23 07 2016

الأزهر هو حصن الأمة على مر التاريخ وسيظل مصدراً للعلم والثقافة والتنوير في العالم ولا يتدخل في السياسة

النقاب عادة والفريضة هو الحجاب

لا نستطيع تكفير «الدواعش» رغم أعمالهم البربرية وأصدرنا أكثر من 100 بيان لتجريم ممارساتهم

الأزهر حورب عبر التاريخ ولايزال يُحارب من كارهيه أعداء الثقافة الأصيلة

إنشاء مرصد عالمي متخصص بلغات عدّة لصياغة ردود حول كل ما ينشره تنظيم داعش

الأزهر لم يفقد مكانته حتى نُسأل عن كيفية استعادتها

عبر أربعة عشر قرناً لم يحدث أن اقتتل السنّة والشيعة والتقريب بين أتباع المذاهب من اهتمامنا

أنا ضد من يشوّه الإسلام ويكفّر حكام المسلمين

طالبنا بوقف برنامج إسلام البحيري لتطاوله على الشريعة والتراث ولا علاقة لنا بحبسه

الجهاد في الإسلام ليس لإلزام الآخرين بالدخول في الإسلام وإنما ليردّ اعتداءهم

د.أحمد الطيب شيخ الأزهر غني عن التعريف، صاحب فكر تنويري، يتسم بالتواضع والزهد والوسطية، يجمع بين أصالة العلوم الأزهرية العميقة والمعتدلة والثقافة الغربية الحديثة بانفتاحه على علومها ومناهجها، لا يميل إلى التشدد ولا يغالي في الدين، أحد القلائل بين رجال الدين الذين يجيدون الفرنسية والإنجليزية، صاحب بصمة مميزة، على الصعيد المحلي والعربي والإسلامي والعالمي يحمل راية التجديد والتطوير واجتياز الصعب، قضى ما يزيد عن نصف عمره في دراسة العقيدة وإعداد المؤلفات، ترجم العديد من الكتب الفرنسية إلى العربية، ويؤمن بالحوار بين الأديان. في حواره الشامل مع «الأنباء» الذي اتسم بالصراحة والوضوح، تناول فضيلته القضايا الراهنة، مؤكدا ان الازهر لو اهتز فسوف تهتز مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله. وشدد على أنه ضد كل من يشوه الإسلام ويكفّر الآخرين، مشيرا إلى ان التساهل في فتاوى التكفير أوصلنا إلى القتل والذبح باسم الإسلام وأحكام الخروج من الملة، وأن ما يتعرض له العالم الإسلامي من هجوم الفكر المتطرف انتج جماعات مثل داعش والنصرة وغيرها. وتناول في حديثه كثيرا من القضايا المهمة والشائكة، والى نص الحوار.

ما رؤيتكم لدعوة تجديد الخطاب الديني؟

? التجديد لا يعني الهدم والتبديد، ولا يعني الخضوع لدعاوى لا تقل تطرفا، تنتهز الفرصة لتشويه كل ما هو ديني أو تراثي على النحو الذي نرى مظاهر عدة له، وهذه المحاولات المعادية للتراث الإسلامي هي نفسها من أقوى دوافع التطرف والإرهاب بما تطرحه من فعاليات وما تفتعله من معارك خالية من المضمون وما تثيره من استفزاز لدى الشباب الذي يحترم دينه، كما ان التجديد من خصائص ديننا الحنيف وعملية مستمرة ومتجددة للانتقال إلى منهج جديد وإحياء الاجتهاد فيما يخدم هذه الامة، وأمره محسوم في الاسلام لأن النصوص التي تؤخذ منها الأحكام الشرعية محصورة ومحددة، أما الأمور المستجدة فهي فوق الحصر والعد، ومن هنا فلابد من اجتهاد العلماء حتى يمكن ان تناسب الشريعة العصور والازمان.

مكانة الأزهر

كيف يستعيد الأزهر مكانته التاريخية في نشر الإسلام الوسطي؟

? الأزهر لم يفقد مكانته حتى نُسأل عن كيفية استعادتها ويشهد على ذلك مكانته في قلوب المسلمين في العالم أجمع، وهناك فرق بين مكانة الأزهر في قلوب الخاصة والنخبة العامة وعقولهم داخل مصر وخارجها ومكانة الأزهر في بعض وسائل الإعلام الخاصة.

التقريب بين المذاهب

هل ترى أن التقريب بين السنة والشيعة ضرورة؟

? الأزهر لا يفرق بين سني وشيعي طالما أن الجميع يقر بالشهادتين، فذلك يأتي ضمن منهج الأزهر الشريف في نشر مفاهيم الاعتدال الفكري والعقائدي كما أن الأزهر يتمسك بدعوة التقريب بين السنة والشيعة التي قادها شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت مع المرجع الشيعي تقي الدين القمي عندما أسس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية وعبر أربعة عشر قرنا من عمر الإسلام لم يحدث أن اقتتل السنة والشيعة، والتقريب بين المذاهب الاسلامية من اهتمامات الازهر، وادعو كبار علماء السنّة وفضلاء علماء الشيعة الى الاجتماع بالأزهر لإصدار فتاوى من المراجع الشيعية ومن اهل السنّة، تحرم على الشيعي ان يقتل السنّي وتحرم على السنّي ان يقتل الشيعي، وذلك من اجل الوصول الى ايقاف شلالات الدم التي تجري في المنطقة وانقاذ الأمة مما نصبه لها المتآمرون والمخططون وندفع ثمنه من دمائنا وارواحنا، وعلينا عدم الالتفات الى دعاة الفرقة بين السنّة والشيعة، وللأسف صوتهم مرتفع في الاعلام وتقف خلفهم اجندات لا تريد للنار ان تنطفئ، وننادي بالتقريب بين اتباع المذاهب وليست المذاهب نفسها لأن المذاهب بينها خلاف جوهري في اصل العقيدة.

دور مكمل

ما العلاقة بين دور الأزهر ودور المفتي؟

? دور الأزهر مكمّل لدور المفتي، فهناك امور عقيدة تستوجب الفتوى ولا يستطيع المفتي ان يفصل فيها بمفرده لأن جزءا كبيرا من القضية مجهول بالنسبة اليه، فالمفتي قد يعلم النظرية العامة في الربا ولكنه لا يعرف النظريات التجارية ونظريات السوق.

إسلام البحيري

قمتم بإقامة دعوى لوقف بث برنامج الباحث اسلام البحيري ومنعه من تقديم اي برنامج بذات ا لمضمون على اي قناة وحظر نشر حلقات البرنامج وتم حبسه بناء على دعواكم، فما تعليقكم؟

? البحيري مقدم البرنامج اعتاد التطاول والهجوم على الشريعة الاسلامية والتراث الاسلامي وتوجيه النقد غير المستند إلى دليل صحيح والذي يفتقد الى ادب الحوار واحترام العلماء مستغلا حرية التعبير والاتصال المكفولة دستوريا في هدم تراث الأمة، ولا علاقة لنا بحبسه وقضيتنا تتعلق بوقف برنامجه.

ولماذا الهجوم على رموز الازهر؟

? الهجوم العنيف الذي يشن على الازهر من بعض وسائل الاعلام لا يقصد به رجال الازهر ورموزه وانما يقصد به هدم ثوابت الدين الاسلامي.

ضوابط القتال

هناك من يرى ان آية السيف تدعو لقتل المشركين والكفار ويستندون إليها في اباحة القتل، فما ردكم؟

? الآية التي يطلق عليها البعض آية السيف لم تنسخ الآيات التي حددت مسبقا شروط وضوابط القتال في الاسلام، فتلك الآيات والشروط اتفق عليها اغلب الصحابة والتابعين باستثناء قلة، فالقتال في الاسلام لردّ العدوان فقط ولن يكون عقبة في نشر الاسلام وافكاره السمحة.

