسم شركاتهم "ترند" طوال الوقت على التلفزيون وفي الصحف وعلى السوشيال ميديا.

لكن نجاح هذا الاستثمار أو تحقيقه أرباح للشركة من عدمه - بحسب مرتضى -  يتوقف على معادلة بين حجم الإنفاق وحجم الدعاية المحققة من وراء هذا الإنفاق وهو ما يمكن قياسه من حجم تزايد المبيعات من المنتج الأصلي للشركة.

المصدر: موقع ترانسفير ماركت المعني بأخبار كرة القدم
المصدر: موقع ترانسفير ماركت المعني بأخبار كرة القدم
المصدر: موقع ترانسفير ماركت المعني بأخبار كرة القدم

محاولة تكرار تجربة صلاح

ويؤكد مرتضى أن بعض أندية الشركات تحاول أن تستفيد الى جانب الدعاية من الاستثمار في الفريق نفسه، بمعنى أنهم يبحثون عن لاعبين بأسعار منخفضة في أندية صغيرة ثم يسوقونهم عبر ناديهم ليتم بيعهم إلى أندية أكبر بمقابل أكبر.

وهو ما يتوافق مع ما يقوله الناقد الرياضي المصري الشهير حسن المستكاوي لزاوية عربي، فيرى المستكاوي إن هدف تلك الأندية هو فقط الاستمرار في التواجد في دوري يطلقون عليه "دورى الأضواء والشهرة " من أجل أن يظل بوابة لتسويق اللاعبين فضلا عن كونه دعاية للشركة نفسها.

وهذا ما حدث مع  اللاعب المصري الشهير محمد صلاح -  بحسب المستكاوي - فنادى المقاولون التابع لشركة المقاولون العرب المصرية أخذ صلاح من نادى "سمنود" في محافظة الغربية تقريبا بدون مقابل، قبل ان يستثمر فيه كلاعب ثم يبيعه لنادى آخر بقيمة أكبر، وإلى الأن يحصل نادى المقاولون العرب على نسبة من تنقلات صلاح بين الأندية، فهذا استثمار أخر بجانب الدعاية.

غزل المحلة أول نادى شركة يدخل البورصة

وقال علي العباسي رئيس شركة غزل المحلة لكرة القدم لزاوية عربي أن الهيئة العامة للرقابة المالية وافقت الأسبوع الماضي على نشرة الاكتتاب لطرح شركة غزل المحلة لكرة القدم في البورصة. على أن يتم تنفيذ الاكتتاب خلال أيام. وقال العباسي: “بذلك نكون أول شركة كرة قدم تُطرح في البورصة".

وذكر أن إنشاء شركة كرة القدم برأس مال 102مليون جنيه وطرحها في البورصة كان بهدف تخفيف عبء كرة القدم عن الشركة.

وبحسب مصادر في البورصة فإن الحد الأدنى للاكتتاب ألف سهم، والحد الأقصى 2 مليون سهم، وبسعر 1.02 جنيه للسهم.

(إعداد: أحمد حسن، للتواصل: Yasmine.saleh@lseg.com)

#تحليلمطول