«الظاهرة» و«الراجحي» تصدران إنتاج 60 ألف فدان للإمارات والسعودية

فدان «البرسيم» يستهلك 8 آلاف متر مياه تكفي لزراعة 3 أفدنة من القمح

21/فبراير/2012  رغم فشل الحكومات المتعاقبة في سد فجوة إنتاج اللحوم وبينما رصدت الحكومة الحالية 450 مليون جنيه لمشروع الاكتفاء الذاتي تسمح الحكومة ذاتها بتصدير البرسيم الذي يعد العلف الحيواني الأرخص والأول في مصر.
 
ويعد ميناء دمياط المنفذ الأول لصادرات البرسيم التي تم عبر تجفيفه وتعبئته في «بالات» ليتم تصديره للأسواق العربية وبصفة خاصة السعودية والإمارات، ما يمثل هدراً لموارد مصر المائية بزراعة البرسيم الذي يستهلك الفدان منه نحو 8 آلاف متر من المياه سنوياً ليتم تصديره لتأكله ماشية السعودية والإمارات دون استفادة حقيقية للسوق المحلي سوي سعر البيع الذي لا يتجاوز 1600 جنيه للطن.
 
وتصدر شركتا الراجحي السعودية والظاهرة الإماراتية إنتاج ما يقرب من 60 ألف فدان حصلت عليها في توشكي وشرق العوينات وقامت بزراعتها بالبرسيم الحجازي الذي يستمر لمدة 3 سنوات في الأرض وتصدر ما يقرب من 500 ألف طن سنوياً إلي السعودية والإمارات حيث يبلغ إنتاج الفدان حوالي 8 أطنان في الموسم.
 
وقالت مصادر لـ «البورصة»: إن الأشهر الماضية شهدت توسعاً في تصدير البرسيم من أراضي الدلتا والذي لا يستغرق في الأرض سوي عدة أشهر وينتج حوالي 3 أو 4 «حشات» قبل إزالته من الأرض وهو ما أدي لنقص المعروض من البرسيم لدي الفلاحين وزيادة سعره.
 
قال شاهد عيان لـ «البورصة»: إن كميات كبيرة من البرسيم يجري تجفيفها في «مخازن» بمدينة دمياط الجديدة لإعدادها للتصدير من ميناء دمياط.
 
وارتفعت المساحة المنزرعة بالبرسيم خلال العام الحالي لنحو 2.7 مليون طن وينتج الفدان الواحد حوالي 45 طناً موزعة علي عدة «حشات» حسب نوعه.
 
وقال د. محمد النحراوي، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية: إن المعهد درس عائد المتر المكعب من المياه لعدد من المحاصيل لعام 2009 عندما كان سعر طن القمح 150 دولاراً والأرز ألف دولار ووجد أن عائده من البرسيم 4 أضعاف القمح حتي بعد ارتفاع سعر طن القمح إلي 300 دولار وانخفاض سعر طن الأرز إلي 300 دولار مطلع العام الجاري ليظل البرسيم الحجازي أكثر جدوي اقتصادياً.
 
قال خبراء زراعة: إن حساب عائد الألف متر مكعب من الجنيه في صالح زراعة البرسيم إلا أن السماح بتصدير البرسيم يمثل «جريمة» في حق الأمن الغذائي المصري إذ لا يحتاج البرسيم سوي لماشية تأكله لتصبح قيمته المضافة عدة أضعاف تصديره من خلال استخدامه في تربية الحيوانات لإنتاج اللحوم أو الألبان وبالتالي فتصديره خاماً يعني أن مصر في حاجة لمعونة فنية في كيفية تربية الحيوانات!.

© Alborsanews.com 2012