معنى ذلك ان الجهاد يختلف عن مفهوم القتال؟

? الجهاد والقتال مصطلحان يتطلبان التوضيح، الجهاد معناه اعمّ بكثير من القتال المسلح، مصطلح الحرب ورد في القرآن الكريم اربع مرات، وورد مصطلح الجهاد اكثر من ثلاثين مرة، وهناك فرق بين المفهومين، فهما غير متطابقين، فأحد المفهومين اعمّ مطلقا من المفهوم الآخر، وان هذا المفهوم الآخر اخص مطلقا من المفهوم الاول، فكلمة جهاد تعني القتال لكنها تعني امورا اخرى كثيرة الى جوار القتال، بحيث يكون القتال المسلح هو واحد من مفاهيم عديدة يطلق عليها الجهاد، فهناك قصور في مفهوم الجهاد وقصره على القتال المسلح، وان الجهاد هو ان يحمل المسلم السيف ويخرج لساحة الجهاد ويقتل الاعداء، وهذا حق ولكن وقع الكثير في تطبيق مفهوم الجهاد، فالجهاد في الاسلام معناه اعم بكثير من القتال المسلح الذي هو وجه من وجوه كثيرة جدا للجهاد، الجهاد في الاسلام ليس إلزام الآخرين بالدخول في الاسلام انما ليرد اعتداءهم او ليحرر اناسا من طغاة فرضوا عليهم مذهبا معينا كما هو الشأن في حال اقباط مصر الذين رحبوا بالفتح العربي لأنه خلصهم من طغاة حاولوا فرض مذهب معين عليهم (لا اكراه في الدين)، (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، فاذا كان القتال في الاسلام ليس لفرض الدين فمن باب اولى فإنه لا يكون لفرض مذهب من المذاهب، يدل على ذلك كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقل عظيم الروم قائلا: اسلم تسلم، اسلم يؤتك الله اجرك مرتين، ولم يقل له: ان لم تسلم سأقاتلك.

داعش

مرجعية داعش مرجعية اسلامية ويقولون انهم يدافعون عن الدين، فما تبريركم لهذا؟

? انا لست من داعش حتى ابرر، انا ضد من يشوه الاسلام ويكفّر حكام المسلمين والازهر، والاسلام بريء من هذا الكلام، ولا يكفر المجتعات، والاسلام يعترف بأن هناك من يكفر به ولكن لا يجبره على الدخول في الاسلام بحد السيف، هو فقط يدعو بالحجة حتى كلمة الجهاد في القرآن رغم انها فعلا تطلق على القتال دفاعا عن النفس وعن الارض وعن العرض وعن العقيدة الا انها تطلق على الجهاد بالقرآن، الجهاد بالحجة والجهاد بالحسنى.

رغم ما يقوم به داعش من اعمال اجرامية، قلتم انهم ليسوا كافرين؟

? لكي نكفر شخصا يجب ان يخرج من الايمان وينكر الايمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والانجيل والقرآن، فلا نستطيع تكفيرهم رغم اعمالهم البربرية النكراء.

تصحيح المفاهيم

كيف يواجه الازهر داعش؟

? نقوم باعادة النظر في مناهجنا بما يتواءم مع تصحيح هذه الافكار التي لم تكن موجودة من قبل ولم تكن هناك حاجة الى ان تدخل في المناهج، والآن ادخلنا في المناهج دراسة مفاهيم الجهاد ومفاهيم الحاكمية ومفاهيم التكفير مثل هذه المفاهيم كلها تدرس لاكثر من مليونين ونصف مليون طالب وطالبة فيما قبل التعليم الجامعي ليتعلموا كيف يردون او كيف يفهمون ان هذه الحركات خارجة عن الاسلام، ونحن بصدد انشاء مرصد عالمي متخصص بلغات عدة لمتابعة ما ينشره داعش والحركات الاسلامية المسلحة لعرضها على فريق من العلماء الازهريين المتخصصين يقومون بصياغة الردّ ثم ترجمة هذا الرد على موقع الأزهر الشريف، كما دعا الأزهر في اكثر من 100 بيان ادانة الى تجريم ممارسات تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الارهابية.

المنهج الأزهري

يتهم البعض المناهج الأزهرية بأنها تلقين فقط لماذا؟

? نعم، هناك علوم تلقينية شأنها شأن كل العلوم التي تلقنها الثقافات والحضارات الاخرى في العالم لتلاميذها لكن الذي لا يعرفه الكثيرون هو ان المنهج الأزهري في اغلبه منهج حواري يقوم على تعدد الآراء واختلاف الرؤية، والذي يقول ان مناهج الفلسفة وعلم الكلام والمنطق واصول الدين واصول الفقه وعلم الجدل مناهج تلقينية لا يعلم عن هذه المناهج شيئا لا من قريب ولا من بعيد، والتطوير اشتمل على طريق العرض وأسلوبه ووسائله دون المساس بجوهره.

التعليم

هناك من الإعلاميين من يتهم الأزهر بأنه خرّج إرهابيين.. فما ردكم؟

? مناهج الأزهر على العكس من ذلك تماما، فهي التي خرّجت وتخرّج وسوف تخرّج المسلم الملتزم بالإسلام الوسطي عقيدة وفكرا وسلوكا، وهذا ما تحقق ويتحقق دوما في مصر والعالم العربي والإسلامي بل في العالم كله، وهؤلاء الاعلاميون لا يعلمون شيئا عن مناهج الأزهر ولم يقرأ أحدهم كتابا أو بعضا من كتاب من مناهج الأزهر اللهم الا فقرات مجتزأة من هذا الكتاب او ذاك ويصر على الهجوم وهو هجوم ينفذ اجندات اجنبية من دوائر تحارب الأزهر وقد حورب الأزهر عبر التاريخ ولا يزال يُحارب من كارهيه من اعداء الثقافة الأصيلة، ولا شك ان التشويش المتعمد على مناهج الأزهر يراد به الاصطياد في الماء العكر وتشكيك الناس، وارى ان التعليم خارج الأزهر يحتاج الى مراجعة شاملة فمعظمه يعلّم اما ان تكون معي واما ان تكون كافرا او فاسقا، لكن التعليم الوسطي الذي لا يكفّر فهو التعليم الأزهري والذي تُدرّس فيه المذاهب الفقهية الاربعة ومنهجه يقوم على التعددية فيه رأي ورأي آخر ورأي ثالث ورأي رابع وكل هذه الآراء صحيحة حيث ان طبيعة المنهج التعددي لا يمكن ان تنتج متشددا، فعقلية الأزهر بتكونها تسع الكثيرين ولا تحملك على مذهب معين يكفّر مخالفه او يفسّقه كما في بعض مناهج التعليم غير الأزهري.

ثبات الأزهر

إذن.. لماذا يتعرض الأزهر الشريف الى هجوم الآن؟

? من قرأ تاريخ الأزهر يجد ان هناك فترات كان الهجوم الممول يشتد على الأزهر ورجاله ورغم هذا فإن الأزهر الشريف ظل ثابتا شامخا لأن الأزهر لو اهتز فستهتز مصر ثم يهتز العالم العربي والإسلامي لكن لأنه ضمير الأمة وسقفها لذا فلن تهزه مؤامرة، فهو بمنهجه الوسطي السمح منهج تعددي لا يقر تكفيرا ولا تبديدا وهو سائر على هذا النهج الى ما شاء الله.

