من يخلف ليز تراس هو سؤال الساعة منذ إعلان تراس استقالتها نهاية الأسبوع الماضي بعد أقل من شهرين على تعيينها، وذلك لعدم قدرتها على الوفاء بالمهمة التي انتُخبت لأجلها، على حد قولها. 

وكانت فترة تراس هي أقصر ولاية لرئيس وزراء في بريطانيا إذ استمرت نحو 45 يوم، وللمفارقة فقد شهدت في ثاني أيام تعيينها وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية التي تعد أطول من جلس على عرش المملكة المتحدة.

أسماء عدة ترددت لتخلف تراس في منصبها، في الانتخابات المزمع تنظيمها بحزب المحافظين، وهو الحزب الحاكم الذي فاز بانتخابات عام 2019. ويجب أن يحظى كل مرشح بدعم 100 صوت على الأقل من النواب المحافظين بالبرلمان بحلول صباح يوم الاثنين ليخوض السباق، وفي حال وصول مرشح واحد لأكثر من 100 صوت سيتم إعلان فوزه.

وكان من أعلنوا ترشحهم هم: بيني موردونت وزيرة العلاقات العامة مع البرلمان، وريتشي سوناك وزير المالية المستقيل من حكومة بوريس جونسون. 

بوريس جونسون ينسحب

بعد ترقب لموقف بوريس جونسون رئيس الوزراء الأسبق، الذي مضى على تركه منصبه 3 أشهر فقط، أعلن جونسون مساء الأحد عزمه عدم التنافس على زعامة حزب المحافظين والحكومة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام بريطانية.

وجاء إعلان جونسون بعد حصوله على دعم علني من نحو 60 صوت فقط بحلول مساء الأحد، فيما كان يحتاج إلى 100 صوت، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وقال جونسون إنه يمتلك الدعم اللازم ليصبح مرشح، لكنه قرر عدم الترشح لأن "هذا ببساطة قد لا يكون الأمر الصائب فعله"، لأنه "لا يمكن أن تحكم بفاعلية ما لم تمتلك حزب متحد في البرلمان".

وكان جونسون تنحى عن منصبه في يوليو الماضي بعد تكثيف الضغوط عليه، وشمل ذلك تصويت بسحب الثقة منه، واستقالات وزارية قاربت الـ 60، وذلك على خلفية اكتشاف غضه الطرف عن اتهامات التحرش الجنسي ضد كريس بينشر، ومن ثم تعيينه نائب لرئيس لجنة فرض الانضباط بين أعضاء البرلمان من حزب المحافظين.

كما واجه جونسون اتهامات بخرق الإجراءات المفروضة لمواجهة تفشي كوفيد-19 بحضوره حفلات وقت الإغلاق، وكان ضمن من تم تغريمهم بسبب الحفلات غير القانونية، بما في ذلك، بحسب بي بي سي، حفل عيد ميلاده.

ورغم ذلك، أعرب جونسون في ظهور له في يوليو أنه يفكر بالفعل في العودة. لكن كثيرا من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين يعارضون جونسون بشدة، بحسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية يوم الجمعة.

وعلى الرغم من تنافسهما على منصب رئيس حزب المحافظين وبالتالي رئيس الوزراء، إلا أن سوناك وموردونت يتشاركان في خلافتهما مع جونسون. وكان جونسون أقال موردونت من منصب وزيرة الدفاع بحكومته في يوليو 2019 بعد فترة وجيزة من توليه رئاسة الحكومة بعدما أيدت منافسه جيريمي هانت في انتخابات قيادة الحزب، بحسب تقارير إعلامية.

فيما يُنظر إلى سوناك على أنه أحد قادة التمرد على جونسون بعد استقالته من حكومته في يوليو الماضي، كما أن كلاهما كان مرشح قوي في الانتخابات على زعامة حزب المحافظين.

وفي حالة وصول 3 مرشحين لأكثر من 100 صوت سيتم التصويت من قبل النواب المحافظين واستبعاد المرشح صاحب الأصوات الأقل وإجراء الاقتراع بين الإثنين المتبقيين وإعلان الفائز يوم 28 أكتوبر الجاري، بحسب الموقع الإلكتروني للحزب المحافظ.

ووفق حسابات بي بي سي في تقرير لها يوم الأحد، فقد حصلت موردونت على الدعم العلني من 24 نائب، فيما يصل عدد داعمي سوناك إلى 126 عضو، بينما يبلغ عدد من يدعمون جونسون 57 نائب.

وبحسب استطلاع رأي لمؤسسة يوجوف المعنية بالاستطلاعات، فإن 43% يرون أن سوناك قد يكون رئيس وزراء جيد، فيما يعتقد 34% الأمر نفسه بالنسبة لجونسون، بحسب تقرير فاينانشيال تايمز.

ماذا نعرف عن أبرز من قد يخلفوا تراس؟

 ريتشي سوناك 

"المملكة المتحدة دولة عظيمة، لكننا نواجه أزمة اقتصادية عميقة. لهذا أترشح لأكون زعيم حزب المحافظين ورئيس وزرائكم المقبل. أرغب في إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا" بهذه الكلمات أعلن سوناك ذو الأصول الهندية ترشحه لانتخابات قيادة حزب المحافظين يوم الأحد عبر تويتر.

وفي يوليو 2019 تم تعيين سوناك في الخزانة حيث كان مسؤول عن الإنفاق العام. وفي فبراير 2020 أصبح وزير للمالية، وظل في منصبه حتى يوليو 2022 حينما استقال منه، بحسب موقعه الإلكتروني وسيرته الذاتية على موقع الحكومة البريطانية.

وفي السباق الانتخابي لإيجاد خليفة لجونسون في سبتمبر الماضي، خسر سوناك أمام تراس.

بيني موردونت 

"أعلن ترشحي لزعامة حزب المحافظين ورئاسة وزرائكم لتوحيد بلدنا، والوفاء بتعهداتنا والفوز في الانتخابات العامة المقبلة"، هكذا أعلنت موردونت ترشحها للتنافس على رئاسة حزب المحافظين عبر تويتر، وكانت أول شخص يعلن ذلك بعد إعلان تراس الاستقالة.

وموردونت هي عضوة بالبرلمان منذ عام 2010، وباتت أول وزيرة دفاع في المملكة المتحدة عام 2019، وفي عام 2017 شغلت منصب وزيرة التنمية الدولية، وقبلها تولت في عام 2015 منصب وزيرة القوات المسلحة، وكانت أول امرأة تشغله، بحسب سيرتها الذاتية على موقع الحكومة البريطانية.

وتولت موردونت العديد من المناصب الوزارية الأخرى، وتشغل حاليا منصب وزيرة العلاقات مع البرلمان، وجاءت في المركز الثالث في الانتخابات الأخيرة للتنافس على قيادة الحزب والحكومة.


(إعداد: أماني رضوان، تحرير: مريم عبدالغني، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا