* التحالف يهدف لترجيح كفة الحرب لصالحة بهجوم الحديدة

* الإمارات تأمل أن تقنع الأمم المتحدة الحوثيين بتسليم الحديدة

* الأمم المتحدة: مخاطرة بخسائر كبرى في صفوف المدنيين ومنع المساعدات

(لإضافة تعليق من الإمارات)

من محمد الغباري

عدن 18 يونيو حزيران (رويترز) - قصفت طائرات التحالف بقيادة السعودية مواقع للحوثيين المتحصنين في مطار الحديدة باليمن اليوم الاثنين فيما قال مسؤول كبير في التحالف إنه يأمل أن تقنع جهود دبلوماسية من الأمم المتحدة الحوثيين بالتخلي عن المدينة.

وهناك مخاوف من أن يؤدي طول أمد القتال في المدينة إلى تفاقم أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم. ويحاول الحوثيون حماية خطوط الإمدادات الحيوية لهم من الميناء المطل على البحر الأحمر لمعقلهم في العاصمة صنعاء.

وشن التحالف العربي المدعوم من الغرب هجوما على الحديدة قبل ستة أيام لترجيح كفة الحرب لصالحه.

وتقود الإمارات، وهي مشارك رئيسي في التحالف، هجوم الحديدة الذي يركز حاليا على مطار المدينة المطلة على البحر الأحمر.

وقال سكان إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي أطلقت النار اليوم الاثنين مستهدفة قناصة ومقاتلين على أسطح المباني في حي المنظر المجاور لمجمع المطار.

وتسبب تصاعد القتال في إصابة عشرات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول لمناطق في المدينة.

وعبر الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين عن قلقه البالغ من الهجوم الذي قال إنه يعرض ملايين المدنيين للخطر.

وقال في افتتاح جلسات تستمر ثلاثة أسابيع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف "أؤكد على قلقي العميق حيال الهجمات الدائرة التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحديدة التي قد تتسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين وقد يكون لها أثر كارثي على إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين الأشخاص والتي تأتي عبر الميناء".

وقال مسؤول إماراتي كبير اليوم الاثنين إن التحالف يتبع نهجا محسوبا وتدريجيا في المعركة لتقليل المخاطر على المدنيين.

وأضاف أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية للصحفيين في دبي أن التحالف يحسب استراتيجيته العسكرية ليأخذ في حسبانه الوضع الإنساني الهش.

لكن قرقاش قال إن أيام الحوثيين في الحديدة صارت معدودة وإنه يأمل أن يتمكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث، الذي وصل يوم السبت إلى العاصمة صنعاء، من إقناع الحوثيين بالتخلي عن السيطرة على المدينة.

* جهد مفاجيء

قال قرقاش إن التحالف لا يزال يعول على بذل الأمم المتحدة جهدا مفاجئا لحل الأزمة.

وأضاف أنه يقدر عدد المقاتلين الحوثيين في الحديدة بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف. ورفض الكشف عن حجم قوات التحالف ولكنه قال إن لها التفوق العددي.

وكان التحالف العربي قال إن بإمكانه السيطرة على الحديدة بسرعة بما يمنع عرقلة وصول المساعدات وإنه سيركز على السيطرة على المطار والميناء لتجنب الدخول في معارك في الشوارع.

لكن التحالف لم يحاول من قبل السيطرة على مدينة كبرى شديدة التحصين منذ أن تدخل في الحرب قبل ثلاث سنوات وتخشى منظمات الإغاثة أن يطول أمد معركة الحديدة.

وسيتسبب ذلك في مزيد من المعاناة للمدنيين الذين يعانون بالفعل من أثر الضربات الجوية وحصار الموانئ والجوع وانتشار الكوليرا.

وقال يحيى الطناني إنه ترك حي المنظر هو وأسرته قبل ثلاثة أيام وساروا لمسافة ثلاثة كيلومترات وهم يختبئون خلف الجدران وتحت الأشجار لتجنب الضربات الجوية قبل أن يعثروا على مأوى في مزرعة سمكية. وبقي آخرون في منازلهم لرعاية أفراد أسرهم وماشيتهم.

وقال "قالوا لنا إن بعض منظمات الإغاثة سترسل حافلات ثم قالوا لا يمكن لحافلات أن تدخل أو تخرج. فبدأنا نمشي حاملين أطفالنا ونجلس بين الحين والآخر لنستريح فيما حلقت الأباتشي فوق رؤوسنا. كنا خائفين إذ لم نعلم إن كنا سنتعرض لإطلاق النار".

وأضاف وهو جالس على الأرض في فصل فارغ في مدرسة تستخدم لإيواء النازحين من القتال "الآن نحن في هذه المدرسة دون حشايا ولا كهرباء ولا ماء ولا حمامات، لا شيء. ولدينا أطفال يحتاجون لعلاج وغذاء وأي شيء لكن ليس لدينا أي شيء".

ونام أطفال على أرض الفصول الخاوية فيما جلس آخرون في الساحة في يأس حيث تناثرت حولهم بعض الملابس والأغطية على الشرفات والمكاتب.

وتدخل التحالف في حرب اليمن في 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا بعد أن أجبرها الحوثيون على مغادرة البلاد ولإحباط ما ترى الرياض وأبوظبي أنه محاولات من عدوتهم إيران للهيمنة على المنطقة.

ويسيطر الحوثيون على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في البلاد التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة.

وقد يكون للهجوم تداعيات أيضا خارج نطاق اليمن الذي أصبح طرفا في نزاع إقليمي على النفوذ بين السعودية وإيران.

وزاد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وتقاربه مع كوريا الشمالية من الضغوط على طهران للحفاظ على مصالحها في اليمن وسوريا ودول عربية أخرى.

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)