(آندي كريتشلو من كتاب المقالات في رويترز والآراء الواردة في هذا المقال هي آراؤه الشخصية)

من آندي كريتشلو

لندن 22 أغسطس آب (رويترز) - آن الأوان لإعادة إطلاق استراتيجية الاستثمار القطرية. ففي السنوات الأخيرة ظلت الدولة مستثمرا عاديا في الأسهم باستثمارات باهتة في البنوك الغربية وشركات التجزئة وشركات إنتاج السيارات. أما الآن وقد اضطرت الدوحة إلى تقليص الإنفاق بفعل هبوط أسعار النفط والغاز صار لزاما على جهاز قطر للاستثمار استعمال موارده بقدر أكبر من الحنكة.

كان من شأن تجميع الأصول الأوروبية أن تباينت نتائج الجهاز الذي يقدر معهد صناديق الثروة السيادية قيمة ما بحوزته من أصول بنحو 256 مليار دولار. وبلغ إجمالي عائد بعض أكبر استثمارات الجهاز المباشرة في مؤسسات مثل بنكي باركليز وكريدي سويس وسينسبري وفولكسفاجن 4.9 بالمئة فقط في المتوسط على مدار السنوات الخمس الماضية بحسب بيانات أيكون. وتحملت أسهم شركات مثل فولكسفاجن وباركليز أيضا أضرارا لحقت بسمعتها. ولم توفر شيئا يذكر من المزايا الاستراتيجية الإضافية لصناعة الطاقة الأساسية التي تدر الأموال على قطر.

ومن شأن خطة بديلة توجيه محفظة جهاز قطر للاستثمار أكثر نحو قطاع الغاز الطبيعي المسال الحيوي في البلاد. فقطر هي أكبر دولة مصدرة لهذا الوقود في العالم بعد تحويله إلى الحالة السائلة لتحمله الناقلات العملاقة إلى أسواق التصدير. ويدر الغاز الطبيعي المسال معظم دخل قطر من التصدير لكن الأسعار تضررت من إنتاج الغاز الصخري المحلي في الولايات المتحدة والمنافسة من أستراليا. وانخفضت أسعار تسليم الغاز الطبيعي المسال في آسيا نحو 50 بالمئة بما يتماشى تقريبا مع الخام على مدار السنتين الماضيتين.

ولحماية حصتها في الاقتصادات النامية الكبرى في آسيا أو الأسواق المتقدمة مثل المملكة المتحدة -حيث تستحوذ حاليا على نحو خمس حجم الإمدادات- ربما يكون من الأفضل لجهاز قطر للاستثمار الاستحواذ على حصص في الزبائن الكبار في قطاع المرافق. ويجري تداول سهم سنتريكا -الهدف الواضح في المملكة المتحدة نظرا لكونها أكبر مورد في البلاد وواحدة من بين كبار مشتري الغاز الطبيعي المسال القطري- بما يزيد عن 20 بالمئة فوق متوسط سعر عشر سنوات على أساس نسبة السعر إلى الربح. لكن المال متوفر لدى قطر وأسهم إس.إس.إي المنافسة المحلية لسنتريكا وإس.أون الألمانية تبدو أرخص ثمنا.

والمرافق موجودة بالفعل بين أصول جهاز قطر للاستثمار الأفضل أداء لكن أسهم قطاع الطاقة تمثل 25 بالمئة فقط من استثمارات الجهاز العشرين الأولى. وبحسب أيكون فقد حققت حصة الجهاز التي تقترب من عشرة بالمئة في إيبردرولا -أكبر شركة اسبانية للكهرباء- أكبر عائد إجمالي بين الاستثمارات الخمسة الأكبر للجهاز العام الماضي. وإذا استوعبت قطر الصورة بشكل كامل فإن البناء على هذه القاعدة قد يفضي إلى نهج ينطوي على حس مالي واستراتيجي.

* أخبار في السياق

* جهاز قطر للاستثمار يجاري أسعار النفط المتدنية وأحدث صفقاته كانت زيادة حصته في الشركة المشغلة لمطار سان بطرسبرج وجرى الإعلان عنها في 31 يوليو تموز.

* صندوق الثروة السيادي يحول استراتيجيته باتجاه التركيز أكثر على آسيا والولايات المتحدة مع تقليل التركيز على الاستثمار المباشر في الشركات الأوروبية مثل فولكسفاجن وباركليز بحسب تقرير نشرته رويترز في الأول من مايو أيار.

* الصندوق الذي يقدر معهد صناديق الثروة السيادية قيمة ما بحوزته من أصول بنحو 256 مليار دولار يعد بنكي باركليز وكريدي سويس والبنك الزراعي الصيني ضمن حيازاته العشرة الأكبر بحسب بيانات أيكون.

* قطر تضطر لربط الحزام وتقليص الإنفاق بعد هبوط أسعار النفط والغاز. وقد هوى سعر الخام 52 بالمئة خلال العامين الماضيين.

(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)