شهد شهر سبتمبر الماضي أقوى نمو للقطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية، في حين ظل نمو القطاع في الإمارات ثابت إلى حد ما، على نقيض الحال في مصر حيث واصل القطاع انكماشه للشهر ال10 على التوالي، لكن التفاؤل حول أداء القطاع سيطر على الشركات في الدول الثلاثة، بحسب ما أظهره مؤشر مديري المشتريات يوم الثلاثاء.

ويتتبع مؤشر مديري، التابع لمجموعة IHS Markit، أوضاع القطاع الخاص غير النفطي في بعض الدول من حيث 5 مؤشرات فرعية هي: الإنتاج، والطلبات الجديدة، ومواعيد تسليم الموردين، والتوظيف ومخزون المشتريات، ويشير المؤشر ككل إلى التوسع والنمو مقارنة بالشهر السابق إذا تجاوز 50، الانكماش إذا قل عن 50، والثبات عند 50 نقطة.

السعودية

نما القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية خلال شهر سبتمبر الماضي وشهد أكبر ارتفاع له منذ أن بدأ جمع البيانات قبل 12 عام، بحسب بيانات المؤشر الصادرة يوم الثلاثاء، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات من 54.1 نقطة في أغسطس إلى 58.6 نقطة الشهر الماضي، مدفوعا بنمو الطلبات الجديدة.

وقال ديفيد أوين الباحث الاقتصادي في مجموعة IHS Markit، في تقرير المؤشر، إن "الارتفاع القياسي في مؤشر مدراء المشتريات سيكون مشجع بشكل كبير للشركات السعودية"، مضيفا: "أظهرت القراءة الأخيرة أن الانتعاش الاقتصادي لديه القدرة على التحمل، وأن تخفيف إجراءات الوباء سيطلق موجات جديدة من الطلب".

وجاءت قراءة المؤشرات الفرعية كالآتي:

الطلبات الجديدة: نمت الطلبات الجديدة في القطاع الخاص غير النفطي في السعودية خلال سبتمبر لأول مرة في 3 أشهر، مع زيادة طلب العملاء المحليين في ظل تخفيف قيود السفر وعودة المزيد من العملاء إلى مكاتبهم، ورغم تراجع الطلبات الواردة من الخارج.

الإنتاج: زاد إنتاج القطاع في شهر سبتمبر واقترب من مستوى شهر مايو الذي كان الأعلى في 41 شهر.

مخزون المشتريات: زادت شركات القطاع من مخزوناتها من مستلزمات الإنتاج بشكل حاد خلال شهر سبتمبر.

وارتفعت تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع الأسعار ولجأت بعض الشركات إلى تمرير التكاليف المتزايدة إلى عملائها، حيث ارتفعت أسعار المنتجات للشهر السادس على التوالي.

مواعيد تسليم الموردين: قل التأخير في مواعيد تسليم الموردين، مما أدى إلى زيادة سرعة وصول مستلزمات الإنتاج.

التوظيف: ظل نمو التوظيف في القطاع ضعيف في سبتمبر، إذ أبلغت الشركات عن الاكتفاء بالأعداد الموجودة، وتراجعت نفقات التوظيف للشهر الثاني على التوالي. 

لكن أوين توقع أن تقوم الشركات بتعيين مزيد من الموظفين في الربع الأخير من العام مع ضغوط الطلب وتفاؤل الشركات.

التوقعات: تحسنت التوقعات حول نشاط القطاع في المستقبل إلى أقوى مستوياتها منذ بداية العام. 

الإمارات

ظل نمو القطاع الخاص غير النفطي في الإمارات ثابت إلى حد ما في سبتمبر، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات بشكل طفيف من 53.8 نقطة في أغسطس إلى 53.3 نقطة في سبتمبر، لكنه ظل في نطاق النمو، ليواصل بذلك القطاع سلسلة النمو التي بدأها في الأشهر الـ 10 الأخيرة.

وقال ديفيد أوين الباحث الاقتصادي في IHS Markits، في تقرير المؤشر، إنه "مع بداية معرض إكسبو 2020، يبدو الاقتصاد الإماراتي في حالة جيدة"، مضيفا أنه رغم انخفاض مؤشر مديري المشتريات "لكنه ظل يشير إلى تحسن قوي في ظروف الأعمال غير المنتجة  للنفط، حيث ظلت الشركات تشهد انتعاش في الطلب بعد الوباء".

قراءة المؤشرات الفرعية

الإنتاج: زاد إنتاج الشركات الإماراتية غير المنتجة للنفط بشكل كبير في سبتمبر، وكان مؤشر الإنتاج هو الأكثر تأثيرا على مؤشر مديري المشتريات الرئيسي، إذ شهد الإنتاج ارتفاع ملحوظ لكنه كان أضعف قليلا من أعلى مستوى في 25  شهر سجل في أغسطس.

الطلبات الجديدة: ارتفعت الطلبات الجديدة بقوة في سبتمبر، مدفوعة بإقبال العملاء في ظل استمرار التعافي والعقود الخاصة بإكسبو دبي 2020، كما أسهمت تخفيضات الأسعار في زيادة طلبات العملاء.

وقال أوين إن الشركات تتوقع ان "يزيد معرض إكسبو 2020 من حجم المبيعات في الأشهر المقبلة، مما يدعم انتعاش في توقعات الأعمال للمرة الأولى منذ شهر يونيو".

مخزونات المشتريات: زادت الشركات الإماراتية غير المنتجة للنفط من مخزونها في نهاية الربع الثالث، لكن بأضعف معدل منذ شهر مايو، وذلك خوفا من الإفراط في المخزون.

استمر ارتفاع أسعار المواد الخام في فرض ضغوط تصاعدية على تكاليف مستلزمات الإنتاج في شهر سبتمبر، لكنه كان الأقل في أربعة أشهر. وساعد تراجع معدل التضخم بعض الشركات على تقليل أسعارها.

مواعيد تسليم الموردين: تحسنت مواعيد تسليم الموردين بشكل طفيف في سبتمبر لتواصل تحسنها الذي بدأته في أغسطس.

التوظيف: تباطأ معدل خلق فرص العمل إلى مستوى هامشي، وإن كان قد تراجع من أعلى مستوى له في 43  شهر سجله في شهر أغسطس. 

التوقعات: تحسنت توقعات النشاط للعام المقبل بشكل طفيف في شهر سبتمبر، بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر في شهر أغسطس، وجاء هذا التفاؤل بفعل الانتعاش المتوقع في الطلب في ظل تخفيف قيود السفر المتعلقة بكوفيد-19 والتوقعات بزيادة المبيعات بسبب معرض إكسبو 2020. 

مصر

ازداد انكماش القطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر خلال سبتمبر بسبب انخفاض الإنتاج والطلبات الجديدة، إذ تراجع مؤشر مديري المشتريات من 49.8 نقطة في أغسطس إلى 48.9 في سبتمبر ليظل في نطاق الانكماش للشهر الـ 10 على التوالي، لكن عند أدنى مستوى في 4 أشهر.

قراءة المؤشرات الفرعية

الإنتاج: انخفض إنتاج الشركات المصرية غير المنتجة للنفط بشكل طفيف بنهاية الربع الثالث من العام بعد تحسن نسبي في أغسطس.

الطلبات الجديدة: انخفضت بشكل طفيف الطلبات الجديدة الواردة لشركات القطاع الخاص غير النفطي خلال سبتمبر نتيجة انخفاض طلب العملاء خاصة الأجانب وضعف الظروف الاقتصادية.

مخزونات المشتريات: اضطرت الشركات المصرية غير المنتجة للنفط  للشهر الثاني على التوالي إلى استنفاد مخزونها من المشتريات في سبتمبر لوجود صعوبات في شراء مستلزمات إنتاج جديدة بسبب النقص العالمي.

لكن نشاط الشراء ارتفع في محاولة لتحقيق التوازن الإجمالي للمخزونات، رغم تباطؤ وتيرة الزيادة من شهر أغسطس. 

وفي الوقت نفسه ارتفعت أسعار المواد الخام في سبتمبر، مع تسارع تضخم تكلفة الشراء إلى أسرع معدل في فترة أقل بقليل من ثلاث سنوات، وقامت شركات بتمرير تكاليف مستلزمات الإنتاج المتزايدة إلى عملائها.

مواعيد تسليم الموردين: تحسنت مواعيد تسليم مستلزمات الإنتاج بوتيرة قياسية جديدة في سبتمبر، بسبب الطلب المتزايد على الموردين. 

التوظيف: ارتفعت أعداد الموظفين في الشركات للشهر الثالث على التوالي خلال سبتمبر، رغم أن معدل خلق الوظائف ظل معتدل حيث وجدت بعض الشركات صعوبات في إيجاد بدائل للموظفين، لكن أعداد الموظفين كانت كافية إلى حد ما لتلبية الطلبات الجديدة.

التوقعات: زادت ثقة شركات القطاع غير المنتج للنفط في أن النشاط سيتحسن خلال العام المقبل إلى أعلى مستوى مسجل منذ أن بدأت هذه السلسلة تحديدا في شهر أبريل 2012، في ظل زيادة معدل التطعيم في مصر وتخفيف إجراءات السفر حول العالم لدعم النشاط السياحي. 

 

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل:yasmine.saleh@refinitiv.com) 

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام