09 07 2018
تتطلب المرحلة الاقتصادية المقبلة اعتماد خطط وتبني ستراتيجيات موجهة لزيادة وعي الجمهور بشأن التداول بالاصول غير الثابتة، فضلا عن نشر ثقافة الاستثمار بالاسهم والتعريف بآليات تداولها في سوق العراق للاوراق المالية، لان دور البورصة مهم في اقتصاديات دول العالم المختلفة لتحديد نشاط القطاعات المختلفة ورسم دورها في اقتصادات بلدانها، ما يبين ضرورة تحرك القائمين على الملف الاقتصادي في البلد لهذا الجانب.الأصول الثابتة
ورأى الباحث الاقتصادي فراس عامر ان السبب في تراجع اقبال او احجام المواطنين عن دخول سوق الاسهم الى شيوع فكرة أن شراء الاصول الثابتة افضل بكثير من الاستثمار في بيع وشراء الاسهم في البورصة، كنتيجة لضعف ثقافة التداول بسندات واسهم الشركات في سوق الاوراق المالية.
والأصول الثابتة، المعروفة أيضا باسم الأصول غير المتداولة أو باسم الممتلكات والمصانع والمعدات (PP&E)، عبارة عن مصطلح يستخدم في المحاسبة للإشارة إلى الأصول والممتلكات التي لا يمكن تحويلها بسهولة إلى نقود، ويمكن مقارنة ذلك بالأصول المتداولة مثل النقد أو الحسابات البنكية، والتي يمكن وصفها على أنها أصول سائلة.
اسعار الاسهم
وأضاف عامر في حديث لـ"الصباح" ان "المرحلة تتطلب خطوات جديدة يجب اتخاذها لتنشيط الاستثمار غير المباشر في العراق منها ضرورة اعادة النظر باسعار الاسهم المقومة حاليا بالدينار الواحد أو اجزائه ونسبة الارباح السنوية او الفصلية المتحققة بما يتناسب مع مدة التداول في البورصة كونه من اهم العوامل التي تعزز اداء سوق العراق للاوراق المالية".
وبحسب مراقبين، فان ضعف مبالغ الارباح المتحققة جراء تداولهم الاسهم بيعا وشراء يعد احد اسباب عزوف الجمهور عن الاستثمار غير المباشر في سوق العراق للاوراق المالية، الى جانب ضعف الوعي وقلة الخبرة في هذا المجال.
الموجودات الفعلية
وقال الاستشاري المختص في البورصة محمود منذر لـ «الصباح»: إن "اسعار الاسهم للشركات بصورة عامة يحددها نشاطها وموجوداتها الفعلية الى جانب رؤوس أموالها، مبينا ان الواقع الاقتصادي للبلد اسهم بشكل كبير بتراجع اداء البورصة من خلال تأثر الشركات الصناعية الانتاجية بشكل واضح بالظروف التي شهدها العراق في تسعينيات القرن الماضي واستمرار تأثيراتها حتى الان في اسعار الاسهم المتداولة".
وجاء في المادة (13) من التعليمات التنظيمية لتداول الاوراق المالية في سوق العراق رقم (74) لسنة 2004 "يتم رفع او خفض سعر اوامر البيع والشراء بـ (50) فلسا او مضاعفاتها".
واشار الى ان "هناك شركات لاتزال اسعار اسهمها دون الدينار الواحد في حين توجد شركات اخرى تبلغ اسعار اسهمها اربعة دنانير"، مؤكدا ان "احد ابرز اسباب امتناع الجمهور عن الاستثمار في البورصة هو تدني هذه الاسعار"، مشيرا الى ان "المعروض من الاسهم اكبر بكثير من المطلوب"، مبينا انه "جاء نتيجة زيادة رؤوس اموال المصارف الى 250 مليار دينار عاكسا بذلك الاثر السلبي في اسعار الاسهم".
وبين ان "سعر السهم في البورصة غير مشجع"، داعيا الى "اعادة النظر فيه بما ينسجم ومستوى الطموح"، فضلا عن ان "زيادته ستسهم في اجتذاب اكبر عدد من المستثمرين سواء كانوا محليين او اجانب".
وكشف منذر عن ان "الاكتتاب الان يعد افضل استثمار باعتباره مضمون الربح وباقل المخاطر".
حملات تعريفية
وتتأكد الحاجة يوما بعد اخر الى القيام بحملات تعريفية مركزة لنشر ثقافة البورصة بين الجمهور ودعوتهم الى الاستثمار فيها لتعزيز اداء البورصة العراقية والوصول بها الى مستوى الطموح، في وقت يظهر وجود مستثمرين غير عراقيين يتداولون بطريقة سلسة جدا وهم في بلدانهم طول انعقاد جلسات التداول اليومية التي تبلغ 3 ساعات.
وتعمل حاليا أكثر من 40 شركة وساطة مالية منتشرة في بغداد تقوم بدور الوسيط بين المستثمرين والبورصة حيث تقوم هذه الشركات بتلقي الأوامر من المستثمرين بالبيع أو الشراء وتنفيذها في البورصة فلا يمكنك ان تستثمر في البورصة، إلا من خلال تلك الشركات المالية التي تختص بانظمة التداول في البورصة، وتقديم الاستشارات اللازمة للعمل في سوق المال.
© Al Sabaah 2018