ولماذا تتم الآن مراجعة المناهج؟

? مراجعة المناهج ليس على اساس انها مناهج ارهابية ولكن على اساس أن هذه المناهج الوسطية تحتاج الى تحديث، المشكلة ان هذه المناهج صعبة فبدأنا نيسر ونبسط هذه المناهج فوضعت لاول مرة مادة اسمها «الثقافة الإسلامية» للصف الثالث الاعدادي وللمرحلة الثانوية ووضع بالمرحلة الثالثة الاعدادية موضوع «سماحة الإسلام في معاملة أهل الأديان الأخرى، والموضوع الثاني «التطرف والإرهاب» وهذا غير موجود في اي تعليم آخر إلا في الأزهر فنحن نعلم الطالب كيفية التعامل مع أهل الأديان الأخرى انطلاقا من الإسلام، وكيف يتصدى الطالب لمن يحرضه ضد وطنه أو يدعوه الى الارهاب، وجئنا بأمثلة عن سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين مثل عيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وأهم المواضيع التي يتم حذفها التي تتعلق بالرق، العبيد، الجمال، الصحراء، وأشياء لم تعد موجودة ولا حاجة ان يدرسها الطالب ونحن لا نعيد النظر في المناهج الأزهرية فقط بل نراجع مواد التربية والتعليم.

غير المسلمين

هل يجوز تهنئة غير المسلمين وذهاب المسلم للكنيسة للتهنئة؟

? الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم وفق ما أقرته شريعة الإسلام هو السلم وان السلام او التعارف أحد المقاصد الإلهية التي خلق الله الناس من اجلها وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا والإسلام دين السماحة لأنه أقام علاقاته مع اتباع الديانات والعقائد على اصل السلام والتعارف والتآلف، لذا لا يمنع الإسلام تهنئة غير المسلمين باعيادهم والتزاور معهم ما لم يكن بينهم وبين المسلمين عداوة او قتال، بل حث الإسلام على التوادّ والتعامل مع أهل الكتاب.

ما أهم ما يقوم به الأزهر الآن؟

? الأزهر الشريف يبذل جهدا متواصلا في سبيل صياغة خطاب ديني واع رشيد يتأسس بنيانه على القرآن الكريم والسنّة الشريفة والاجتهادات التي تلقتها الأمة بالقبول كما نتصدى للإرهاب والغلو والتطرف.

كيف ترى فضيلتكم الحل لمن تحوّل الى التطرف؟

? اصلاح برامج التربية الإسلامية في الدول الإسلامية التي اصبحت مخترقة من التفسيرات المتطرفة وغير الصحيحة للإسلام ولابد من تعادل بين مختلف المؤسسات التعليمية والدينية ووسائل الاعلام لمنع الشباب من الانحراف الى الفكر المتطرف والانضمام الى الجماعات الارهابية، والمطلوب عرض الإسلام كما هو لأن الإسلام يحترم الآخر ويؤمن بالآخر، نحن نقول ان القرآن هو الذي يحقق السلم والإخاء والسلام الدولي والمواطنة والتاريخ يشهد بهذا، هذا هو الإسلام الذي نريد ان نعود اليه، والأزهر ليس مؤسسة سياسية ولا نلعب سياسة ولا نتدخل في السياسة نحن مؤسسة تعليمية تعلم الناس الإسلام الصحيح ومن يستغل الإسلام لسبب أو لآخر ويوظفه توظيفا سيئا منحرفا ننبه عليه ونقول ان هذا ليس هو الإسلام.

فتاوى التكفير

ما تعليقكم على فتاوى التكفير؟

? التساهل في فتاوى التكفير أوصلنا الى القتل والذبح باسم الدين ونشر الإفك وأحكام الخروج من الملة، كما أدت هذه الفتاوى الى استحلال الدماء المعصومة وهي سبب ما نراه من قتل وتخريب. والتخوف من إصدار الفتوى أمر جامع يجب النظر فيه والطريق أصبح سهلا لتحقيق غايات الاسلام والتصدي للجماعات المتطرفة التي تصدر فتاوى مخالفة للدين، وذلك بعد ظهور حقيقتهم الخسيسة.

