11 07 2016

يعد الاندماج المصرفي احدى الوسائل الكفيلة بترصين الملاءة المالية للبنوك وهو وسيلة مهمة ايضا لمبادئ الحوكمة الرصينة والادارة الرشيدة لها.

هناك تجارب عالمية وفي دول متقدمة انتهجت هذا الاسلوب اي الاندماج المصرفي ليس لعجزها المالي انما لترصين قوتها التنافسية في السوق وذلك من خلال تبادل الاراء والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والمتوفرة فيها لتكمل النصاب الفني.

لفت انتباهي خبر قرأته على احد المواقع الاقتصادية مفاده ان بنكي « الخليج الاول» و»ابوظبي الوطني» قد اتفقا على الاندماج، وهناك توقع بإمكانية اندماج «بنك دبي التجاري» مع «بنك الاتحاد الوطني» السؤال هل ان هذه البنوك لاتمتلك ملاءة مالية كي تستمر في تقديم خدماتها في السوق المالي؟

الجواب قطعا كلا لانها من البنوك العريقة لكنها وجدت في الاندماج اهمية كبيرة في تحقيق منافسة قوية مع البنوك العالمية وحتى المحلية وصلاح لسياسته البنكية المختلفة.

اجد في هذا الاندماج رسالة مهمة وشفافة لاهمية تعميق ثقافة الاندماج لدينا هنا في العراق، اسوق هذا المثال لان بنوكنا غير مقتنعة بالاندماج لقصور الفهم في عملية ديمومة العمل المصرفي في السوق.

اعتقد ان منهج الاندماج الذي لطالما دعا اليه البنك المركزي هو الاهم في تطبيقاته هنا في العراق لانقاذ البنوك التي لاتقوى على المنافسة فانهارت بعضها بما ادى الى فرض الوصايا عليها لافلاسها.

اجد هنا ان من واجب رابطة المصارف الاضطلاع بدور مهم لترجمة الرسالة انفة الذكر عبر برنامج ارشادي بالتعاون مع البنك المركزي.

وعلينا ان نجرب الاندماج بين المصارف المقتنعة بهذا الاسلوب والتجربة خير من ألف برهان وعند ذاك سنتلمس الفائدة  وسنتابع لنرى النتائج.

ولعل السبب في هذا الاختيار هو ضعف الادارة المصرفية من جهة وتشبث البعض من مجالس الادارات بتمشية الامور وفق اهوائها للاسف وكذلك ضعف الملاءة المالية لديها حيث لن تتمكن من رفع رؤوس اموالها بما تطلبته المرحلة ولسوء ادارة المخاطر ونقص السيولة التي تسببت بانهيار بعضها. ان حل مشكلة المصارف المتعثرة تكمن بالاندماج وبعكسه ستبقى متلكئة رغم جميع المحاولات.

© Al Sabaah 2016