زاوية عربي

من ياسمين نبيل، الصحفية في موقع زاوية عربي

لجأ العديد من الطلاب مؤخرا للتعليم عن بعد في ظل الإجراءات الحكومية لمنع انتشار فيروس كورونا والحد من التجمعات والحركة وهو ما فتح أفاق النمو للشركات التي تعمل في مجال التعليم الإلكتروني في المنطقة العربية ولكنها مازالت تواجه عدد من التحديات.

وشهد قطاع الاستثمار في مجال تكنولوجيا التعليم في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط نمو كبير منذ عام 2016، طبقا لتقرير صادر الأسبوع الماضي عن ماجنت، الشركة المتخصصة في أرقام وبيانات الشركات الناشئة، ومقرها الإمارات.

وقالت ماجنت أن عدد الصفقات الاستثمارية في هذا المجال قفز من 4 صفقات فقط في 2016 إلى 29 صفقة في العام الماضي بقيمة إجمالية حوالي 20 مليون دولار أمريكي.

كورونا يأتي بالفرصة

يقول أحمد القلا عضو مجلس إدارة شركة القاهرة للاستثمار (CIRA)، وهي شركة متخصصة في تقديم الخدمات التعليمية في مصر وتملك عدد من المدارس، وكذلك الشريك في شركة الاستثمار الأمريكية (NFX Ventures) في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة، ان هذا النمو يرجع إلى ارتفاع فرص العوائد على الاستثمار في هذا المجال في الأسواق الناشئة.

وأضاف أحمد القلا أن التعليم عن بعد ازدهر مع أزمة كورونا وساهم ذلك في تبديد الكثير من المخاوف لدي أولياء الامور بخصوص التعليم الإلكتروني كما دفع العديد من المؤسسات التعليمية إلى الاستثمار في الأدوات التكنولوجية. 

 وقال أحمد: "أنفقت المدارس هذا العام لدعم التحول التكنولوجي أكثر بكثير مما كانت تنفقه في السابق. فمن الناحية الاستثمارية، هذا القطاع يشهد تمويل متزايد مما يعني نمو أكبر وربح أكبر. سيتسارع النمو في هذا الاتجاه في هذه المرحلة وما بعد انتهاء أزمة كورونا ليصل إلى نمو بنسبة 200-300% خلال 3-4 سنوات."

استثمارات جديدة

وبحسب تقرير ماجنت، احتلت مصر وتونس المرتبة الأولي من حيث عدد الصفقات في مجال تكنولوجيا التعليم وهم خمس صفقات بينما احتلت السعودية المرتبة الأولي من حيث قيمة الاستثمار حيث حصلت شركة نون أكاديمي السعودية المتخصصة في التعليم الإلكتروني العام الماضي على أكبر تمويل في هذا المجال في المنطقة والذي بلغت قيمته 8.6 مليون دولار. 

وقال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لنون محمد الضلعان في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من السعودية أن شركته حصلت أيضا الأسبوع الماضي على استثمار اخر بقيمة 13 مليون دولار من الصناديق الاستثمارية STV و NFX Ventures و شركة التركي القابضة.

خلفية عن STV  

صندوق رأس المال استثماري في الشرق الأوسط ومقره السعودية. بدأ العمل في 2018 ويستثمر في الشركات الناشئة العاملة في قطاع التكنولوجيا، بحسب صفحته على موقع لينكد إن.

خلفية عن شركة التركي القابضة

شركة متخصصة في الاستثمار والتنمية تم تأسيسها عام 1975 في السعودية، ولها أنشطة في مجالات مختلفة منها العقارات والبناء وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالإضافة إلى عدد من المجالات الصناعية في مصر والسعودية، بحسب صفحة الشركة على موقع لينكد إن.

وأضاف محمد الضلعان أن نون أضافت 3 مليون طالب إلى قاعدة عملائها خلال أزمة فيروس كورونا ليصبح عدد إجمالي الطلاب على المنصة 6 مليون.

وتوقع أحمد القلا أن الأعداد الكبيرة لدى نون ترشحها أن تصبح في خلال سنتين أو ثلاثة أول شركة في المنطقة في هذا المجال تصبح شركة عامة مدرجة في البورصة وأن يتم الاستحواذ عليها.

وحصلت OTO Courses، وهي شركة ناشئة مقرها القاهرة تقدم دروس أون لاين في اللغة الإنجليزية للأفراد وموظفي الشركات، على تمويل منذ أيام قليلة ولم يتم الإفصاح عن المبلغ، بحسب تصريح الشريك المؤسس أحمد بدر لزاوية عربي في اتصال هاتفي من القاهرة.

وقال أحمد بدر: "عانينا في البداية لإقناع الناس بالدراسة أون لاين ولكن ذلك تغير وأصبح الاتجاه نحو التعليم الإلكتروني وخاصة مع أزمة كورونا التي أقنعت الناس بإمكانية التعلم من المنزل بأفضل جودة وبسعر منافس.. شهدنا منذ بداية أزمة كورونا نمو شهريا بنسبة 16%."

التحديات

ولكن بالرغم من النمو السريع والطموحات الكبيرة، ما زالت صناعة التكنولوجيا التعليمية في المنطقة في بدايتها وتعاني من العديد من المشكلات، بحسب المستثمرين في تلك الشركات.

وقال أحمد القلا بأن أحد أكبر التحديات في هذا المجال هو الدفع الإلكتروني، خاصة وأن منصات التعليم الإلكتروني غالبا ما تستلم المدفوعات من الطلبة درس بدرس، على عكس المدارس التقليدية التي تستلم مصروفاتها مرة أو اثنين في العام. لذلك يلجأ المستخدمين إلى أنظمة الدفع الإلكتروني أو البطاقات الائتمانية وهو أمر غير ملائم لأن البنية التحتية للمدفوعات الإلكترونية وسهولة الوصول لها في المنطقة العربية ما زالت غير متطورة.

وأضاف "البيئة التشريعية كانت وما زالت معادية للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا التعليمية فهي في نظر القانون كيان غير مرخص فنحن نحتاج إلى التفكير في كيفية منح التراخيص لمنصات التعلم عن بعد. فاليوم هناك تراخيص تصدر لشركات النقل وشركات التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية ولكن ما زال غير معترف قانونيا بشركات التكنولوجيا التعليمية عبر الشرق الأوسط."

وأوضح أحمد القلا أن التراخيص مطلوبة أيضا لأنها تمنح الدولة الفرصة لمراقبة الجودة التعليمية وتحصيل الضرائب من الشركات.

واحدة من التحديات الأخري التي تشكل محل انتقاد للتعلم عن بعد هي غياب العنصر الاجتماعي في التعليم الذي يتيح الاندماج والتواصل مع الاخرين.

وقال محمد الضلعان أن نون حاولت التغلب على ذلك الاحتياج من خلال خاصيات في التطبيق تمكن الطالب من الدخول في تحديات ومسابقات وأسئلة جماعية مع أصدقائه ليصبح التعليم ممتع وتفاعلي.

وتوقع محمد أن يتم تبني تكنولوجيا التعليم "بشكل أسرع مما كان أي أحد يتخيل" وأن يكون هناك إقبال من العملاء على هذا المجال وأن يصبح للتعليم الإلكتروني ميزة استباقية أكثر من أي وقت مضى وأن هذا سيحرك الاستثمار خطوات للأمام.

(وقد عملت ياسمين سابقا كصحفية في موقع ومضة في الإمارات)

(تحرير: تميم عليان، للتواصل yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا