14 08 2016

غياب المتداولين الأفراد عن منصة التداول أثر في تذبذب أداء السوق

 

قال لـ "الاقتصادية" محللون ماليون، "إن حالة عدم الاستقرار اليومي لأداء سوق المال السعودية تعود إلى الافتقار لوجود رؤية واضحة للمتعاملين في السوق، الأمر الذي اتضح عند قياس حجم مستويات السيولة الحالية في السوق".

وأوضحوا أن سوق الأسهم خلال الفترة الماضية تفتقر إلى جود شريحة مهمة لها دورها في تحريك السيولة في السوق وزيادة نشاطها، ألا وهي المستثمرون الأفراد الذين يشكلون 90 في المائة من حجم السوق، مشيرين إلى أن غياب هذه الشريحة عن منصة التداول بسبب الإجازة الصيفية، جعل هناك تذبذبا واضحا في أداء السوق وبالتالي غابت السيولة عن السوق.

وقال تركي فدعق، المحلل المالي، "إن تأثير فترة الصيف الحالي وضح بشكل كبير في أداء السوق باعتبار أن 90 في المائة من المتعاملين في السوق هم من الأفرادو بالتالي فإن وجود نسبة كبيرة من هؤلاء خارج منصة التداول اليومي أثر في نشاط السوق".

وتابع "حتى الآن لم تحدث تغييرات جوهرية في السوق، رغم أن مسار المؤشر يسير في الاتجاه الأفقي"، مبينا أنه لا توجد أي محفزات داخلية يمكن الاعتماد عليها حتى ينعكس أثرها إيجابيا في السوق، مضيفا أن "المتداولين في السوق ينتظرون أخبارا خاصة من بعض القطاعات أو على أقل تقدير من بعض الشركات حتى تعطي تفاعلا للمتداولين".

ولفت إلى أن مراقبة التغيرات في أسعار النفط ستكون العامل المؤثر في السوق.

من جهته، قال حميد العنزي، محلل مالي، "إن هناك شركات حافظت على مسار الأداء الجيد خلال الجلسات الماضية، ما يعني أن السوق ستدخل مرحلة أداء إيجابي بشكل عام".

وأفاد بأن ضعف التداول يعود إلى ضعف السيولة التي انخفضت مستوياتها بحكم المتغيرات في الاقتصاد ككل خاصة فيما يتعلق بمستويات الإنفاق الحكومي على المشاريع التي تعتبر المحرك الرئيس للقطاع الخاص وبالتالي انعكاس ذلك إيجابا على سوق الأسهم، حيث سيتم ضخ السيولة للمصارف.

وأشار إلى أن قطاعي المصارف والبتروكيماويات يمثلان داعمين رئيسين للسوق، لذا فإنه يعول عليهما في دور مؤثر في رفع مستوى السيولة في السوق.

ولفت إلى أن المصارف ترتبط ارتباطا وثيقا بسياسية الإنفاق الحكومية وضخ السيولة في السوق، ونظرا إلى انخفاض حجم الإنفاق خلال الفترة الماضية فقد ضعف أداء قطاع المصارف نوعا ما، الأمر الذي أثر في أداء السوق.

كما أن قطاع البتروكيماويات قد يستفيد من نزول تكاليف المنتجات في الأسواق العالمية، ما يعني تحقيق هوامش أرباح جيدة في حال ارتفعت أسعار النفط، وبالتالي سينعكس ذلك في السوق.

وتوقع العنزي أن تمضي السوق نحو الأداء الإيجابي خلال الربع الرابع من العام الجاري، خاصة مع بدء التوزيعات النقدية على المساهمين وعودة المتعاملين الأفراد إلى السوق بعد انتهاء إجازة الصيف.

من جهته، قال أحمد الملحم، مختص مصرفي، في إحدى الإدارات الإقليمية لأحد المصارف في الشرقية "إن الفترة الماضية شهدت استقرارا في السوق لكنه يميل إلى التذبذب الطفيف"، مشيرا إلى أنه رغم الإعلان عن النتائج المالية للشركات إلا أنه لم ينعكس ذلك بشكل واضح في أداء السوق، خاصة أن التوزيعات النقدية كانت أقل من التوقعات.

وأوضح الملحم أن كثيرا من المتداولين حاليا يفضلون الابتعاد عن السوق خلال هذه الفترة حتى فترة إجازة عيد الأضحى المبارك، وأنه من الممكن أن تعاود السوق نشاطا أفضل عقب انتهاء الإجازة الصيفية التي ستشهد عودة نشاط المستثمرين الأفراد في السوق.

وأشار إلى أن بعض صغار المتداولين أصبحوا مجبورين على التعامل مع السوق من ناحية استثمارية طويلة المدى بعد أن كان نشاطهم يقوم على المضاربة اليومية. لكن، وبسبب الأداء المتذبذب للسوق طوال الفترات الماضية فإن غالبيتهم فضلوا عدم المضاربة والحرص على بقاء أموالهم في محافظهم الاستثمارية لأطول مدة ممكنة حتى تتضح رؤية السوق.

وشدد الملحم على أن عمليات المضاربة في السوق أصبحت قليلة جدا، بل إن كثيرا من المصارف لم يعد يرغب في فتح محافظ استثمارية جديدة للأفراد بسبب الأداء المتذبذب للسوق التي باتت غير محفزة بشكل كبير تحديدا في الوقت الحالي في ظل وجود عوامل سياسية واقتصادية داخلية وخارجية ينعكس تأثيرها بشكل مباشر في نفسية المتداولين في السوق.

© الاقتصادية 2016