لا صوت يعلو بين جمهور السينما وعشاقها في المنطقة العربية فوق صوت فيلم "باربي" الآن المأخوذ عن الدمية الشهيرة التي يمر هذا العام 64 عام على تصميمها بسبب الجدل الشديد الذي يحدثه الفيلم في المنطقة العربية.

عدد من الدول العربية تعاملت معه باعتباره قنبلة موقوتة تهدد المجتمعات وبنائها، فدولة مثل الكويت منعت عرضه ولبنان في الطريق لذلك بينما دول أخرى مثل الإمارات ومصر والسعودية والبحرين تعرضه بتصنيف عمري.

فبحسب لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية بالكويت، جاء القرار بحجة منع كل ما يخدش الآداب العامة ويحرض على مخالفة العادات والتقاليد، فيما أصدر وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى بيان هذا الشهر أوضح فيه أن فيلم "باربي"  يتعارض مع القيم الدينية ويهدد كيان الأسرة بالتشكيك بضرورة الزواج وتصويره باعتباره عائق أمام تطور الفرد ورفض وصاية الأب وتسخيف دور الأم  كما أنه يروج للشذوذ والتحول الجنسي.

وانطلقت عروض الفيلم  بالسعودية والإمارات والبحرين يوم الخميس 10 أغسطس الجاري بتصنيف عمري +15.

وفي مصر بعد سلسلة من المداولات  كان القرار بالعرض بتصنيف عمري +12، وانطلقت عروضه يوم الجمعة الموافق 11 أغسطس الجاري.  وجاء هذا رغم الإعلان  مسبقا عن عرض الفيلم نهاية الشهر الجاري في عدة دول عربية، رغم أنه كان من المتوقع عرضه في يوليو الماضي بالتوازي مع عرضه عالميا وهو ما لم يحدث نتيجة الضجة التي صاحبته والارتباك حول تحديد مصيره  بالعرض أم المنع.

30 شاشة هي مجموع الشاشات التي تعرض الفيلم حاليا داخل مصر، التي تعد هوليوود الشرق فيما يعرض في الإمارات والسعودية والبحرين في أغلب السينمات وبعدد كبير من الحفلات.

وفي حفل العاشرة صباح اليوم الأول للعرض كانت المولات التجارية الكبرى في مصر تستقبل رواد الفيلم وجمهوره  حيث حرصت عدد من الفتيات على الحضور بملابس يغلب عليها اللون الوردي وهو اللون التقليدي للدمية "باربي". وارتدى كذلك عدد من زوار ومنظمي الفيلم - من الرجال والنساء - نفس اللون في عدة مولات بدبي في الأسبوع الأول من عرض الفيلم.  

الضجة = فلوس

الضجة التي أحدثها "باربي" ستؤتي بثمارها في إيراداته العربية والتي من المتوقع أن تكسر حاجز الأرقام القياسية السابقة للأفلام الأجنبية كما ستتأثر بها بلا شك إيرادات الأفلام العربية التي استقبلتها الشاشات مؤخرا حيث تراجعت إيراداتها بشكل كبير بالفعل بعد أسبوع فقط من عرض "باربي".

 حيث لم تحقق 8 أفلام مصرية حديثة مجتمعة لنجوم مثل محمد هنيدي ومحمد رمضان وكريم عبد العزيز وأمير كرارة وتامر حسني في إيرادات يوم الأحد 13 أغسطس - بعد 48 ساعة على عرض باربي في مصر - سوى 1.9 مليون جنيه أو ما يعادل 61 ألف دولار.  بينما حقق فيلم  "مطرح مطروح" لمحمود حميدة  998 جنيه فقط أي ما يوازي 30 دولار.

من المتوقع أن تزداد نسب مشاهدة باربي أكثر وأكثر، ويبدو أنه لن تحول قرارات المنع بينه وبين الجمهور العربي خاصة مع انتشار المنصات الإلكترونية والتي ستكون بوابة أخرى لتمرير الفيلم بعد رفعه من دور العرض السينمائي.

وسنترك للمشاهد القرار فيما كان الفيلم يدعو لكل ما اتهم به أم كما تحدث بعض مؤيديه يدعو لإعادة النظر في دور ووضع المرأة والرجل في المجتمع. 

ولكن سيبقى غريبا وغير مألوفا - وقد يكون نقطة قوة للفيلم - أن يحدث فيلم قائم على نموذج امرأه ثارت ضده الحركات النسوية عبر عقود مثل هذا الزخم والحديث عن "الجندر" ووضع النساء.

 

(إعداد: أحمد النجار، عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما )  

#مقالرأي

(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)