من أندرو تورشيا

البحر الميت (الأردن) 24 مايو أيار (رويترز) - قال العضو المنتدب لشركة إعمار المدينة الاقتصادية التي تقوم بتطوير مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر قرب مدينة جدة السعودية إنه يتوقع تسارع قدوم الشركات الجديدة لاستئجار مساحات في المشروع بعدما أثبت اقتصاد المملكة متانته في مواجهة هبوط أسعار النفط.

ومستقبل مدينة الملك عبد الله مؤشر على ثقة الشركات في قدرة الاقتصاد السعودي على مواجهة التراجع الحاد في إيرادات النفط هذا العام. وتكتسب المدينة أهمية إضافية في ضوء جهود المملكة لتنويع موارد الااقتصاد والحد من اعتماده على النفط من خلال التوسع في الصناعات التحويلية والتجارة.

ولذا تعمل الحكومة على المحافظة على النمو الاقتصادي القوي من خلال استمرار الإنفاق المرتفع والسحب من الاحتياطيات وقال فهد الرشيد العضو المنتدب لإعمار المدينة الاقتصادية إنه لم يلحظ أي تراجع من الشركات التي تسعى لإقامة أنشطة لوجستية وصناعات تحويلية خفيفة في المدينة.

وقال لرويترز على هامش مؤتمر "لم نر أي تأثير كبير على الطلب جراء هبوط أسعار النفط. يشهد الاستهلاك المحلي نموا والإنفاق الحكومي قوي."

وأضاف أن من المتوقع أن تجتذب المدينة نحو 50 شركة جديدة لتبدأ العمل هناك مقابل 35 شركة العام الماضي وأن تبيع حوالي 2500 وحدة سكنية في 2015 وهو نفس مستوى العام الماضي تقريبا.

وتابع أن مشروع الميناء المستهدف أن يصبح مركزا في المنطقة يمضي قدما لتبلغ طاقته السنوية أربعة ملايين حاوية نمطية قياس عشرين قدما العام القادم من 2.7 مليون حاليا.

ويبلغ عدد سكان المدينة الآن نحو ثلاثة آلاف شخص ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد في العام الحالي وأن يصل إلى 50 ألفا بنهاية 2020 ثم يرتفع إلى المستوى المستهدف لعام 2035 عند مليوني شخص.

ورغم أن الحكومة تخطط وتدعم المشروع إلا أن شركة إعمار المدينة الاقتصادية المدرجة في البورصة هي التي تقوم بتطويره ويتولى الرشيد منصب رئيسها التنفيذي.

وإعمار المدينة الاقتصادية كونسورتيوم بقيادة إعمار العقارية التي مقرها دبي ومستثمرين سعوديين وهي نوع من الشراكة بين القطاعين العام والخاص تأمل المملكة في أن تطور من خلاله البنية التحتية الصناعية بوسائل أقل تكلفة.

وزاد صافي ربح إعمار المدينة الاقتصادية العائد للمساهمين 72 بالمئة عنه قبل عام ليصل إلى 85.7 مليون ريال (22.9 مليون دولار) في الربع الأول من السنة مع ارتفاع الإيرادات 39 بالمئة إلى 229.6 مليون ريال.

وقال الرشيد إن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ستعقد في الثالث من يونيو حزيران مؤتمرا في الرياض لاستقطاب الاستثمارات حيث تهدف لجذب اهتمام نحو 500 شركة من دول مجلس التعاون الخليجي الست.

وانضم الرشيد الذي تلقى تعليمه في السعودية والولايات المتحدة إلى مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في يناير كانون الثاني 2008 بعدما عمل في أرامكو السعودية والهيئة العامة للاستثمار.

وقال إن ثقة الشركات في المملكة تتحسن لأسباب من بينها أن البلاد تمضي قدما في عملية للقضاء على البيروقراطية بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير كانون الثاني.

وأجرى الملك سلمان تعديلات سياسية واقتصادية ومضت الحكومة في بعض الإصلاحات الاقتصادية الحساسة مثل فرض ضريبة على الأراضي غير المطورة.

وقال الرشيد إن التغييرات بهيكل الحكومة في الأشهر الماضية تشير إلى أن السلطات تعمل صوب رفع الكفاءة الحكومية وتقليص المعوقات البيروقراطية.

وتابع "جرى اختيار أفضل العناصر لتولي المناصب في الوزارات والإدارات وسيكونون خاضعين للمساءلة."

(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)