31 07 2016

«الجزائر أو مسقط... في حال رفضت»

 طالب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بوقف الحرب وإجراء حوار مباشر مع السعودية في دولة محايدة هي الكويت، وفي حال رفضت، اقترح الجزائر أو سلطنة عُمان.

وأكد مصدر في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعّمه علي صالح، خلال لقاء الأخير مع أعضاء اللجنة العامة في الحزب، أن «الزعيم (علي صالح) اختار دولة الكويت للحوار المباشر مع السعودية، نظراً لما وجده الوفد (الحوثي - صالح) من احترام وكرم من الكويت، حكومة وشعباً، ولأن الكويت، خاضت الحوارات منذ 4 أشهر بحيادية كبيرة، من دون التدخّل بخصوصياتنا، على عكس ما كان يفعل في بعض الأحيان المبعوث الأممي».

وتابع المصدر لـ «الراي»، أن علي صالح أكد أنه «في حال رفضت الكويت قبول أن تكون هي الدولة المحايدة لحوار مباشر مع السعودية، فسيتوجّه الى الجزائر، وفي حال رفضت الجزائر، فسيحاول مع سلطنة عُمان».

ويأتي هذا التطوّر، بعد اجتماع عقده مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس مع الفريقين المتحاورين في الكويت، في محاولة منه لإنقاذ اربعة أشهر من محادثات الأزمة اليمنية والتي توشك على الانهيار.

وأعلنت مصادر مقربة من الوفد الحكومي اليمني الى مشاورات السلام في الكويت، أن ولد الشيخ أحمد قدم مقترحاً لتمديد المشاورات لفترة تتراوح بين ثلاثة أيام وأسبوع، بناء على رؤية شاملة سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية، كتصور لحل الأزمة.

وتوقعت المصادر قبول الوفد الحكومي بتمديد المشاورات بعد لقاء المبعوث الأممي رئيس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.

وكان رئيس الفريق الاستشاري للوفد الحكومي اليمني في الكويت عبد الله العليمي أعلن، أن «مفاوضات الكويت انتهت فعلياً» وأن «وفد الحكومة سيغادر الكويت اليوم (أمس)».

وقوبل «إعلان صنعاء» الذي وقعت عليه «أنصار الله» و«حزب المؤتمر» الخميس الماضي، برفض من دول مجلس التعاون الخليجي، التي أعربت، أمس، عن قلقها البالغ منه، حيث أكد الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني أنه «خرق واضح لقرارات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وقرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل».

وأضاف أن «دول المجلس تدعو مجلس الأمن إلى إلزام الحوثيين وأتباع علي عبدالله صالح الانخراط سريعاً وفي شكل فعال وايجابي في المشاورات التي يجريها ولد الشيخ أحمد في الكويت».

بدورها، وصفت وزارة الخارجية الأميركية «إعلان صنعاء» بأنه «خروج عن جوهر المفاوضات»، مطالبة بإظهار حسن النوايا لدفع المشاورات إلى الأمام.

في السياق ذاته، اعتبر مصدر في الاتحاد الأوروبي «الإعلان» متنافياً مع التزامات «أنصار الله» و«حزب المؤتمر» إزاء مشاورات الكويت، وطالب الفريقين بالامتناع عن الأعمال الأحادية التي تنتهك المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن.

من ناحيتها، انتقدت تركيا «الإعلان»، مؤكدة أنه «لن يسهم إيجابياً في مشاورات السلام»، وأنها «لا تعترف بهذا الهيكل غير الشرعي الذي يمثل هجوماً كبيراً على الشرعية الدستورية في اليمن».

من جهة ثانية، قال زعيم «أنصار الله» عبدالملك الحوثي إن «من الطبيعي أن ينزعج البعض من (إعلان صنعاء). لا مشكلة، ليبحثوا عن أصلب صخرة، ولينطحوها برؤوسهم، وينظروا، هل هذا سيشفيهم؟».

إلى ذلك، يستعد حاكم صنعاء حالياً محمد الحوثي للرحيل من القصر الجمهوري، بعد ان فوجئ بتجاهل حضوره في «إعلان صنعاء» الذي سيقود الى حل «اللجنة الثورية» التي يتزعّمها منذ العام الماضي وإعادة الدستور اليمني ومجلسي النواب والشورى، اللذيْن كانت «اللجنة الثورية» ألغتهما وفق إعلانها الدستوي.

ميدانياً، قتل عشرات الحوثيين، إثر غارات لمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية على مواقعهم قرب مدينة نجران، بعدما حاولوا التسلل إلى داخل المملكة، فيما دارت اشتباكات في بلدة حرض شمال غربي اليمن على الحدود مع السعودية.

© Al- Rai 2016