03 06 2016

بلغت 450 مليار دولارالعام الماضي عالمياً

توقع خبراء في مجال مكافحة الاحتيال أن يصل حجم الخسائر الاقتصادية بسبب الهجمات الالكترونية وبرامج التجسس والاحتيال إلى 3 تريليونات دولار عالميا بحلول عام 2020.

في حال لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة لمواجهة هجمات القرصنة الإلكترونية، فيما اشارت البيانات إلى أن مثل هذه الهجمات الإلكترونية حول العالم تسببت بخسائر اقتصادية قُدرت بنحو 450 مليار دولار بنهاية العام الماضي 2015.

وشهدت الآونة الأخيرة تزايدا كبيرا في حدة الهجمات الإلكترونية التي استهدفت دول في منطقة الشرق الأوسط عموما والدول الخليجية بصفة خاصة، بحسب معلومات أوردها مؤتمر حول مكافحة الاحتيال الإلكتروني استضافته دبي مؤخرا.

وشهدت دول الخليج في السنوات الأخيرة سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عدداً من القطاعات الرئيسية والبنى التحتية الحيوية. وقدم تقرير لشركة «فاير آي» حول التهديدات الإلكترونية المتقدمة الإقليمية لمناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لمحة حول مشهد «الهجمات المتقدمة المستمرة» التي تستهدف شبكات الكمبيوتر والتي تم اكتشافها خلال النصف الثاني من العام 2015.

وأدت التغيرات في الظروف المالية والجيوسياسية والاقتصادية في جعل 2015 عاماً مزدحماً بالمستجدات في المنطقة، وخصوصاً في مجال التهديدات الإلكترونية. وبمقارنة النصف الثاني من عام 2015 مع النصف الأول، تمكنت «فاير آي» من التعرف على مستوى التطور الكبير الذي وصل إليه مشهد التهديدات الإلكترونية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أثناء رصد اتجاهات الهجمات الإلكترونية المتغيرة.

تحذيرات

وأشار التقرير إلى تضاعف عدد التحذيرات من الهجمات الإلكترونية في دول الخليج خلال عام 2015، تزامناً مع تسجيل زيادة ملفتة لتلك الهجمات خلال النصف الثاني من العام. كما أظهر ارتفاع أنشطة الكشف عن البرمجيات الخبيثة الموجهة بوحدات الماكرو في دول الخليج خلال النصف الثاني من عام 2015. ويواصل مجرمو الإنترنت الاستفادة من مستندات مايكروسوفت اوفيس المدمجة في وحدات الماكرو لدس حمولات البرمجيات الخبيثة.

برمجيات الفدية

ولاتزال برمجيات الفدية الخبيثة تشكل تهديداً للشركات، لا سيما وأن دورة حياة هذه البرمجية قصيرة جداً، الأمر الذي يجعل التصدي لها باستخدام أقوى الدفاعات الفعالة تحدياً بارزاً بالنسبة للعديد من الشركات. وتشير الأدلة التي يبيّنها التقرير إلى أن التغيرات الجيوسياسية والمالية والاقتصادية التي نشهدها في عالمنا الحقيقي تنعكس في الفضاء الإلكتروني أيضاً.

فالتغييرات التي طرأت على مشهد التهديدات الإلكترونية بين النصف الأول والنصف الثاني من عام 2015 لا يستهان بها، مما يدل مجدداً على السرعة التي يتم تشغيل هذه الهجمات بموجبها.

وقال ريتشارد تيرنر، رئيس «فاير آي» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: لاحظنا على مر السنين بأن التطورات التي تحدث في عالمنا الفعلي تتكرر بنفس السيناريو في الفضاء الإلكتروني، ولم يكن العام 2015 استثناءً من ذلك. ومع استمرار نمو الهجمات الإلكترونية بمعدل ينذر بالخطر، سرعان ما ستظهر الحلول الأمنية التقليدية على أنها عديمة الجدوى وغير كافية للوفاء بالمتطلبات الأمنية على المدى الطويل. قدرات وتعقيد

ويحقق مجرمو الإنترنت، الذين يعملون بدافع أهداف خبيثة عديدة تقدماً متسارعاً من حيث القدرات ومستوى التعقيد لسرقة المزيد من المعلومات، ومن ضمنها البيانات الشخصية واستراتيجيات الأعمال.

وذلك من أجل اكتساب ميزة تنافسية أو إضعاف الثقة في الكفاءة التشغيلية. وبالتطلع نحو المستقبل، تتوقع «فاير آي» أن تصبح هجمات البرمجيات الخبيثة التي تستهدف شركات في دول الخليج ذات تأثير تخريبي أكبر نظراً لقيام المهاجمين بتعديل أو تدمير البيانات المستهدفة.

وأشار التقرير إلى أنه في ضوء هذه التطورات، من الأفضل للشركات اتخاذ سلسلة من الخطوات لحماية نفسها من مخاطر التعرض للجيل الأحدث من التهديدات الإلكترونية الناشئة منها التوقع الدائم بأن تكون تلك الشركات مستهدفة وبأنه من الممكن تخطي حدود الضوابط الأمنية المتوفرة لديها. وعليها التأكد دائماً بأن ليس هناك أي كيان تجاري بمنأى عن هجمات قراصنة الإنترنت.

وكذلك وضع إطار عمل خاص بالمخاطر ذات الصلة بالإنترنت بحيث يوفر لها دعماً ورعاية على مستوى مجلس الإدارة. كما يجب الحصول على منصة استخبارات التهديدات الأنسب من أجل تحسين قدرات الكشف عن الهجمات المحتملة من خلال أجهزة الاستشعار الخاصة بتلك الشركات.

استجابة

من الضروري إنشاء خدمة الاستجابة للحوادث الطارئة وإدارتها، والتي من شأنها تمكين الشركات من اكتشاف والتفاعل مع الهجمات بالسرعة الممكنة وبالتالي التخفيف من تداعيات حالة الاختراق الأمني قدر ما أمكن. وتسخير التكنولوجيا المناسبة القادرة على تحديد واكتشاف هذه التهديدات الجديدة.

© البيان 2016