26 06 2016

توقع مستثمرون ومحللون ماليون أن تتأثر بورصة قطر بشكل محدود جراء خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وقالوا إن هذا التأثير سيكون محدوداً نسبة لعدم إرتباط الإقتصاد القطري إرتباطاً وثيقاً بالإقتصاد البريطاني، كما أن الإقتصاد القطري لا يشبه الإقتصاد البريطاني.

الغزال: قطر ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي وليست على ارتباط أحادي بالاقتصاد البريطاني

وقللوا من تأثير خروج بريطانيا على الإقتصاد العالمي ككل، وقالوا إن الاقتصاد العالم ليس مرتبطاً باقتصاد دولة واحدة حتى وإلا لكان قويا مثل الإقتصاد البريطاني، وأشاروا إلى أن الإتحاد الأوروبي سيعمل على إيجاد الحلول لنفسه للخروج من هذه الأزمة.

مشيرين إلى أن تنفيذ خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي لن يتم قبل عام 2018، ولم يستبعدوا أن يتم توقيع اتفاق مشابه للاتفاق الموقع مابين الاتحاد الأوروبي وسويسرا. وقالوا إن صدمة الخروج سيتم امتصاصها مع مرور الوقت، مشيرين إلى التأثيرات النفسية هي الغالبة على الحدث. وأكدوا على ضرورة حصول بورصة قطر على محفزات جديدة خلال الفترة المقبلة لتحقيق ارتدادة قوية، ولفتوا إلى التداول الضعيف الحالي بالسوق سببه عدم وجود محفزات تدفع بمزيد من السيولة إلى مقصورة التداولات.

التأثيرات السالبة

وأكدت سيدة الأعمال فاطمة الغزال على التأثيرات السالبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الاقتصادات العالمية، وعلى أسواق المال. وأقرت بتأثيرات ذلك على بورصة قطر بحكم أن قطر ليست بعيدة عن المنظومة العالمية، ولكنها أشارت إلى محدودية التأثير. وقالت إن قطر ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا يشبه اقتصادها الاقتصاد البريطاني كما أنها ليست على ارتباط أحادي بالاقتصاد البريطاني أو بالعملة البريطانية الجنية الإسترليني، ولكنها أشارت إلى التأثيرات على الشركات القطرية التي لديها استثمارات في بريطانيا.

المدى الزمني

وقالت إن معرفة المدى الزمني لهذه التأثيرات يتوقف على تداعيات الأحداث وردة الفعل التي لم تتضح حتى الآن نسبة لعدم تفاعلها حتى الآن في أوروبا نفسها. ولفتت إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يشبه أحداث 2008.

وأوضحت أن نتيجة الاستفتاء لا تعني أن بريطانيا قد خرجت تماما من الاتحاد، حيث يجب أن يتم ذلك وفقا لقانون الاتحاد في عام 2018، كما يتوقع أن تبرم شراكة من نوع آخر لاتفاق الاتحاد الأوروبي مع سويسرا. وقالت إن الصدمة جاءت في أن معظم دول العالم -إن لم يكن جلها- لم تكن تتوقع خروج بريطانيا من الاتحاد.

الإقتصاد القطري

وأكد المستثمر والمحلل المالي عبد العزيز العمادي أن لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأثير على بورصة قطر، ولكنه قال "من المفترض أن يكون محدودا". وأضاف أن الاقتصاد القطري ليس مرتبطا ارتباطا وثيقا بالاقتصاد البريطاني، وزاد أن الاقتصاد القطري ليس كاقتصاد بريطانيا.

تأثيرات محدودة

وقلل العمادي من تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد على الاقتصاد العالمي، وقال إن التقارير والأحاديث التي تناولت الموضوع مبالغ فيها وإن التأثير لن يكون بهذا الحجم الذي تشير إليه الأحاديث والتقارير المختلفة، وقال إن الاقتصاد العالمي ليس مرتبطا باقتصاد دولة واحدة، حتى وإن كانت بريطانيا، وبالتالي ليس التأثير كما يصورونه الآن بأنه كارثي.

العمادي: التقارير التي تناولت تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد مبالغ فيها

الحلول الأوروبية

وقال إن الاتحاد الأوروبي سيجد لنفسه الحلول وهي ليست صعبة عليه، وقد كان يعلم برغبة البريطانيين في الخروج من الاتحاد. وشدد العمادي على أن التأثير الأكبر هو جانب نفسي، ومع مرور الوقت فإن الأمر سيكون طبيعيا.

خيار الشعب

وقال المحلل المالي هاشم العقيل إن ما يلفت الانتباه في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أنه جاء بإرادة الشعب، بعد الوعود التي أكدها كاميرون إبان حملته الانتخابية من أنه سيمنح الشعب البريطاني الخيار في البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن قرار الخروج يعود لوجهة نظر الشعب البريطاني.

تأثيرات الخروج

وفيما يختص بتأثيرات الخروج قال العقيل إن تأثيره على كل الأسواق العالمية ذكرنا بأحداث 2008 الاقتصادية، وبالتالي لا يستبعد أن نسمع العديد من الإشاعات والأقاويل عن تأثير عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي من المفترض أن يتم تنفيذه فعليا في عام 2018، مشيرًا إلى أن اتفاقا آخر سيتم توقيعه وسيكون مشابها للاتفاق الموقع ما بين الاتحاد الأوروبي وسويسرا.

الاستثمارات في بريطانيا

وأقر العقيل بأن هناك تأثير على الاستثمارات البريطانية، خاصة الشركات القطرية التي لديها استثمارات في بريطانيا، سواء كان على مستوى العملة أو الاستثمارات والسندات، و أوضح أن التقييم يحتاج إلى وقت لمعرفة التأثيرات المستقبلية على المدى الطويل، ولكنه أشار للتأثيرات الظاهر على أسعار النفط التي وصلت في تراجعها إلى 5% وقال إن هذا بالطبع سيؤثر على إيرادات الشركات والقطاع المصرفي بشكل خاص.

حزمة المحفزات

وأكد العقيل على ضرورة توافر حزمة من المحفزات الداخلية مثل نتائج الربع الثاني لتمكن السوق تنفيذ ارتدادة قوية، وقال إن هذا ما جعل المستثمرين يتداولون بحذر، وهو ما يعكس مستوى التداول الضعيف حاليا.

الخروج المفاجئ

وقال المحلل المالي أحمد ماهر إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان مفاجئا، وزلزل كل الأسواق العالمية. وقال إنه نتيجة لذلك يدعو كل المستثمرين والمساهمين في البورصة إلى توخي الحذر، حتى يتم تقييم حجم الأضرار ومدى الفائدة التي يمكن أن تعود على الاقتصادات العربية من هذا الخروج، خاصة أن الأقطار العربية ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، وعملتها ليست مرتبطة بالجنيه الإسترليني.

وأشار إلى حالة من حالات التأثير على بعض الشركات المدرجة في البورصة وحددها بخمس شركات، مشيرًا إلى أن الشركات القطرية محتفظة في الغالب بإيراداتها لأنها شركات مرتبطة كما قال في إيراداتها بالداخل وليس بالخارج، وبالتالي فإن بعض السلع التي تأتي من بريطانيا ستكون بسعر أقل في ظل تراجع الجنيه الإسترليني، كما أن أرباح الشركات المرتبطة بالاقتصاد البريطاني لن تتأثر سلبا، بينما ستستفيد الشركات غير المرتبطة بالاقتصاد البريطاني من هبوط الجنيه الإسترليني الذي بلغ 7% ويتوقع أن يزيد.

العقيل: خروج بريطانيا لن يكون قبل عام 2018 وستكون هناك شراكة تشبه اتفاق سويسرا.. ماهر يدعو المستثمرين والمساهمين في البورصة إلى الحذر في اتخاذ القرار الاستثماري

وتابع ماهر أن تأثير مغادرة بريطانيا على البورصات سيقود إلى هبوط المؤشر بسبب العوامل النفسية في المقام الأول، بينما ستتوقف حركته المستقبلية على ردة الفعل لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

المأزق البريطاني

وأوضح ماهر أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد وضع بريطانيا في مأزق اقتصادي وسياسي، حيث طالبت بعض المناطق على الصعيد السياسي بالاستقلال من بريطانيا مثل أسكتلندا وأيرلندا وويلز، فضلا عن الأزمات الاقتصادية، حيث ستدخل بريطانيا في حالة من الانكماش بعد أن كانت منفتحة على 28 دولة و500 مليون مستهلك، وبالتالي انسحابها سيخلق بعض العراقيل، خاصة فيما يختص ببعض بالسماء المفتوحة. ومضى إلى القول بأن سبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس اقتصاديا وإنما عاطفيا، ولم تنظر للتحذيرات الاقتصادية التي أطلقها وزير المالية.

© Al Sharq 2016