النقاب

هل النقاب فريضة؟

? النقاب عادة من العادات كالزيّ العربي القديم والفريضة هي الحجاب.

السياسة

إلى أي حزب ينتمي الأزهر الشريف؟

? لست حزبا ولا منظمة ولا حركة مسلحة ولو كنت كذلك لافتقدت وسطيتي وافتقدت ما تميز به الأزهر، وهو أنه لا يتدخل في هذه الأمور وإنما يهمه الجمهور العريض في مصر وخارجها ويهمه الوعظ بالحكمة، فأنا كرجل أزهري لا أتدخل في سياسات معينة وإلا كنت مؤسسة سياسية، وواجبي أن أنصح، فالعلاقة بين الدولة والأزهر علاقة تقوم على أنني رجل أزهري في دولة لست خصما لها ولست حزبا سياسيا ولا مؤسسة سياسية، فهذه ليست مهمة الأزهر، فأجندة الأزهر انه مؤسسة علمية أكاديمية ثقافية تحافظ على وسطية الاسلام والتراث الاسلامي، والسلام الاسلامي في الداخل والخارج، فدورنا لا يتعدى الناصح.

أما تدخل الأزهر في السياسة فسيقضي على الأزهر وسينزل من قدر الأزهر في نفوس الناس، فليس هناك هيئة علمية أو علماء عملهم هو نقد الدولة صباحا ومساء، فأين هذا الطراز من العلماء، قد تجديه في مصر؟ فهم يقولون إن الأزهر يريد السياسة بالعكس مصر هي البلد الوحيد الذي ينتقد فيه العلماء الدولة في الصحف وعلى الفضائيات وغيرها.

وكم كان رأي الأزهر مخالفا للدولة، لكن في إطار احترام الدولة وتوجيهاتها، ورأينا هذا مع الشيخ طنطاوي والشيخ جاد الحق أكثر من مرة، والحقيقة انه لم تكن الدولة تتخطى حدود الأزهر.

فمهمتنا تجاه النظام لا تتعدى النصيحة ولا يتدخل الأزهر في السياسة.

الإمام الأكبر والبدلة

سألنا شيخ الازهر عن ارتدائه الزي الأزهري ومدى مشروعية أو كراهة ارتدائه البدلة وربطة العنق، فأجاب: البدلة ليست حراما والعمامة والجبة ليستا فرضا، وليس واجبا أو فرضا ولا حراما اذا ارتديت البدلة، كما أن رابطة العنق ليست حراما وقد جرى العرف أن شيخ الأزهر يرتدي الزي الازهري، وإن كنت أرى أنه ليس واجبا أو فرضا، وإذا ارتديت البدلة فليس حراما، لكن ذلك سيصدم الشعور العام، والشرع يحترم ويقدر الشعور العام ويستاء من الخروج على الذوق العام.

فالمسألة ليست حلالا أو حراما بقدر ما هو عرف والعرف مقدر عند الشرع والشريعة.

جرائم الثأر

مازالت جرائم الأخذ بالثأر قائمة في صعيد مصر فما الحل الذي يراه شيخ الازهر.. يقول: بالأزهر لجنة تسمى لجنة المصالحات تقوم بعقد جلسات صلح بين العائلات، وذلك للعمل على وقف نزيف الدماء والقضاء على عادة الثأر في ربوع مصر ونجحت اللجنة في كثير من المصالحات والحمد لله.

تحالف إسلامي

دعوت فضيلتك إلى توسعة التحالف الاسلامي العسكري في الدول العربية بين العرب ..فقال: أرحب بإعلان تشكيل التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب والذي يضم 34 دولة ويعتبر قرارا تاريخيا ومطلبا ملحّا لشعوب الدول الاسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الارهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق.

© Al Anba 2016