27 06 2016

أكدت البنوك المحلية عدم انكشافها على أي عمليات مصرفية أو إستثمارات بالجنيه الإسترليني، وكشف عدد من المسؤولين المصرفيين وخبراء المال أن أكثر من 97% من استثمارات البنوك بالخارج بالدولار الأمريكي، والنسبة المتبقية بسلة عملات مختلفة، موضحين أن الودائع والقروض الخارجية للبنوك المحلية مقومة بالدولار الأمريكي، وليس بالجنيه الإسترليني أو اليورو.

مصرف قطر المركزي: الإحتياطيات الدولية لدى قطر مقومة بالدولار والذهب

وشددوا على أن البنوك المحلية بدأت إجراءات احترازية للتعامل بالجنيه الإسترليني بعد تراجعه الكبير في الأسواق العالمية، وأوضح مسؤولين مصرفيين استمرار التعاملات المصرفية العادية في فروع البنوك المحلية التي لديها فروع في بريطانيا أو مكاتب تمثيل، حيث تقدم هذه الفروع خدماتها المصرفية سواء إسلامية أو تقليدية وفقا للنظم المصرفية البريطانية، ولم تشهد أي تراجع في هذه العمليات المصرفية خلال اليومين الماضيين.

من جانب آخر أكدت مصادر بمصرف قطر المركزي أن الاحتياطيات الدولية لدى قطر مقومة بالدولار الأمريكي وتصل قيمتها حاليا إلى حوالي 130 مليار ريال وتتضمن 87.5 مليار ريال استثمارات في سندات وأذونات خزينة أجنبية، و 40.1 مليار ريال أرصدة لدى البنوك الأجنبية و 2.5 مليار ريال رصيد الذهب، إضافة إلى 1.4 مليار ريال ودائع حقوق السحب الخاصة، وحوالي 10 ملايين ريال حصة قطر لدى صندوق النقد الدولي، وقالت المصادر إن نسبة الاحتياطي بالجنيه الإسترليني واليورو ضعيفة جدا ولا تمثل أي تهديد لهذا الاحتياطي، وأضافت أن تراجع الإسترليني لا يمثل أي مشكلة لهذا الاحتياطي.

ويؤكد الخبير المالي إبراهيم الحاج عيد أن البنوك المحلية وضعها المالي قوي ومراكزها جيدة، وهناك عدد محدود منها لديه فروع واستثمارات في بريطانيا، ولكن عملياتها المصرفية تتم بشكل طبيعي، ويضيف أن غالبية عمليات البنوك المحلية بالخارج مثل الاستثمارات وصناديق الاستثمار في الأسهم والسندات والصكوك تتم بالدولار الأمريكي وليس باليورو أو بالجنيه الإسترليني.

وأضاف أن حرب العملات التي تدور حاليا بعيدة عن البنوك المحلية التي تتعامل في معظم عملياتها الدولية بالدولار الأمريكي.. مشيراً إلى أن خروج بريطانيا من منطقة اليورو وتراجع العملات الرئيسية في العالم يؤكد أهمية استمرار ربط الريال القطري بالدولار الأمريكي، في ظل هذه الصراعات الاقتصادية.

من جانبه يؤكد الدكتور السيد الصيفي الخبير الاقتصادي أن الخسارة الرئيسية من تراجع الإسترليني ستكون للصناديق السيادية التي تستثمر بالجنيه الإسترليني واليورو، وليس البنوك التي تتعامل في غالبية أنشطتها بالدولار الأمريكي.

مسؤولون: البنوك بعيدة عن حرب العملات ولكن لا بد من إجراءات احترازية

وأكد الصيفي أن هناك حرب عملات تدور حاليا بين الدول الإقتصادية الكبرى، وتدفع ثمنها دول أخرى ليس لها علاقة بهذه الحرب الاقتصادية، مشيراً إلى أن هناك ترقبا وقلقا كبيرا في الأسواق العالمية في الوقت الراهن، خاصة بعد هبوط أسعار النفط بسبب هذا الوضع وتداعيات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.

ويضيف الصيفي أن الخوف حاليا يتجه إلى حدوث انكماش عالمي، بعد الانتعاش الملحوظ الذي شهده العالم في الفترة الأخيرة وارتفاع أسعار النفط، والخوف الكبير من حدوث نكسة لأسعار النفط، وكلها عوامل تزيد من حالة الترقب في الأسواق العالمية والإقليمية.

وحول وضع البنوك المحلية يوضح الصيفي أن حوالي 95 % من عمليات البنوك بالخارج تقوم على الدولار، والنسبة الباقية لسلة عملات تتضمن الإسترليني واليورو والعملتين الصينية واليابانية، وبالتالي ليس هناك تخوف على البنوك المحلية، فالودائع والقروض التي تتعامل بها في الخارج تتم أيضا بالدولار.

ويوضح أن الأزمة الحالية ستقضي تماما على الاراء التي تطالب بفك الارتباط بين العملة المحلية والدولار، سواء في منطقة الخليج أو الدول التي تربط عملتها بالدولار، مضيفا أن الأزمة الحالية تتطلب من البنوك اتخاذ إجراءات احترازية ودراسة الأسواق الأجنبية، والتعامل بحذر حاليا مع أي عمليات بالإسترليني واليورو.

© Al Sharq 2016