* تم نشر القصة يوم 12 مارس وتحديث موقعها على زاوية يوم 13 مارس

انهار بنك "سيليكون فالي" وقررت السلطات الأمريكية إغلاقه إثر السحوبات الكبيرة لعملائه مع عجز البنك عن تلبية عمليات السحب تلك، فيما يعتبر أكبر عملية انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة الاقتصادية في 2008.

ويصنف البنك في المرتبة الـ16 من حيث حجم الأصول في أمريكا وفاقت أصوله الـ 200 مليار دولار بنهاية الربع الأخير من 2022، ويقرض الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، ويعمل البنك في الصين والدنمارك وألمانيا والهند وإسرائيل والسويد إلى جانب الولايات المتحدة حيث مقره الرئيسي بكاليفورنيا، حسب موقعه الإلكتروني وتقارير إعلامية.

وتأسس البنك عام 1983، ويشغل أكثر من 8.5 ألف شخص على مستوى العالم، بحسب موقعه الإلكتروني.

ماذا حدث؟

انهار البنك في غضون يومين، وبدأ الأمر بإعلانه سعيه لجمع 2.25 مليار دولار لتعويض خسارته من بيع أصول، خاصة السندات الحكومية الأمريكية، لكن البنك فشل في جمع التمويل وهو الأمر الذي أثار مخاوف لدى المستثمرين، الذي بدأوا بسحب أموالهم من البنك، وفق تقارير إعلامية.

وبدأ سهم البنك في التهاوي يوم الخميس، وبحلول عصر ذلك اليوم كان يتسبب في انخفاض أسهم بنوك أخرى، مما حفز مخاوف بتكرار الأزمة المالية 2007-2008. وبحلول صباح يوم الجمعة تم تعليق التداول بأسهم البنك، الذي سرعان ما تخلى عن خطط جمع التمويل أو العثور على مشتري، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية.

وترجع بداية أزمة البنك، وفق سي إن إن، إلى تحرك الفيدرالي الأمريكي بحدة لرفع أسعار الفائدة قبل عام لكبح التضخم، وهو الأمر الذي أدى لارتفاع تكاليف الاقتراض مما أدى إلى استنفاد زخم أسهم التكنولوجيا التي يستفيد منها بنك سيليكون فالي.

وأثرت الفائدة المرتفعة أيضا على قيمة السندات طويلة الأجل، التي أفرط بجمعها بنك سيليكون فالي وبنوك أخرى أثناء حقبة الفائدة شبه الصفرية.

تدخل بريطانيا

طالب رؤساء ما يقرب من 180 شركة ناشئة المستشار البريطاني جيريمي هانت، في خطاب أرسل إليه أطلعت عليه وكالة بلومبرغ، بالتدخل لتخفيف وطأة فقدان ودائعهم لدى بنك سيليكون فالي، وهو ما قالوا إنه قد يتسبب في دفع شركات للتصفية قسرا.

وقالت الحكومة البريطانية، يوم الأحد، إنها تعمل من أجل ضمان حفاظ شركات التكنولوجيا البريطانية على سيولتها بعد إفلاس بنك سيليكون فالي، بحسب تقرير لبي بي سي عربي.

ونفى هانت، في تصريحات لبي بي سي، وجود خطر على النظام المالي في المملكة المتحدة من جراء انهيار البنك، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود "انعكاسات جسيمة" على بعض الشركات البريطانية العاملة في مجال التكنولوجيا.

ما علاقة الشرق الأوسط؟

نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن عدة مصادر مطلعة قولها إن الحكومة البريطانية كانت تحاول يوم الأحد الاستحواذ على الوحدة التابعة لبنك سيليكون فالي في بريطانيا لمنع تضرر قطاع التكنولوجيا، وذلك عن طريق مشتري من الشرق الأوسط عبر بالفعل عن اهتمامه بالأمر.

ووفق أشخاص مطلعين على الأمر، فإن أكبر صندوقين سياديين في أبوظبي وهما "جهاز أبوظبي للاستثمار" وشركة "مبادلة" ليسا مشتركين في عملية الاستحواذ على وحدة البنك في بريطانيا.

فيما نقلت بلومبرغ مساء الأحد عن أشخاص مطلعين قولهم إن شركة الاستثمار الإماراتية مجموعة "رويال جروب" في أبوظبي -التي يرأسها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن القومي للإمارات والأخ غير الشقيق لرئيس الدولة- تدرس استحواذ محتمل على وحدة البنك في بريطانيا. 

يُشار إلى أن طحنون تم تعيينه الأسبوع الماضي في منصب رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار.

 وفي ظل المخاوف من التداعيات العالمية لانهيار بنك سيليكون فالي، قال البنك المركزي الكويتي، في بيان عبر موقعه الإلكتروني يوم الأحد، إن حجم انكشاف بنوك الكويت على بنك سيليكون فالي ضئيل للغاية.

وأكد المركزي الكويتي استقرار ومتانة أوضاع وحدات الجهاز المصرفي في ظل ما تمتلكه البنوك من مصدات مالية كبيرة.

رد فعل أمريكا

أما في الولايات المتحدة، فتعمل الجهات المصرفية على وضع خطة لحماية المودعين في ظل انهيار بنك سيليكون فالي، بحسب ما قالته وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في مداخلة يوم الأحد مع شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية.

غير أن يلين قالت إن الحكومة ليس لديها خطة إنقاذ كبيرة للبنك، وأضافت: "نشعر بالقلق إزاء المودعين ونركز على محاولة تلبية احتياجاتهم".

(إعداد: جيهان لغماري ومريم عبد الغني، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا