الخرطوم 8 فبراير شباط (رويترز) - قال شهود وحزب الأمة المعارض الرئيسي في السودان إن قوات الأمن السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع عند مسجد في العاصمة الخرطوم اليوم بعد صلاة الجمعة وتعرض عدد من المصلين للإصابة أو الاختناق.

جاء الهجوم في الوقت الذي حاول فيه مئات المصلين الخروج من جامع السيد عبد الرحمن المهدي، أحد المساجد الرئيسية في العاصمة، في إطار الاحتجاجات شبه اليومية على حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ 30 عاما.

وهزت السودان الاحتجاجات التي بدأت في 19 ديسمبر كانون الأول بعد أن حاولت الحكومة رفع أسعار الخبز. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن 45 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم في الاحتجاجات بينما تقول الحكومة إن عدد القتلى بلغ 31 بينهم اثنان من قوات الأمن.

وقال حزب الأمة الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي في بيان إن قوات الأمن هاجمت المصلين بعد صلاة الجمعة مباشرة بإطلاق الغاز المسيل للدموع "بكثافة" على حرم المسجد.

وقال البيان "أطلقت أجهزة النظام القمعي اليوم الجمعة الغاز المسيل للدموع بكثافة داخل حرم مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي بود نوباوي عقب صلاة الجمعة مباشرة. وقد استمر قصف المسجد وعربة الحبيب الإمام الصادق المهدي وضرب المصلين وتوجيه السلاح في وجههم ومحاصرة المسجد بواسطة مليشيات الأمن، مما أدى لإصابة واختناق عدد من المصلين".

وأضاف "نؤكد بأن النظام المدحور قد فقد وعيه تماما وأصبح لا يلتفت لقيم وأخلاق الشعب السوداني ويعمل بكل بؤس في تكريس سلطة الطاغية".

ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم الشرطة للتعليق رغم المحاولات المتكررة.

وألقى البشير باللوم في الاحتجاجات على "عملاء" وطالب منافسيه بالسعي إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. ولم يظهر أي مؤشر على التخلي عن السلطة.

كما اندلعت الاحتجاجات في مناطق أخرى من الخرطوم، حيث أغلق المتظاهرون الطرق بإطارات محترقة وفروع الأشجار. وفرقت قوات الأمن الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

وفي شرق السودان، قام المئات بمسيرة في مدينة خشم القربة، مسقط رأس معلم توفي أثناء الاحتجاز الأسبوع الماضي بعد اعتقاله بسبب مشاركته في الاحتجاجات.

وردد المتظاهرون هتاف "بالروح بالدم نفديك يا أستاذ". ولم تتدخل قوات الأمن.

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)