27 May 2015
قرارات حاسمة في اجتماعها بداية الشهر المقبل

قال خبراء نفطيون انه على دول أوبك أن تفاجئ العالم باتخاذ خطوات نحو خفض الإنتاج بحصص معنوية أكثر منها حصصا حقيقية بينما يرى آخرون أنها ستواصل الحفاظ على مستوى الإنتاج النفطي، وبالتالي استقرار السوق رغم الاضطرابات التي تحيط بالمنطقة، خصوصا في ظل مطالبة بعض الدول الأعضاء في المنظمة خفض الإنتاج مثل إيران وفنزويلا.وكشف النفطيون عن توقعاتهم قبيل اجتماع الأوبك الأسبوع المقبل في فيينا، مؤكدين أن القمة ستشهد قرارات حاسمة وحازمة ، حيث إن سعر النفط يعتبر الآن في أدنى مستوياته ولا بد أن نرى بعد القمة تطورا ملحوظا في أسعار النفط.

في البداية أكد الخبير النفطي د. عبدالسميع بهبهاني أن هناك منظورين لمستويات الانتاج لدى أوبك الأول اقتصادي والآخر سياسي، لافتاً إلى أن خسائر أوبك الاقتصادية جراء بقاء سقف الإنتاج دون خفض قارب التريليون دولار، لافتا إلى ان خسائر الموزانات في الدول أعضاء أوبك والدول المرافقة كالاتحاد السوفييتي مستمرة وفقاً لتصريحات الدول الأعضاء.وبين ان الكويت تعاني بصورة أكبر جراء سقف الإنتاج الحالي خاصة بعدما فقدت الكويت انتاج المناطق المشتركة في الخفجي والوفرة.

واشار إلى أن منحنى الأسعار رغم الفوائض النفطية في صعود لوجود طلب حقيقي في الأسواق.وأوضح بهبهاني أن ما يصل لـ2.5 مليون برميل تتم المضاربة عليها يومياً بالإضافة للمضاربات الشهرية والتي تؤثر بشكل كبير في الأسعار.وأضاف أن انتاج أوبك الحالي يصل لـ32 مليون برميل يومياً منها 7.9 ملايين برميل للسعودية وحدها من إجمالي إنتاج يصل لـ10.45 ملايين برميل.

ولفت إلى أن الرأي الاقتصادي يؤيد ألا تبقي أوبك على حصصها الراهنة، مشيراً إلى أن الاضطرابات السياسية من الممكن أن تؤثر في الأسعار مستقبلاً.مستويات ثابتةمن جانبه أكد الخبير النفطي حجاج بو خضور أن الانتاج النفطي سيبقى عند مستوياته المعهودة ولن يتغير، خاصة في ظل وجود مطالبات من قبل بعض الدول الأعضاء في المنظمة خفض الإنتاج مثل إيران وفنزويلا؛ اعتقاداً منها أن ذلك سوف يضغط على السوق وبالتالي زيادة ارتفاع الأسعار، وبالعكس، سيؤدي ذلك إلى توتر اسواق النفط من ناحية ورواج تجارة تهريب النفط من ناحية أخرى، وسينعكس ذلك سلبا على الاوضاع الأمنية في دول المنطقة.

وأشار بو خضور أن الدول الخليجية وخاصة السعودية اعطت رسالة واضحة للسوق وتحديدا أوبك أنها لا ترغب في خفض إنتاجها النفطي، حيث أكد الخبراء أن أوبك تسعى دائما إلى استقرار السوق العالمي، وتحديدا الدول الخليجية التي تحافظ على مستوى الإنتاج النفطي وبالتالي استقرار السوق رغم الاضطرابات التي تحيط بالمنطقة.

وبين بو خضور الى انه خلال الفترة الماضية عند ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل سيؤدي ذلك إلى زيادة فرصة استثمار الأموال خصوصا في الولايات المتحدة الاميركية في إنتاج الزيت الصخري، الذي أدى بدوره إلى زيادة الإنتاج المحلي الاميركي من الزيت وبالتالي انخفاض الأسعار تدريجيا.وعلق بو خضور أن سياسة أوبك ناجحة وتحديدا دول الخليج التي تدعم المحافظة على مستوى الإنتاج في السوق الذي يوفر الاستقرار للسوق العالمي بشكل عام.

أوبك تربح المعركةهذا وقد شهدت أسعار النفط خلال الاسابيع القليلة الماضية تحسناً بنسبة تقارب 40%، إلا انها لا تزال أقل من معدلها الذي تجاوز 100 دولار للبرميل في يونيو من العام الماضي.ووفقا لآخر التقارير الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة فإن إنتاج منظمة اوبك وصل الى 31.21 مليون برميل يومياً في أبريل وهو أعلى معدل له منذ سبتمبر في العام 2012.كما ذكرت الوكالة أنه بناء على ذلك فإنه من المبكر الإشارة الى ان اوبك ربحت معركة الحفاظ على حصتها في السوق بل يمكن القول إن المعركة بدأت للتو.

© Annahar 2015