29 06 2016

سلطان بن سلمان: المسوحات الأولية أظهرت أن موقعه غني بالآثار

 

وصف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير ، إقرار مبادرة سوق عكاظ ضمن مبادرات الهيئة في برنامج التحوُّل الوطني، بأنه يأتي امتداداً لما قامت به الهيئة في هذا المشروع الذي يأتي ضمن إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، وضمن الجهود التي تمت في مشروع تطوير الطائف وإعادة رونقها، مضيفاً أن المقام السامي الكريم وافق على تشكيل فريق يتكون من إمارة منطقة مكة المكرمة وهيئة السياحة والتراث الوطني، ووزارتي المالية للشؤون البلدية والقروية لمشروع تطوير الطائف.
وأبان بعد حضور اجتماع اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ التي عقدت في جدة، أمس الأول، برئاسة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، أن برنامج التحوُّل الوطني الذي أقره خادم الحرمين الشريفين الشهر الماضي خصص ميزانية لمشروع مدينة سوق عكاظ الذي تشرف عليه الهيئة بلغت 861 مليون ريال لتطوير المرحلة الأولى لمدينة عكاظ، والتي تضمنت 244 مليون ريال التكاليف التقديرية لإنشاء مشاريع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، و651 مليون ريال قدرت لإنشاء البنية الأساسية داخل وخارج الموقع.
وتوقع أن يتم الانتهاء من تلك المشاريع التطويرية خلال الخمس سنوات المقبلة والتي تبدأ فور إقرار الميزانية، مشيراً إلى مشاركة القطاع الخاص في التطوير بما يقارب 1291 مليون ريال، وبذلك يصل حجم الاستثمار المتوقع في المرحلة الأولى إلى قرابة ملياري ريال.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن مبادرة الهيئة بالتنسيق مع إمارة مكة ومحافظة الطائف وأمانة الطائف لتطوير مدينة عكاظ التاريخية ترجع إلى ما للسوق من أهمية تاريخية بصفته أهم أسواق العرب القديمة، وارتبط اسمه بالنشاط الثقافي والاقتصادي، وهو السوق الذي زاره النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة، وبقيت معالمه محفوظة حتى يومنا هذا، حيث كان ولا يزال رمزاً للتراث العربي، ويخضع السوق حالياً لدراسات أثرية وتنقيبات في أجزاء منه واسعة بعد أن أظهرت المسوحات الأولية أنه من المواقع الغنية بالآثار.
وأشار إلى أن المشاريع التي تضمنتها مبادرة تطوير مدينة سوق عكاظ تنوعت ما بين إنشاء مركز الشعر العربي، ومتحف تفاعلي، وتطوير جادة عكاظ التراثية، واستحداث جادة للمستقبل تكمل الأبعاد التي كانت تمثلها السوق قديماً بوصفها مكاناً لتقديم الجديد من الأفكار والمنتجات، وإنشاء مخيم بيئي، بالإضافة إلى استكمال أعمال التنقيبات الأثرية التي أظهرت المسوحات الأولية أن الموقع بكامله يزخر بها والعمل على تأهيل المجموعة الأولى من المواقع الأثرية وفتحها للزوار، وخُصصت له ميزانية تقديرية لهذه المرحلة بلغت 195 مليون ريال، كما سيشمل المشروع مرافق الخدمات الأساسية كالمساجد، والمصليات، ومراكز أمن وسلامة، بالإضافة لمركز صحي، ومبنى إداري، ومركز للزوار.
وأكد سعي الهيئة في كل المشاريع التي تقوم بها إلى إشراك القطاع الخاص في التنمية بالإضافة إلى القطاع الحكومي، وأضاف «يجري استكمال عملية التهيئة لطرح حقائب استثمارية للقطاع الخاص للعمل على عدة مشاريع في المدينة منها إنشاء دور للإيواء السياحي تتنوع ما بين فندق تراثي، وشقق فندقية، بالإضافة إلى نزل ومخيم تقدر تكلفته بـ 758 مليون ريال»، مبيناً أن تحول المدينة التاريخية إلى عامل جذب للسياح والزوار سيحث المستثمرين على توفير محال تقديم الخدمات والتجزئة والمطاعم والمقاهي وكذلك مركز إبداعي حرفي، وقرية تسوق، وأيضاً سوق تراثي، مع سوق مفتوح.
وذكر رئيس الهيئة أن مشروع تطوير عكاظ سيقام فيه مركز للتنزه والاستجمام بتكلفة 126 مليون ريال، ومرافق للرياضة والصحة، ومساحات مكتبية وغيرها، وتابع «هذه المشاريع مجتمعة سيضخ بها القطاع الخاص ما قيمته 1291 مليون ريال، كاستثمار مباشر في المدينة، التي ستساهم الدولة كذلك في تطويرها من خلال تطوير البنية الأساسية من إيصال الكهرباء إلى حدود الموقع مع تجهيز المحطات الفرعية وشبكة الكهرباء الرئيسة داخل الموقع، وإيصال المياه والصرف الصحي إلى حدود الموقع وداخل الموقع كذلك، وتمديد شبكة الطرق ومواقف السيارات والمناطق المفتوحة، التي ستضخ فيها الدولة قرابة 651 مليون ريال».
وعما تم إنجازه في مشروع تطوير عكاظ حتى الآن، قال «تم وضع خطة التطوير السياحي في المنطقة، وكذلك العرض على أمير منطقة مكة المكرمة وأخذ مرئياته، وأيضاً اعتماد المشروع ضمن مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني، كما ستعمل الهيئة عند تخصيص الميزانية الخاصة بمبادرة تطوير مدينة عكاظ خلال عام 2017 في العمل على مركز الشعر العربي، وأيضاً المخيم البيئي، مع الاستمرار في تأهيل عدد من المواقع الأثرية في المنطقة، والبدء في مشروع جادة المستقبل مع إنجاز بعض متطلبات البنية الأساسية، واعداد المخطط التفصيلي لمدينة عكاظ».

© الشرق السعودية 2016