30 08 2015

القمة السعودية - الأمريكية المرتقبة تاريخية ..

أدان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف الزياني حادث التفجيرالارهابي الذي وقع في قرية كرانة امس الاول -الجمعة - ووصفه بانه عمل خسيس وجبان، ومثمنا دور رجال الامن الذين لا تثنيهم الاخطار عن اداء واجباتهم. وأكد في حوار شامل مع «الأيام» أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الى واشنطن تكتسب أهمية بالغة وبخاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، مشددا على ان دول مجلس التعاون صاحبة المبادرة الخليجية التي اعتبرت أفضل خيار للحل السياسي ولقيت دعما كبيرا من المجتمع الدولي. واعرب عن امله في التزام ايران بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع دول 5+1 هو الضمان لنجاحه، ولافتا الى ان تصريحات القيادة الايرانية تمثل تدخلا في الشؤون الداخلية لدول المجلس تتعارض مع الاعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية. كما حمل الزياني ايران مسؤولية تدهور الأوضاع واطالة أمد الصراع الدائر في سوريا والعراق واليمن في تلك الدول، متطلعا الى ان تشهد العلاقات مع ايران تفهما يساعد على تعزيز امن المنطقة واستقرارها ورفاهية شعوبها.

وبين ان الولايات المتحدة اعادت تاكيد التزامها بالعمل مع دول المجلس لمنع وردع اي تهديدات او عدوان خارجي لمواجهة التهديدات الايرانية، في وقت استبعد الزياني قيام اسرائيل بمهاجمة المفاعلات النووية الايرانية، وذلك لأن الهجوم اذا ما تم ستترتب عليه عواقب جسيمة على أمن واستقرار المنطقة.

وقد التقته «الأيام» يوم امس -السبت- أثناء تواجده بالبحرين وتطرق الحوار الى عدد من القضايا الخليجية ودول المنطقة ومجريات الاحداث بالمنطقة. واليكم نص الحوار

] في مستهل الحوار.. وقع مجددا بالبحرين امس الاول - الجمعة - حادث تفجير ارهابي بقرية كرانة اسفر عن استشهاد رجل امن واصابة اربعة آخرين، كما اصيب ثلاثة مواطنين. ماهو تصوركم لهذا الحادث الذي يأتي بعد التفجير الارهابي في سترة بأقل من اسبوعين؟

- هذا العمل الارهابي الجبان يوجه الى قتل رجال وعناصر الأمن الذين يقومون بواجباتهم لتوفير الأمن والاستقرار لشعب البحرين العزيز، ورجال الأمن يسهرون الليل ويواجهون الأخطار من أجل حماية كل فرد يقيم على أرض البحرين ليعيش حياة آمنة هو وأفراد أسرته، فهل يجوز أن يقوم بعض الارهابيين، بعد أن يتم تحريضهم، بقتل أناس كانوا ولا زالوا يحمون شرفهم وحياتهم. وهذا التفجير لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة ارهابية وعمل جبان، ولا أستطيع وصف الحزن الذي شعرت به لسقوط رجل شرطة واصابة 4 آخرين وحتى الاصابات لحقت المدنيين أيضا. إن هذا الارهاب لا دين له، ولا جنسية ولا جنس ولا مذهب، العمل الارهابي هو عمل اجرامي يؤدي الى قتل الأبرياء وزعزعة الامن والاستقرار وتعطيل عجلة الاقتصاد والتنمية

وتابع: وكلي ثقة بأن الأجهزة الأمنية ورجال الأمن في وزارة الداخلية قادرون، ان شاء الله، بالقبض على من قام بالتفجير الارهابي وعلى من يقف خلفهم ويقوم بتحريضهم، فالمحرض هو ارهابي ايضا.

"تأتي جريمة الكرانة بعد حادث سترة الارهابي وهذا يدل على أن هناك عملا ارهابيا مخططا وممنهجا يتم تنفيذه من قبل جهات تخطط له وتدعمه ماديا ومعنويا وتحريضا، ودول مجلس التعاون تقف مع مملكة البحرين في كافة الاجراءات والتدابير والامور التي تقوم بها لتحقيق امنها واستقرارها، وأنا اشد على أيادي رجال الأمن الذين لا تثنيهم الأخطار عن أداء واجباتهم، بل بالعكس تزيدهم اصرارا ولحمة وايضا وقفة مع ذوي الضحايا ومع من استشهد في مثل هذه الأعمال الاجرامية السابقة والحالية.

] يبدو معالي الامين العام ان دول الخليج مستهدفة من خلايا الارهاب، ففي اقل من شهر وقعت احداث تفجير مسجد الصادق في الكويت ومسجد القوى الامنية في عسير بالمملكة العربية السعودية واخيرا تم القبض على خلية ارهابية بالكويت. فماهي قراءتكم لذلك؟

- لابد أن نعاني من أعمال ارهابية في دول الخليج، وبالذات في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وايضا في مملكة البحرين سواء التفجير الأخير تم من جانب ارهابيين موجهين تم تدريبهم في اماكن مختلفة من قبل جهات معروفة، الارهاب لا يعرف جنسية ولا طائفة، والارهاب عمل يجب علينا جميعا ان نتكاتف ونتعاون لمكافحته بشتى الطرق بجهد شامل في كافة المجالات سواء من ناحية الجهد الأمني، وهناك تنسيق أمني خليجي مستمر، وكذلك التدريب والخطط موجودة وتبادل المعلومات ايضا بين دول الخليج -والحمد لله -ان هذا العمل مستمر وبحرص شديد وكبير من جانب وزراء الداخلية الخليجيين، وهذا مانجحت فيه القوات الامنية في التعامل مع احتمالات كبيرة وافشال مخططات عديدة وتناولها الاعلام، وللأسف حدثت بعض الحوادث التي أدت الى هذه الخسائر، ولكن لولا يقظة وجهود رجال الامن وعناصرها والقوات المسلحة بما يقومون به لكانت الضحايا اكثر. وأنا فخور بكل عناصر الامن في كافة دول مجلس التعاون بما يقومون به من جهود واعمال استباقية لحفظ امن المنطقة، وكذلك للتعامل مع الحدث وسرعة التعامل معه سواء كان من القادة او من عناصر الامن او من أفراد المجتمع.

] ماهي قراءتكم لما يحدث على الساحة ودول المنطقة بعد توقيع الاتفاق الايراني النووي مع مجموعة دول 5+1 في فيينا مؤخرا؟

- بالرغم من أن دول المنطقة والعالم كانت تأمل وتتمنى أن يتم التوصل الى اتفاق نهائي وشامل للملف النووي الايراني، الا أن ما يحدث اليوم على الساحة هو حالة من الترقب والحذر والشك.

ذلك ترقب لما يمكن أن يصدر عن الكونجرس الأمريكي الذي يناقش الملف ومن المنتظر أن يحدد قريبا، وحذر من مسألة رفع العقوبات المفروضة على ايران والسماح بإعادة الأموال الايرانية المحتجزة وما اذا كانت ايران سوف تستخدمها لأغراض التنمية والبناء فقط أم لأغراض زعزعة الاستقرار، وشك في ما اذا كانت ايران سوف تتوقف عن ممارسة نهجها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودعم التنظيمات الارهابية المتطرفة. واذا ما اتضحت الصورة كاملة تجاه هذه المسائل يمكن الحديث عن مرحلة جديدة اقليميا.

] برأيكم هل اختلف موقف الرئيس أوباما عندما التقى زعماء وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في كامب دايفيد قبل وبعد توقيع الاتفاق؟

- موقف الرئيس أوباما كان واضحا وصريحا قبل وبعد توقيع الاتفاق، وهو الوصول الى اتفاق نهائي شامل وفعال يمنع ايران من الحصول على ىسلاح نووي ويضمن تشديد الرقابة على برنامجها النووي. وهذا الموقف ليس موقف الرئيس أوباما فقط بل هو موقف قادة كل دول مجموعة 5+1.

] أعلن مسؤول سعودي فور توقيع الاتفاق النووي الايراني انه سيكون جيدا اذا التزمت ايران بتعهداتها في الاتفاق ومع الدول الست، وانه سيكون شرا وسيئا اذا نقضت الاتفاق. ما تعليقكم؟

- هذا صحيح، لأن التزام إيران بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق هو الضمان لنجاحه. وهذاما نتطلع اليه، ونحن نعول على نجاعة وشفافية النظام الصارم للرقابة والتحقق.

] ماهي السيناريوهات المتوقعة سياسيا واقتصاديا وعسكريا على دول مجلس التعاون بعد الاتفاق النووي الايراني؟

- نهج دول مجلس التعاون ثابت وواضح ومعلن قبل الاتفاق وبعده كذلك. فدول المجلس دول مسالمة لا تضمر شرا لأحد، وتسعى الى تعزيز الترابط والتكامل فيما بينها في مختلف المجالات، وتعمل على الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وتسعى الى بناء علاقات تعاون مع جميع دول المنطقة والعالم. وسوف تستمر في نهجها هذا باعتباره نهجا بناء نابعا من قيمها وتقاليدها المتوارثة، ويتوافق مع المبادئ والقوانين الدولية، ويحفظ الأمن والاستقرار، ويحمي مصالح الجميع.

] من المقرر ان يقوم خادم الحرمين الشريفين بزيارة واشنطن في الرابع من سبتمبر المقبل. فماهو تصوركم لهذه الزيارة؟ وماهي توقعاتكم لها وما يمكن أن تثمر عنه من نتائج؟

- في تصوري أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المقبلة للولايات المتحدة ستمثل خطوة مهمة على طريق تعزيز وتنمية علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين البلدين الصديقين. فالمملكة العربية السعودية بثقلها ومكانتها السياسية والاقتصادية تقوم بدور مؤثر على الساحة الدولية وتضطلع بأدوار مهمة أيضا على المستوى الاقليمي، حيث تشهد المنطقة العديد من الأزمات والتحديات التي تتطلب تفاهما مشتركا بين البلدين. لذا فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين تكتسب أهمية بالغة وبخاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وسيكون لها، إن شاء الله، نتائج طيبة على العلاقات الثنائية وعلى الساحة الاقليمية.

] برأيكم وبعد مرور أكثر من 4 شهور تقريبا على عاصفة الحزم واعادة الامل والتحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، هل بات الخيار العسكري هو الوحيد، أم أن الخيار السياسي دخل على الخط ايضا للتوصل الى حل؟

- دول مجلس التعاون هي صاحبة الريادة في استخدام الحلول السياسية لتسوية الأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، فهي صاحبة المبادرة الخليجية التي اعتبرت أفضل خيار للحل السياسي ولقيت دعما كبيرا من المجتمع الدولي. أما الخيار العسكري فقد بدأته القوى المناوئة للشرعية عندما احتلت العاصمة صنعاء وأطاحت بالحكومة الشرعية وهاجمت المحافظات واحتلت المدن. وعاصفة الحزم واعادة الأمل جاءت استجابة من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي من أجل استعادة الدولة اليمنية واعادة الشرعية والوقوف الى جانب الشعب اليمني الشقيق ونصرته. والخيار السياسي مطلوب في اطار ما نصت عليه المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 من بنود تتطلب من القوى الانقلابية الالتزام بتنفيذها.

** في اعقاب تصريحات للمرشد الايراني علي خامنئي أكدتم في تصريح لكم على أن التصريحات الايرانية لا تساعد على بناء الثقة. فكيف ترون ذلك وسط تصريحات متناقضة للرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف ورئيس الحرس الثوري؟

- التصريحات الصادرة من القيادة الايرانية تمثل تدخلا في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وهي تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار، ولا تساعد على بناء الثقة. نحن في دول المجلس أعلنا دائما وفي أكثر من مناسبة عن رغبتنا وحرصنا على اقامة أفضل العلاقات مع جمهورية إيران الاسلامية، فايران دولة مسلمة جارة تربطنا بشعبها علاقات وثيقة تمتد الى عصور قديمة، ونتطلع أن تشهد العلاقات معها تفهما يساعد على تعزيز أمن المنطقة واستقرارها وتحقيق رفاه الشعوب وتقدمها.

] في منظوركم الاستراتيجي ماهي انعكاسات توقيع الاتفاق النووي الايراني على ملفات الأزمة اليمنية وايضا في كل من العراق وسوريا؟ هناك من يرى أن متغيرات دراماتيكية ومعطيات جديدة يمكن أن تغير من موازين القوى. فما تعليقكم؟

- هذا الأمر مرتبط بما اذا كانت ايران سوف تعيد النظر في سياستها الاقليمية وتحديدا في تدخلها الواضح في الشؤون الداخلية للدول التي ذكرتها، فالتدخلات الايرانية في سوريا والعراق واليمن تسببت في تدهور الأوضاع واطالة أمد الصراع الدائر في تلك الدول. لذلك نأمل أن توقف ايران هذا التدخل، وتترك لشعوب تلك الدول أن تختار الطريق الذي تراه لضمان استقرارها وأمنها ومستقبلها السياسي، وأن تتعامل ايجابيا مع قضايا وأزمات المنطقة بما يحفظ مصالح جميع دولها وشعوبها، وينهي دوامة العنف والدمار.

] صدرت تطمينات من الادارة الامريكية الى دول الخليج وقام وزير الدفاع اشتون كارتر بزيارة الى السعودية والتقى خادم الحرمين الشريفين. فهل ستجدي هذه التطمينات امام الاطماع الايرانية؟

- دول مجلس التعاون ترتبط بعلاقات استراتيجية تاريخية وصداقة راسخة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي لقاء القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت في كامب ديفيد في مايو الماضي، أكد الجانبان عزمهما على توطيد الشراكة القوية والتعاون الوثيق بينهما، وأكدا التزامهما المشترك حيال شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون لبناء علاقات أوثق في كافة المجالات بما فيها التعاون في المجالين الدفاعي والأمني.

كما أن الاجتماع الوزاري الذي عقد في الدوحة في شهر أغسطس بين وزراء خارجية دول المجلس ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعاد تأكيد الالتزامات التي تم التوافق عليها في قمة كامب ديفيد بأن الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون تشترك في مصالح تاريخية وعميقة في أمن المنطقة، بما في ذلك الاستقلال السياسي وسلامة أراضي دول مجلس التعاون من أي عدوان خارجي. كما أعادت الولايات المتحدة تأكيد التزامها بالعمل مع دول المجلس لمنع وردع أي تهديدات أو عدوان خارجي، ومواجهة التدخلات الايرانية المزعزعة للأمن والاستقرار.

] يرى محللون ان الاتفاق الايراني النووي والتوافق الغربي -الايراني جاء على حساب العرب وخاصة دول مجلس التعاون. ماتصوركم لذلك؟

- هذه رؤية غير واقعية، لأن الملف النووي الايراني قضية عالمية تهم دول العالم جميعها، والمجتمع الدولي كان حاسما في هذا الشأن بعدم السماح لإيران بامتلاك القدرةعلى انتاج السلاح النووي. لأن خطر انتشار الأسلحة النووية هو تهديد ليس فقط لدول المنطقة بل وللعالم أجمع. وهذا ينسجم مع تمسك دول المجلس بمبدأ جعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج العربي، خالية من أسلحة الدمار الشامل.

] هناك من يرى أن الادارة الامريكية أرادت أن تجعل من ايران مرة اخرى شرطياً للخليج كما كانت في عهد شاه ايران، ولكي تستعين بها كبديل عن حلفائها بالخليج. ما منظوركم لهذه الرؤية؟

- الولايات المتحدة الأمريكية أكدت على لسان الرئيس الأمريكي وكبار مسؤوليها التزامها بالحفاظ على أمن دول مجلس التعاون والمنطقة عمومها، كما أن البيان المشترك الذي صدر عن القمة الخليجية الأمريكية في كامب ديفيد أكد استعداد الولايات المتحدة للعمل مع دول مجلس التعاون لردع والتصدي لأي تهديد خارجي يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة لسلامة أراضي أي من دول مجلس التعاون. وهذا في منظورنا موقف امريكي واضح ولا لبس فيه ولا يحتمل التشكيك.

] أعلنت اسرائيل عن اعتراضها على الاتفاق النووي الايراني مع الدول الست رغم التطمينات الأمريكية. فهل يمكن أن يتكرر مع ايران سيناريو قيام اسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي "ايزاك " عام 1981؟

- أستبعد أن تقوم اسرائيل بمهاجمة المفاعلات النووية الايرانية، لأنها لو كانت ترغب في ذلك فعلا لقامت به منذ بداية انشاء المفاعل النووي الايراني، أما الآن وبعد أن تم التوصل الى اتفاق نهائي بين مجموعة دول 5+1 وايران، وتم اقراره من قبل مجلس الأمن الدولي فان الهجوم الاسرائيلي مستبعد، لأن الهجوم الاسرائيلي اذا ما تم ستترتب عليه عواقب جسيمة على أمن واستقرار المنطقة، ولا أظن أن المجتمع الدولي سيتقبل قيام اسرائيل بهذه الخطوة.

] من المقرر أن تدشن الامارات العربية المتحدة مفاعلها النووي للاستخدامات السلمية في عام 2017، كما تعاقدت السعودية مع روسيا لبناء 17 مفاعلا نوويا. فهل برأيكم يمكن أن تكون هذه المفاعلات أداة ردع لإيران وقت الضرورة وتفعيله الى عسكري؟

- دول مجلس التعاون دول مسالمة كما قلت، وهي لا تفكر في اللجوء الى السلاح النووي، بل كانت، كما أسلفت، من أوائل الدول التي دعت الى جعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، مع تأكيد حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وتحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والبرنامج النووي الخليجي برنامج سلمي صرف مخصص لأغراض التنمية، ويتم تنفيذه بمعرفة وإشراف الدول المنفذة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

] أخيراً أصدرت دولة الامارات مؤخرا مرسوما بتجريم أفعال ازدراء الأديان ومقدساتها وأشكال التمييز وذلك بالسجن والغرامة بل والاعدام لمن يسيء للأديان. هل هذا حل رادع للحد من الطائفية؟

- الطائفية مرض مقيت اذا أصابت مجتمعا أهلكته وعطلت مسيرته وقضت على وحدته الوطنية وتماسكه وتعايش مكوناته. ونحن في دول مجلس التعاون لم نألف الطائفية في مجتمعاتنا، ولم نعانِ من الصراعات المذهبية، بل عشنا عقودا من الزمن في تآلف وانسجام بين مختلف المكونات والطوائف، وجاءتنا الطائفية دخيلة بهدف تقسيم المجتمعات وزرع الفتن والتطرف والاساءة الى عقديتنا الاسلامية السمحاء. ولابد هنا من أن أشيد بمبادرة الامارات العربية المتحدة لإصدار قانون يجرم ازدراء الأديان والمقدسات والتمييز لردع كل من تسول له نفسه المساس بالمقدسات والوحدة الوطنية، وهو خطوة مهمة تساهم في القضاء على مثل هذه الممارسات الضارة والمسيئة لمجتمعاتنا الاسلامية.

© Al Ayam 2015