انتشر مؤخراً نشاط التأمين التعاوني في العديد من دول العالم بغض النظر ان كانت دول إسلامية أم لا.  ولا يزال هناك مساحة للنمو حيث بدأ يفضل الكثير من الناس الخدمات المالية المطابقة للشريعة الإسلامية وسنعرف لماذا بعد قليل. 

من ضمن هذه الخدمات "التأمين التعاوني" وكما يتضح من المصطلح، فهو أن يقوم عدد من الناس بعملية التأمين ضد المخاطر من خلال مجموعة متضامنة.  

ونرى 6 نقاط يجب أن تعرفها عن التأمين التعاوني نلخصها فيما يلي:  

مبدأ التأمين التعاوني 

يعتبر التأمين التعاوني أحد أنواع التأمين الإسلامي الذي يساهم من خلاله الأعضاء بالمال في نظام مجمع ليقدم لبعضهم البعض ضمان ضد الخسائر والأضرار وتقوم شركة التأمين التعاوني على الشريعة الإسلامية التي تفسر مدى مسئولية الأفراد في التعاون وحماية بعضهم البعض.

ويتكون نظام التأمين التعاوني من جمعيات متخصصة (كجمعية الإسكان وجمعية نقل الركاب) تضم مجموعة من الأعضاء الذين اجتمعوا ليكوِّنوا هذه الجمعية. وهؤلاء الأعضاء هم فقط الذين سيستفيدون من خدمات التأمين في هذه الجمعية أي أنهم بعد سداد الأقساط إذا تبقي فائض في نهاية العام تقوم الجمعية بتوزيعه على أعضاء الجمعية وهم حملة الأسهم في هذه الجمعية، وإذا تحقق عجز يتم أيضاً استكماله من المساهمين. 

شكل التأمين  

تعد أبرز الاختلافات بين التأمين التعاوني والتأمين التقليدي هو شكل التأمين حيث أن التأمين التقليدي يشتمل على عقد تأمين بين طرفين أحدهما مؤمن عليه (العميل) والثاني مؤمن (شركة التأمين)، وتكون أقساط التأمين التي يلتزم بدفعها المؤمن عليه ملك لشركة التأمين.

أما في حالة التأمين التعاوني فكل مؤمن عليه له صفتان في نفس الوقت: مؤمن لغيره ومؤمن لنفسه. وفي هذه الحالة يكون دور شركة التأمين التعاوني هو إدارة العملية التأمينية وأموال واستثمارات التأمين والمضاربة بأسلوب يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية. 

هدف التأمين  

مما لا شك فيه، تهدف شركات التأمين التقليدي إلى تحقيق أكبر قدر من الربح لمساهميها، وأيضاً توفير الأمان والحماية للمؤمن عليهم. على الجانب الآخر، يكون الهدف الأساسي من شركة التأمين التعاوني هو توفير الأمان والحماية من خلال التضامن بين المشتركين (أي المؤمن عليهم) لمواجهة أي مخاطر قد تقع لأي منهم. بمعنى آخر، كل ما يدفعه المشترك يعتبر بمثابة مشاركة تضامنية للتعاون مع بقية المشتركين في تخفيف الضرر أو رفعه عن أحدهم إذا ما نزل به ضرر مؤمن ضده.  

الفائض التأميني  

من أهم الاختلافات الرئيسية بين شركة التأمين التقليدي والتعاوني هو طريقة توزيع الفائض التأميني. بدايةً، ليس هناك فائض تأميني يتم توزيعه على حملة الوثائق التأمينية في حالة التأمين التقليدي. ولكن في حالة التأمين التعاوني، نجد أن الفائض التأميني يتم توزيعه على حملة الوثائق التأمينية. والفائض التأميني هو الفرق بين إيرادات ومصروفات شركة التأمين التعاوني. فعند نهاية العام المالي، إذا عجزت الأقساط عن التعويض قام الأعضاء بدفع أقساط إضافية لتغطية هذا العجز، وإن زادت فللأعضاء حق استرداد هذه الزيادة. 

شأنها شأن شركة التأمين التقليدي، تقوم شركة التأمين التعاوني بتحصيل المساهمات من المشاركين (أي المؤمن عليهم)، برسوم وكالة تُحتسب كنسبة من المساهمة. وتقوم شركة التأمين التعاوني بإدارة صندوق الاستثمار الخاص بالمشاركين من خلال إجراء استثمارات مُدرة للأرباح. وفي حال حدوث عجز في صندوق استثمار المشاركين، تقدم شركة التأمين التعاوني قرض بدون فوائد يتم سداده من خلال فائض الصندوق في المستقبل.  

طريقة الاستثمار  

يتم استثمار أموال التأمين التعاوني في الأدوات المالية التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية بعد موافقة لجنة الرقابة الشرعية بشركة التأمين التعاوني. في المقابل، ليس هناك لجنة رقابة شرعية تراقب تطبيق الشريعة الإسلامية في استثمارات شركة التأمين التقليدي.  

إعادة التأمين  

لتقليل المخاطر، تقوم شركة التأمين التعاوني بالتعاقد مع شركة إعادة تأمين تعاونية أيضاً. ولكن ليس هناك العدد الكافي من شركات إعادة التأمين التعاوني ذات الملاءة المالية المرتفعة. وكانت هيئات الرقابة الشرعية قد أصدرت فتوى بجواز إعادة التأمين لدى شركات إعادة التأمين العالمية غير التعاونية عملاً بمبدأ الحاجة. في المقابل، تتعاقد شركات التأمين التقليدي مع أي شركة إعادة تأمين أخرى بدون التقيد باتباع أحكام الشريعة الإسلامية. 

(إعداد: عمرو حسين الألفي، المحلل المالي بزاوية عربي ورئيس قسم البحوث في شركة برايم لتداول الأوراق المالية في مصر وهو حاصل على شهادة المحلل المالي المعتمد "CFA") 

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com) 

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام