تعتزم أفيرما كابيتال للاستثمار المباشر إطلاق صندوق استثماري خاص بمصر، في وقت يزداد فيه اهتمام المستثمرين الأجانب بالاستحواذ على حصص في شركات مصرية ناجحة.

و"أفيرما كابيتال" هي شركة أسهم خاصة مستقلة تركز على الأسواق الناشئة وتدير أصول تزيد عن 3.5 مليار دولار لعملاء عالميين وصناديق الثروة السيادية.
" الوضع في مصر قد يبدو سلبي إذا نظرنا للعناوين، لكن إذا تعمقنا في التفاصيل نجد أن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي من رفع سعر الفائدة وخفض قيمة الجنيه ستزيد من تدفقات العملة الأجنبية إلى مصر،" بحسب ماقاله تيمور لبيب، الشريك المؤسس في أفيرما كابيتال في  حوار مع زاوية عربي.

وقال لبيب أن بعض المستثمرين الأجانب ربما كانوا في انتظار انخفاض قيمة الجنيه حتى يضخوا أموالهم داخل مصر، مضيفًا أن شركته قيّمت "أكثر من 40 فرصة استثمار جدية" في قطاعات تشمل "الرعاية الصحية والتعليم والاستهلاك والتكنولوجيا،" وغيرها.

 كما أفصح عن اهتمام شركته بالمشاركة في برنامج طرح الشركات العامة في البورصة التي تنوي الحكومة المصرية استئنافه في سبتمبر.

ونفذت صناديق وشركات خليجية في الشهور القليلة الماضية استحواذات كبرى على حصص في مؤسسات مصرية مستغلة انخفاض أسعارها بالمقارنة بأصول أخرى في المنطقة.

وكان أبرز هذه الصفقات شراء ADQ-القابضة الإماراتية أسهم بقيمة نحو 2 مليار دولار في 5 شركات مصرية منها البنك التجاري الدولي، أكبر بنك خاص في البلاد، وأبو قير للأسمدة و الإسكندرية للحاويات.

وأطلقت الحكومة المصرية الشهر الحالي مبادرة أسمتها "وثيقة ملكية الدولة"، حددت فيها خطة للتخارج من بعض المشاريع بهدف إفساح المجال أمام القطاع الخاص. كما تستهدف السلطات اجتذاب استثمارات أجنبية لدعم رصيدها من العملة الصعبة، والذي تأثر بخروج مليارات الدولارات من سوق الدين المحلي بعد ارتفاع أسعار الفائدة ومعدلات التضخم حول العالم.

واستثمرت أفيرما كابيتال للمرة الأولى في مصر نهاية 2020 عندما اشترت حصة أقلية في شركة "نرهادو" الدولية للأدوية والمكمّلات الغذائية مقابل نحو 20 مليون دولار.
وذكر لبيب أن الوعود التي حصلت عليها مصر من صناديق الثروة السيادية في السعودية والإمارات وقطر المقدرة بـ17 مليار دولار، تعد تصويت بالثقة في الاقتصاد المصري والإجراءات الإصلاحية المختلفة التي تبنتها الحكومة لخلق بيئة استثمار مناسبة.

نشاط ملحوظ رغم الحرب

وحول الصفقات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال لبيب إن هناك نشاط ملحوظ ناتج عن سعي الشركات والمؤسسات الدخول في شراكات مع مستثمرين ماليين ولاعبين استراتيجيين ليرتقوا بأعمالهم، وذلك رغم الأوضاع العالمية.
وأوضح أن الصفقات في كافة القطاعات كانت نشيطة، ولكن بشكل ملحوظ أكثر في الرعاية الصحة والاستهلاك والتكنولوجيا، وأنه منذ جائحة كورونا أعطت صناديق الثروة السيادية الإقليمية المنطقة أولوية كبيرة، حيث "يستثمرون بذكاء في قطاعات ودول بعينها."

أضاف لبيب أن أفيرما كابيتال لديها خطط قوية للاستثمار في السعودية، إلا أنه لم يذكر تفاصيل تلك الخطط، كذلك أيضًا في الإمارات، التي يوجد بها مقر الشركة، والتي تتمتع بزخم إيجابي بسبب استيعاب تداعيات كورونا ونجاح إكسبو وارتفاع أسعار النفط وتعافي قطاع العقارات، على حد قوله.

(إعداد: أماني رضوان، للتواصل: ahmed.feteha@lseg.com)

#أخباراقتصادية

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا