05 08 2016

قرار من الجهات العليا بعمل دراسة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمذابح خلال 90 يوما

                              

في الوقت الذي أعلن فيه مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي "أضاحي" عن تحديد سعر سندات الأضاحي والهدي لهذا العام 1437هـ، بواقع 460 ريالا للأضحية، كشف لـ "الاقتصادية" الدكتور أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية عن بدء تشغيل مصنع إنتاج الجيلاتين والكبسولات الطبية المستخلصة من عظام وجلود المواشي، الذي يقوم مشروع "أضاحي" على تنفيذه، حيث تخضع منتجات المصنع حالياً للاختبارات الصحية وغيرها من الأمور الفنية.

وأفصح الدكتور محمد علي عن صدور أمر من الجهات العليا بإجراء دراسة تفصيلية عن أوضاع المجازر وكيفية تحديثها بأحدث الأجهزة وأفضل المعدات، لتكون قادرة على تلبية متطلبات واحتياجات الحجاج في السنوات المقبلة، إذ إن الطاقة الاستيعابية الحالية للمجازر كافية لاستيعاب الطلب الحالي من الحجاج لتأدية نسك الذبح، لكنها بحاجة إلى التوسعة والتحديث لمواكبة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لزيادة أعداد الحجاج.

وأكد رئيس البنك الإسلامي حرص حكومة السعودية على تلبية احتياجات الحجيج ومتطلباتهم، لافتاً إلى أن الدراسة ستستغرق من 60 إلى 90 يوما، ومن ثم البدء في تنفيذ مخرجات تلك الدراسة التي لم تحدد بعد، الطاقة الاستيعابية المستقبلية.

وذكر أن المشروع نجح في إيصال لحوم الهدي والأضاحي للمحتاجين من فقراء الحرم، وإلى المستحقين في عديد من الدول والمجتمعات المسلمة خارج المملكة، موضحا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أنفقت ما يزيد على ملياري ريال، لإنشاء المجازر الآلية الحديثة، وتجهيزها بأحدث المعدات والآلات اللازمة.

وعن مبيعات المشروع التي شهدت انخفاضا بواقع 835.282 رأسا من الأغنام، في 1436هـ، مقارنة بـ874 ألفا، في 1435هـ، أشار رئيس البنك إلى أن هناك ضعفا في الجانب التسويقي للمشروع وهو ما تم حله هذا العام، علاوة على منافسة بعض الأشخاص من مجهولي الهوية الذين يقومون بتسويق أغنام بأسعار رخيصة بشكل مخالف على الحجاج، ويقومون بتضليلهم وغشهم ببيع الماعز الواحدة لأكثر من حاج وفي النهاية لا يقوم الحاج بالذبح أو يذبح بشكل مخالف.

وأشاد خلال اطلاع عدد من المسؤولين عن شؤون الحج من الجهات الحكومية المحلية، وفي سفارات وقنصليات الدول الأعضاء

في منظمة التعاون الإسلامي المعتمدة لدى السعودية ودول أخرى على أهداف مشروع "أضاحي" خلال موسم حج هذا العام، أمس، في مقر البنك في جدة، بجهود الجهات الحكومية المختصة بما فيها الأمن العام الذي يعمل أيام الحج على مكافحة مروجي الذبح العشوائي بأسعار زهيدة ووهمية بين الحجاج، بشكل غير شرعي يلوث بيئة المشاعر المقدسة ويؤذي الحجيج والمياه الجوفية.

وقام رئيس البنك في بداية اللقاء بإطلاق الموقع الإلكتروني لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي "أضاحي".

وأكد أن هذا الموقع سيسهل خدمة حجاج بيت الله الحرام وهو يحتوي على مجموعة من الأنظمة الإلكترونية تعمل خلف بوابة الأضاحي على الإنترنت لمساعدة الحاج والمعتمر على أداء نسكه براحة وسهولة، إذ تقدم البوابة خدمات الشراء الإلكتروني ببطاقات "الفيزا" و"الماستر كارد" لجميع أنواع النسك (الهدي، الأضحية، الفدية، الصدقة، العقيقة)، إضافة إلى خدمات الشراء لبعثات الحج للشراء نيابة عن حجاجهم، وخدمة الشراء المباشر للأفراد، وخدمة نقاط البيع في المشاعر المقدسة عبر المسوقين المعتمدين.

وأشار الدكتور أحمد إلى الأهداف النبيلة لهذا المشروع الإسلامي المهم، الذي أنشأته المملكة العربية السعودية قبل 34 عاما ضمن سلسلة الجهود والمرافق التي أنشأتها الحكومة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وذلك لتيسير أداء نسكهم تعظيما وتقديرا لهذه الشعيرة العظيمة وحفاظا على نظافة البيئة، مبينا أنها تتمثل في خدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال توفير الأنعام التي تستوفي جميع الشروط الشرعية والصحية، والمحافظة على نظافة البيئة في المشاعر المقدسة وسلامتها والابتعاد عن الذبح العشوائي في منطقة المشاعر.

وأفاد بأنه يعمل في هذا المشروع نحو 40 ألف فرد من جزار، ومساعد جزار وإداري، ونحو700 طبيب بيطري، و 600 من طلبة العلم الشرعي والمعنيين بالكشف على سلامة الأغنام، للتأكد من توافر كافة الشروط الشرعية والصحية في جميع أنعام المشروع.

وذكر أنه كانت البدايات الأولى للمشروع في موسم حج عام 1403هـ، حيث تمت الإفادة من 63 ألف ذبيحة، وبفضل الدعم السخي والمتواصل والحرص والرعاية التامة التي يحظى بها المشروع من الدولة، تطور عاما بعد عام واتسع نطاق توزيع لحوم الهدي والأضاحي على مستحقيها من الفقراء والمحتاجين واللاجئين في شتى بقاع المعمورة، حيث تم خلال موسم الحج الماضي الإفادة من أكثر من 845 ألف ذبيحة من الأغنام، تم توزيعها على مستحقيها من فقراء الحرم، وما فاض عن حاجتهم تم توزيعه على جمعيات البر والمؤسسات الخيريـة المنتشرة في المملكة وعلى مستحقيها في23 دولة.

وعن برنامج العمل لموسم حج العام الحالي، أوضح رئيس مجموعة البنك أن الترتيبات اللازمة قد تم اتخاذها لإفادة مليون رأس من الأغنام، إضافة إلى نحو خمسة آلاف رأس من الأبقار.

وناشد الدكتور أحمد محمد علي، المسؤولين عن شؤون الحج في السفارات والقنصليات في المملكة، التعاون في توجيه وتوعية الحجاج لشراء السندات الإلكترونية للهدي والأضاحي من الأماكن المخصصة لذلك حول الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي منطقة المشاعر المقدسة، ومنافذ المملكة المختلفة.

© الاقتصادية 2016