20 06 2016

اتفاقات وعقود تنعش "الإيجارات" استعداداً لموسم الحج

فيما مالت مشروعات عقارية استثمارية مازالت تحت الإنشاء في مكة المكرمة وجدة، إلى الهدوء النسبي، بالتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك، انتعشت في المدينتين نفسيهما حركة نشطة من الاتفاقات وإبرام العقود لاستئجار دور الإيواء والمساكن، التي سيقيم فيها الحجاج والمعتمرون في موسم الحج المقبل.

وتشهد سوق العقار في منطقة مكة المكرمة، حركة غير عادية في عمليات التشييد والبناء، تركز في المنطقة المركزية والمناطق القريبة منها، على مشروعات الإيواء السكني للحجاج والمعتمرين، فيما تركز في المناطق البعيدة عن المنطقة المركزية عن مشروعات السكن بنوعيه التجاري والسكني.

وتأتي مشروعات الإيواء السكني للحجاج والمعتمرين في مركزية مكة المكرمة، بالتزامن مع مشروعات توسعة الحرم المكي، لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج والمعتمرين، إذ رأى العديد من المستثمرين أن توسعة الحرم المكي، تتطلب توسعة مماثلة في مشاريع الإيواء السكني، ببناء المزيد من الفنادق من جميع الفئات، لاستيعاب الأعداد المتوقعة من الحجاج والمعتمرين بحسب قدراتهم المالية.

ويؤكد مستثمرون في القطاع العقاري في المنطقة المركزية لمكة المكرمة، الجدوى الكبيرة من استثماراتهم ومشروعاتهم، مشيرين إلى أن المنطقة ما زالت في حاجة إلى المزيد من الاستثمارات العقارية، التي توفر متطلبات المنطقة من المنتجات السكنية المطلوبة، معبرين عن تفاؤلهم الكبير بمستقبل هذه الاسثتمارات، خاصة بعد الدعم الذي وعدت أن تقدمه رؤية المملكة 2030 لقطاع الحج والعمرة، لتنشيطه على مدار العام، ليكون أحد مصادر الدخل في المملكة.

وتضم المنطقة المركزية أكثر من 1200 فندق من جميع الفئات، وكان هذا العدد، لا يتجاوز 650 فندقاً قبل خمس سنوات، ما يشير إلى الطفرة العقارية التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية.

ويقول د. عبدالله المشعل أن الاستثمار العقاري في مركزية مكة المكرمة، يعد من أنحج الاستثمارات على الاطلاق، مؤكداً حاجة المنطقة إلى المزيد من منشآت الإيواء السكني من جميع الفئات، حتى تستوعب الزيادة المتوقعة من أعداد المعتمرين والحجاج، بعد اكتمال توسعة الحرم المكي".

وأضاف "قبل سنوات، وقبل طفرة البناء والتشييد الحالية، كانت أسعار الفنادق في مركزية مكة المكرمة، تشهد ارتفاعاً في مواسم الحج والعمرة، وكان ضيوف الرحمن يشتكون من هذه الزيادة، ويصفونها بأنها استغلال واضح من ملاك الفنادق لضيوف الرحمن، وكانت زيادة الأسعار ترجع إلى قلة عدد الفنادق، التي كانت تمتلئ عن بكرة أبيها في المواسم، أما الآن ومع زديادة أعداد منشآت الإيواء إلى الضعف تقريباً، استقرت الأسعار على مدار العام، بما فيها مواسم الحج والعمرة، مشيراً إلى أن نسبة الإشغال حالياً بلغت نحو 87 في المئة، والأسعار مستقرة إلى حد ما، ولا يوجد شكاوى بشأنها".

يسارعون الخطى

ويقول د.عبدالله المشعل إن "مستثمري القطاع العقاري في مكة المكرمة، يسارعون الخطى من أجل الانتهاء من مشروعاتهم التي هي تحت الإنشاء حالياً قبل بداية موسم الحج المقبل، مشيراً إلى نوع من الهدوء يغلف مشروعات العقار في الوقت الحالي، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك. ويقول: "حركة البناء والتشييد تراجعت قليلاً في شهر رمضان المبارك، وهذا التراجع أمر طبيعي، يحدث كل عام في مثل هذا الشهر، ولكن توقعاتي أن حركة البناء ستنتعش بشكل أكبر عقب عيد الفطر المبارك المقبل، رغبة من المستثمرين العقاريين في الانتهاء من مشروعاتهم، للحقاق بموسم الحج المقبل".

وأشار إلى أن "السوق يشهد حالياً عقد اتفاقات بين أصحاب منشآت الإيواء السكني وبين متعهدي حملات الحج والعمرة في مناطق المملكة ومتعهدي حملات الخارج، لتأجير هذه المنشآت لإيواء ضيوف الرحمن فيها في موسم الحج". وقال: "الأسعار في موسم الحج المقبل، يبدو أنها ستكون مستقرة وغير مبالغ فيها، إذ تتراوح بين 500 و2200 للحاج الواحد، وهذا الاستقرار يرجع إلى كثرة الفنادق التي بنيت في مكة المكرمة خلال السنوات الأخيرة، ولا نستبعد أن تتراجع الأسعار إذا تم الانتهاء من حزمة مشروعات عقارية جديدة مازالت تحت الإنشاء حالياً.

© صحيفة الرياض 2016