06 07 2015

أكدت أن ظهور أنماط عالمية جديدة قد تؤثر على موقعها بالسوق العالمية

كشف تقرير ديلويت الأخير حول واقع النفط والغاز خلال عام 2015 أنّه من غير المحتمل أن تؤثر التقلبات الدورية في قطاع النفط والغاز على المسار الطويل الأمد لهذا القطاع. إلّا أنه وبحسب التقرير، من المحتمل أن تزيد هذه التقلبات الحالية من سرعة بعض الاتجاهات التي كانت في طور الإكتشاف.

وقد جاء هذا التقرير ليسلط الضوء على 6 من القضايا الرئيسية التي تؤثر حالياً على صناعة النفط والغاز (والسوق المنبع على وجه الخصوص). وتشمل هذه القضايا التحول المتوقع في أساسيات العرض والطلب، وظهور أنماط تجارية جديدة، والنظر في دور أوبك في السوق، وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال، والتكاليف الطويلة الأمد للمشاريع المعقدة والديناميكيات المتطورة بين شركات النفط المتكاملة (شركات النفط العالمية) وشركات النفط الوطنية.

في هذا الإطار، علّق سلام عواوضه، الشريك المسؤول عن قطاع الطاقة والموارد في ديلويت الشرق الأوسط، قائلاً: «إنّ قطاع النفط والغاز قائم على استثمارات طويلة الأجل وقد استطاع أن يتخطى بنجاح العديد من الانخفاضات الدورية في الماضي. في ظل الاتجاهات الجديدة، على شركات هذا القطاع أن تتكيف مع كل المتغيرات كي تخرج هذه المرحلة حاملة خبرات تجارية قيمة. في الوقت عينه، جدير بنا أن نتذكر أن إشارات الأسعار المنخفضة تحفز على الابتكار وعلى تعزيز السوق عبر سلسلة القيمة. بالتالي، فإنّه من غير المحتمل أن يؤثر التراجع في أسعار النفط على استثمارات الأبحاث ومشاريع التنمية في قطاع الابتكار، أو عمليات الدمج والاستحواذ، أوتطوير الاستراتيجيات في سوق الطاقة».

ويضيف عواوضه: تشهد الأسواق العالمية اليوم تغيرات جذرية في أساسيات العرض والطلب. فعلى سبيل المثال، على الرغم من أنّ منطقة الشرق الأوسط لازالت قادرة على تلبية احتياجاتها الحالية، إلّا أنّ الطلب على كل من النفط والغاز في المنطقة يشهد ازدياداً متواصلا. كما أن ظهور مجموعة من الموردين الجدد أو الموردين العائدين يمكن أن يكون له تداعياته في تغيير ديناميكيات سوق الطاقة. فإنتاج جنوب العراق وكردستان العراق مثلاً قد يرتفع بشكل كبير على الرغم من الأوضاع الأمنية التي تعاني منها المنطقة حالياً». ويسلط التقرير الضوء على الاتجاهات الرئيسية التالية:

التحول في أساسيات العرض والطلب

تعزز التقلبات القطاعية ديناميات القوى بين موردي النفط التقليديين والجدد. فعلى سبيل المثال، شهدت منطقة الشرق الأوسط تراجع في حصتها في سوق الولايات المتحدة، سواء بالنسبة للمنتجات الخام أو المكررة، وهي تكافح حالياً للسيطرة على أساسيات العمل في سوق يعج بالنفط. ولذلك، يعمل منتجي النفط في الشرق الأوسط على توجيه تدفق النفط نحو الشرق إلى آسيا، بدلا من توجيهه نحو الغرب إلى الأمريكتين، بالإضافة إلى زيادة حصتهم في السوق الاستهلاكية الأوروبية.

نشوء أنماط تجارية جديدة

في ظل التطور المستمر في آليات العرض والطلب الأساسية في قطاع النفط والغاز، تظهر أيضاً أنماطاً جديدة للتجارة العالمية. ويمكن لذلك أن يهدد موقع أوبك التقليدي في الأسواق العالمية، على الرغم من أن هذه ليست النتيجة المحتملة على المدى القصير. ما هو مؤكد هو أن أوبك سوف تبحث عن مشترين جدد بعد أن وصلت سوق أمريكا الشمالية إلى درجة الإكتفاء الذاتي وباشرت بالتطلع نحو التوسع إلى سوق أوروبا الغربية.

أوبك: تحت الضغط

تزود أوبك السوق العالمية حاليا ما يقارب 32? من النفط الخام. ومع ذلك، فإن الحصة السوقية لأوبك ستنخفض بنسبة 5? بحلول عام 2018 مع ارتفاع حصة النفط الأمريكي في السوق العالمية. وفي حين أن حصة أوبك قد تتعافى على المدى الطويل مع تحول أنماط العرض (خاصة إذا استقر إنتاج الولايات المتحدة)، إلا أنّ منظمة أوبك ستتنازل عن قوتها السوقية بحلول ذلك الوقت.

© Al Ayam 2015