05 05 2016

دلائل مبكرة على أن الأسعار المرتفعة لن تدوم طويلاً

•وكالة الطاقة: بعد التراجع في 2015 و2016 قد تنتعش استثمارات النفط في 2017 لتعود إلى 60 مليار دولار

ثمة دلائل مبكرة على ان تسارع أسعار النفط خلال الأشهر الثلاثة الماضية من ادنى مستوياتها البالغة 26 دولارا للبرميل في فبراير قد يكون بلغ حدوده القصوى، حيث تراجعت الأسعار مطلع الاسبوع الجاري بالتزامن مع تقارير منظمة أوپيك عن زيادة الانتاج، كما شهد العراق زيادة طفيفة في صادراته، إضافة الى شائعات بان السعودية تعزز انتاجها من الخام في أعقاب انهيار مباحثات الدوحة. 

بهذه المقدمة افتتحت نشرة «اويل برايس» مقالها ونسبت فيه الى المحلل النفطي في شركة انيرجي اسبكتس، ريتشارد ماليسون قوله لوسائل الاعلام «ان ثمة لغطا كبيرا عن زيادة عرض النفط من شأنها إبطاء أو إحباط أي مكاسب على صعيد الأسعار».

مقاومة شرسة

وقالت النشرة انه من وجهة نظر تداول فنية بحتة، فإن أسعار النفط تواجه مقاومة شرسة عند نطاق يتراوح بين 48 دولارا و50 دولارا للبرميل، وها نحن نشهد تسارع الأسعار نحو الارتفاع يتخذ الاتجاه المعاكس. ومما يعزز وجهة النظر هذه ان صناديق التحوط ومديري الاموال الآخرين ابرموا عقودا بكميات ضخمة من النفط وهي عقود طويلة الاجل في مراهنات على الأسعار. ولما كانت أسعار النفط قد سجلت ارتفاعات متسارعة، فان ثمة فرصة كبيرة لان تصحح مسيرتها وتعود الى الهبوط من جديد.

وكالة الطاقة

أما وكالــة الــطاقة الدولية فإنها تعتقد ان الاسوأ قد انتهى بالنسبة لأسعار النفط وتقول انه اذا كانت أوضاع الاقتصاد العالمي جيدة، فان على أسعار النفط يجب ان تواصل مسيرتها التصاعدية ولو ان ذلك قد يتم بصورة متقطعة، وذلك وفقا لرؤية الرئيس التنفيذي للوكالة فاتح بيرول الذي ابلغ الصحافيين بقوله على هامش اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة السبع «نعتقد انه في ظل الظروف الاعتيادية، فإننا نتوقع ان تعيد الأسواق توازنها أواخر عام 2017».

لكن الوكالة حذرت في الوقت ذاته من ان تراجع الاستثمارات في قطاع الطاقة سيؤدي الى نقص في عرض النفط من الان ولسنوات عديدة مقبلة، وقد حذر كل من فاتح بيرول والوكالة من مغبة تقليص كبير في الاستثمارات في هذا القطاع.

وقال بيرول «انه بعد تراجع كبير في عامي 2015 و2016، فإننا نتوقع انتعاشا في الاستثمارات في النفط في عام 2017 لتعود الى حجمها السابق وهو 600 مليار دولار من جديد».

تحذيرات خاطئة

وأعادت النشرة الى الاذهان تحذير رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي السابق آلان غرينسبان قبل 10 سنوات من ان بلاده ستقع تحت ضغوط مالية متزايدة بسبب نقص الغاز الطبيعي المسال واضطرارها لزيادة صـادراتها منه، ولكن زيادة إنتاج الغاز الصخري الاميركي بسرعة صاروخية ادت الى تغيير اتجاه البوصلة منذ عام 2007 عــندما بدأت الصادرات بالانكماش لتصل في 2015 الى 2.6 مليار قدم مكعبة يوميا، أي حوالي خمس الواردات قبل 10 سنوات.

وأضافت النشرة ان الصادرات الكلية الاميركية من النفط في نمو قوي، لاسيما الى الأسواق المكسيكية، ناهيك عن البدء بتشغيل أول محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال منذ مطلع هذا الـعام، ولكن هذه تتضاءل أمام صادرات الغاز الاميركي عبر خطوط الانابيب الى كل من كندا والمكــسيك، فضلا عن عدد من محطات تصدير الغاز تحت الإنشاء حاليا.

© Al Anba 2016